جماعة الحوثي تقدّم مبادرة إلى الأمم المتحدة لوقف الحرب في اليمن

قدّمت جماعة الحوثي، مبادرة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة من أجل وقف الحرب التي تشهدها البلاد، منذ مطلع 2015، ونشر رئيس اللجنة الثورية العليا في جماعة الحوثيين محمد علي الحوثي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي تتضمن بنود المبادرة، أبرزها تشكيل لجنة للمصالحة والاحتكام لصندوق الانتخابات لاختيار رئيس وبرلمان يمثل كل الشعب اليمني وقواه السياسية، فضلا عن وضع ضمانات دولية ببدء إعادة الإعمار وجبر الضرر، وحثت على "منع أي اعتداء من دول أجنبية على اليمن وإعلان عفو عام وإطلاق كل المعتقلين لكل طرف ووضع أي ملف مختلف عليه للاستفتاء".

وأكد القيادي محمد علي الحوثي على أنّ "أي حلول لا يمكن أن تكون جذرية ما لم يتم إيقاف العدوان ورفع الحصار البري والجوي والبحري على اليمن"، وتأتي مبادرة الحوثي بعد فشل المفاوضات بين الأطراف اليمنية والتي قادتها الأمم المتحدة في الكويت وجنيف في وقت سابق، وذلك بعد خسائر فادحة في صفوف الحوثيين خلال المعارك التي شهدتها العديد من جبهات القتال مع القوات الحكومية الموالية للشرعية، 

‏‎وقال الصحافي اليمني محمد الحطامي ، إنّ الهدف من المبادرة التي قدمها محمد الحوثي  ليس مضمون المبادرة، وأضاف" الهدف هو إيقاف الحرب لان الجماعة بدأت جبهاتها تتآكل ومؤيدوها في تناقص والغضب الشعبي في تنامي، مؤكّدًا على أنّ الحوثيين بدأوا يدركون مدى خطورة الاستمرار في الحرب  على  كيانهم وبقاءهم، لذا قرروا الدعوة للحوار وتقديم المبادرات ليحققوا ما يريده من خلال الحوارات. 

وقال الدكتور محمد جميح ‏في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر" تويتر" موجهة لمحمد الحوثي ردا على مبادرته ، "الحل يكمن في رجوعكم عن الانقلاب، والكف عن المبادرات التكتيكية، والالتزام بالمرجعيات الثلاث"، وأضاف "الانقلاب سبب الحرب، ويجب العدول عن السبب لوقفها" مؤكدا "ستقف الحرب إذا انتهى الانقلاب، وقدّم الرئيس الأسبق للشطر الجنوبي لليمن على ناصر محمد (1980-1986) بمبادرة تتعلق بالملف اليمني تتكون من ثمانية بنود، معتبرا أن إنهاء الحرب القائمة سيفضي للسلام داخل اليمن وللمنطقة العربية، وقال علي ناصر محمد الذي شارك في مؤتمر نادي فالدي الشرق الأوسط في موسكو في فبراير / شباط 19-20، 2018 إن إنهاء الحرب سيفيد الجميع، وإذا لم يكن هناك سلام، فستبدأ الفوضى في التوسع إلى البلدان المجاورة، ولن يهرب أحد، وأكد إن إنهاء الحرب هو "الطلب الأساسي للشعب اليمني حتى تعود إليه الحياة والأمن والاستقرار"، وقدم المبادرة في مقال صحافي، وهي مكونة من ستة بنود قال إنها تأتي ضمن مبادرة من شأنها أن تحل الأزمة في اليمن، وتضمنت مبادرته إنهاء الحرب وخلق مناخ سياسي مناسب لإيجاد حل (سلمي)، وعقب وقف إطلاق النار، ينبغي اتخاذ الخطوات التالية لإقامة الثقة بين الجانبين المتعارضين تتمثل في تشكيل مجلس رئاسي يضم خمسة أعضاء يحكموا البلاد خلال الفترة الانتقالية، وتشكيل حكومة اتفاق تشمل جميع القوى السياسية.

واعتبر القيادي الحوثي وعضو ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين، عبد الملك العجري، المبادرة التي قدمها الرئيس السابق على ناصر محمد في مؤتمر فالداي بموسكو لوقف الحرب في اليمن، بانها "مبادرة مسؤولة وواقعية" و أشار العجري في تغريدة على صفحته بموقع "تويتر"، أن مبادرة ناصر تمثل في معظمها مخارج جيدة للحل السياسي في اليمن، وطالب بان يتم التعامل معها من قبل القوى السياسية بمسؤولية، أن كانت جادة في إنهاء معاناة اليمنيين.

وأكدت الحكومة الفرنسية ، على استئناف الأطراف اليمنية مفاوضات السلام غير المشروطة برعاية مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، داعية تلك الأطراف للكفّ عن الاقتتال، و قال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية ، إن أولوية فرنسا حول الأزمة اليمنية، يتمثّل في التصدّي للأزمة الإنسانية المنهارة، وفي التوصّل إلى حلّ سياسي لوقف الحرب في البلد المضطرب،و أوضح بأنه «لا سبيل للحفاظ على سلامة الأراضي اليمنية وإعادة السلام وإرساء الاستقرار ووضع حدّ نهائي للظروف الإنسانية المأساوية إلا عبر التسوية السياسية»، وقال «من الضروري أن تستأنف مفوضات السلام، وسندعم على نحو فاعل مساعي المبعوث الخاص الجديد»، ورحب البيان بتعيين مارتن غريفيث مبعوثًا خاصًا جديدًا للأمم المتحدة إلى اليمن، وقال «نتقدم له بأطيب تمنياتنا بالنجاح ونعرب عن دعمنا له في إنجاز مهمته»، وقال «يتمتع السيد مارتن غريفيث بالخبرة المطلوبة لضمان تحقيق مهمته هذه، إذ شغل منصب مدير المعهد الأوروبي للسلام وعمل في العديد من المنظمات الدولية، ولا سيّما المنظمات الإنسانية الدولية».

وشدّد وزير الخارجية الياباني، تارو كنو، دعم بلاده لإنهاء الحرب في اليمن، حيث جاء ذلك في حديث للوزير الياباني خلال لقائه سفير اليمن لدى  طوكيو سمير خميس، وقال الوزير الياباني، إن"  بلاده تدعم الحكومة اليمنية من أجل إنهاء الحرب، معبرا عن قلقه من استمرار تدهور الوضع الإنساني في اليمن"، وأكد على استمرار تقديم اليابان المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني جراء الحرب.

وأعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أنه لا يحق للمليشيات الانقلابية  التحكم باليمن والسيطرة على الدولة مؤكدا أنهم سيعودون إلى طريق المفاوضات لأنها الحل الوحيد، وقال الجبير في كلمة له أمام البرلمان الأوروبي من بروكسل، إن الحوثيين المدعومين من إيران انقضوا على الجميع في اليمن، وتسببوا بالمجاعة في اليمن، وزرعوا الألغام في كل مكان، ومنعوا وصول الغذاء والماء إلى مدن وقرى تحت سيطرتهم، وأكد أن الحوثيين يحصلون من إيران على صواريخ باليستية، وقال الجبير إن السعودية استقبلت أكثر من مليون لاجئ ووفرت لهم الوظائف، وعن ايران قال ، إن الاتفاق النووي الحالي لا يكفي لتعديل سلوك إيران، وعلينا التعاون كي نلزم إيران بعدم التدخل في دول المنطقة"، وأضاف "نقول لإيران كفى، والثورة انتهت".

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن بلاده لم ترسل أسلحة إلى اليمن، في وقت يدرس مجلس الأمن الدولي إدانتها بذات التهمة، وتقدمت بريطانيا بمشروع قرار يدين غض إيران للطرف عن إرسال أسلحة للحوثيين في اليمن، وجاء حديث روحاني خلال استقباله وزيرة خارجية هولندا سيجريد کاخ، وقال روحاني "إيران لم ترسل أسلحة لليمن وهذه الاتهامات تزيد من المشكلة لا تحلها"، مضيفًا يجب أن تصب جميع المساعي لوقف الحرب على اليمن"

وأعربت وزارتا الخارجية البريطانية والفرنسية، عن قلقهما من تصاعد أنشطة إيران في اليمن والمنطقة، في الوقت الذي يدرس فيه مجلس الأمن الدولي مشروع قرار لإدانة إيران، بسبب خرقها حظر الأسلحة المفروض على اليمن، وتورطها في وصول صواريخها الباليستية إلى جماعة الحوثي، كما يطالب مشروع القرار، باتخاذ تدابير ضد طهران بشأن انتهاك العقوبات، ودعا بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني الذي تبنت بلاده مشروع القرار، إلى وقف الأنشطة الإيرانية التي تهدد بتصعيد الصراع في المنطقة.

وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية، بأنّ فرنسا قلقة بشأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وأنشطة طهران في المنطقة، ودعم إيران للحوثيين في اليمن، وأوضح دبلوماسيون، أن بريطانيا أعدت مسودة القرار بالتشاور مع الولايات المتحدة وفرنسا قبل طرحها على المجلس بكامل أعضائه يوم الجمعة، وكشف المحلل السياسي والكاتب اليمني، فتحي بن لزرق، أنّ الوضع في اليمن يحتاج إلى تسوية سياسية حقيقية،  تسوية تتوافق عليها الأطراف المتصارعة، ممثلة بالسعودية وايران ومن ثم يأتي دور الوكلاء  في هذه التسوية، وأنّ الحرب في اليمن وبعد 4 سنوات تثبت جليا  أنها غير قادرة على حسم الأمور لأي طرف من اطراف الصراع اليمني،مؤكدا انه لابد من تسوية سياسية توافق عليها كل الأطراف وتنهي الحرب .

وتشهد اليمن منذ ثلاثة أعوام، حربا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية لهادي المسنودة بقوات التحالف العربي، من جهة، ومسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم، من جهة أخرى، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و3 ملايين نازح في الداخل، حسب تقديرات للأمم المتحدة، إضافة إلى تسببها بتفشي ظاهرة الفقر وانتشار للمجاعة في عدد من المناطق اليمنية.