آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

​35 عامًا مرَّت على رحيل أمل دنقل الباكي بين يدَي "زرقاء اليمامة"

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- ​35 عامًا مرَّت على رحيل أمل دنقل الباكي بين يدَي "زرقاء اليمامة"

أمل دنقل الباكي
القاهرة _ اليمن اليوم

مرّت 35 عامًا على رحيل الشاعر أمل دنقل (1940-1983) الذي لم يمتلك ذلك القدر من الصبر، وما إن طرق المرض بابه حتى فرّ خلفه، خلف الحقيقة التي اشتهاها، شأنه شأن رفيقه الجنوبي الآخر يحيى الطاهر عبدالله الذي استجاب لغواية الموت سريعا جدا.

وُلد أمل دنقل عام 1940 في قرية القلعة بمركز قفط في قنا، لأب أزهري حصل على شهادة العالمية عام ولادته، وانتقل دنقل بعد المرحلة الثانوية إلى القاهرة ليدرس الآداب، غير أنه كان يترك الدراسة ليعمل، وشغل عدة وظائف على فترات متفرقة، قضى بعضها في الإسكندرية.

عندما بدأ دنقل كتابة الشعر بحث لنفسه عن طريق صنع له صوتا خاصا ما زال يميزه حتى الآن، استطاع به أن يحتل مكانة خاصة بين الشعراء، وفي قلوب متابعيه، وكوّن دنقل مع كل من الراحلين عبدالرحمن الأبنودي ويحيى الطاهر عبدالله ثالوثًا جنوبيًا صعيديًا، جاؤوا حاملين ثقافة الجنوب بكل خصوصياته، غير أن دنقل لم يقدم نفسه كشاعر صعيدي ينهل من بيئته، كما يظهر في أعمال صديقيه، وبخاصة في أعمال الأبنودي، بل ظهر كما يصفه الناقد د.جابر عصفور بـ"وعي مديني".

ويرى عصفور، الذي أصدر مؤخرًا كتابه "قصيدة الرفض.. قراءة في شعر أمل دنقل"، أن أمل دنقل "أتى من قنا، ولكني أراه شاعرًا مدنيًا بكل معنى الكلمة، لأنه يعي مفهموم الوطن والتعددية العرقية والثقافية في المدينة، كما أنه كان على وعي كامل بالقومية، والإسكندرية أسهمت في جعل دنقل شاعرًا مدينيًا، فالإسكندرية قديمًا كانت فيها جنسيات متعددة وكتاب أجانب من اليونان وإيطاليا، كلها أسباب شكلت وعي أمل دنقل وجعلت منه شاعرًا مدينيًا يغلب عليه الطابع المدني مع استمرار وجود بعض الرواسب المتأصلة بداخله نتيجة نشأته الريفية".

من ناحية أخرى، كانت الميثولوجيا الإغريقية مصدرًا ينهل الشعراء منه في ذلك الوقت، بأساطيره المليئة بالبطولة والصراعات والاقتتالات العاطفية، غير أن دنقل، كما لم يقدم نفسه في صورة ابن الصعيد، لم يقدم نفسه كذلك عبر بوابة الميثولوجيا الإغريقية فعاد إلى التراث العربي، مستمدًا منه أسطورته العربية شديدة الخصوصية التي بدت له تربة خصبة لم يسبقه إليها كثيرون، ولم يكرس لها نفسه أحد قبله.

ومِن رحم التراث أنتج أمل دنقل عددًا من أعماله ذائعة الشهرة: "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة"، "أقوال جديدة عن حرب البسوس"، وغيرهما، مستمدًا من الأساطير العربية الجاهلية، ومن التاريخ الإسلامي، قالبًا يصب فيه رؤيته التي يراها كثيرون رؤية عروبية، قومية، مرت بكل تلك الصدامات والصراعات التي عرفها الوطني العربي منذ ثورة يوليو حتى نكسة يونيو 1967.

انغمس أمل دنقل في ما يدور حوله من تقلبات سياسية، حيث صار معارضًا بارزًا للرئيس الراحل أنور السادات، بخاصة بعد معاهدة السلام مع إسرائيل، وشهد دنقل المصادمات بين قوات الأمن والمعترضين على سياسات السادات، وهو ما تمخّض عن مواجهات عنيفة، وحملات من الاعتقال، كان لكل ذلك أثره على قصائد دنقل، مثل: "لا تصالح"، "أغنية الكعكة الحجرية"، "كلمات سبارتاكوس الأخيرة"، وهي إحدى القصائد التي خرج فيها عن الخط الذي اختاره لنفسه وهو العمل على التراث العربي.

أصيب الجنوبي بالسرطان في الثلاثة أعوام الأخيرة من حياته، الأمر الذي جعله طريح الفراش طوال الفترة الأخيرة من حياته، وهو الأمر الذي خلفه في حالة صحية ونفسية سيئة للغاية، وهو ما انتهى بوفاته، ولكن قبل وفاته، ترك دنقل ديوانه الأخير "أوراق الغرفة 80"، الذي ترك فيه أشعارًا ذاتية تتخلص من كل أعباء القصيدة التقليدية، وتطرح عن نفسها أثقال اللغة الخطابية والحماسية.​

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​35 عامًا مرَّت على رحيل أمل دنقل الباكي بين يدَي زرقاء اليمامة ​35 عامًا مرَّت على رحيل أمل دنقل الباكي بين يدَي زرقاء اليمامة



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 11:28 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى النكبة

GMT 20:55 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب أوراوا الياباني يكشف صعوبة هزيمة الهلال

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:27 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

ممارسة الرياضة تمنع التقدم في العمر

GMT 11:38 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ديل تسوق لحاسبها الشخصي من فئة الكل في واحد

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen