بغداد-نجلاء الطائي
تمكنت القوات العراقية المشتركة، من تضييق الخناق على تنظيم "داعش"، من خلال أحكام الطوق، وقطع جميع خطوط إمداداته غرب مدينة الموصل، وأكد قائد القوات المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل، على بناء شراكة قوية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية لمرحلة ما بعد "داعش"، يأتي في وقت نفذت طائرات القوة الجوية العراقية غارات جوية استهدفت مواقع تنظيم "داعش"، في ثلاث محافظات وهي الأنبار، وكركوك، ونينوى، وأسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم.
وأوضحت خلية الإعلام الحربي في بيان لها، أنه استنادًا لمعلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، نفذت القوة الجوية غارات جوية عدّة، وكانت النتائج كالاتي، تدمير جزء كبير من معسكر تابع لعناصر "داعش"، وقتل مايقارب ٦٠ متطرفًا، وجرح أكثر من ٣٠ آخرين، إضافة إلى تدمير مشجب للأسلحة داخل المعسكر، يضم مايقارب ١٠٠-١٥٠قطعة سلاح متنوعة في قضاء القائم - منطقة جريجب. ومن النتائج أيضًا تدمير ورشة كبيرة للتفخيخ والتصفيح، وقتل مايقارب ١٥متطرفًا وجرح ٤ آخرين، إضافة إلى إعطاب جميع الأسلحة والأعتدة داخل الورشة في قضاء الحويجة.
وأشارت الخلية إلى تدمير وكر "داعش"، بداخله صواريخ كاتيوشا وإعطابها جميعًا، مع العتاد وقتل ١٠ متطرفين وجرح ٣ اخرين، في معمل النسيج القديم، ضمن الساحل الأيمن للموصل - منطقة المنصور بتلك الضربات. وقالت وزراة الدفاع العراقية في بيان لها إن اللواء المدرع الرابع والثلاثين تمكن مقاتلوه من تطهير قرى "باخيرة وسلسلة تلال نويكيط وقرية الشيخ يونس والديباجة"، وسحق "داعش" برغم مفارز التعويق الكبيرة والمنتشرة على سلسلة جبال العطشانة والتي تم تدميرها بالكامل.
وأكد البيان أنه بتحرير تلك القرى تكون القطعات العسكرية، أحكمت الطوق لمدينة الموصل من الجهة الغربية، وقطع جميع إمدادات العدو لتنهي بذلك الصفحة الأولى، للمرحلة الثالثة لعملية "قادمون يا نينوى" ضمن المحور الوسطي. وقالت الوزارة، إن "وزير الدفاع عرفان محمود الحيالي في مكتبه، استقبل، الخميس، الجنرال فوتيل والسفير الأميركي وقائد قوات التحالف في العراق وسورية، الجنرال تاونسن وقدم شرحًا مفصلًا عن آخر ما حققته قواتنا المسلحة من انتصارات في الجانب الأيمن من مدينة الموصل".
وأشاد الجنرال جوزيف فوتيل "بالانتصارات التي تحققها قوات الجيش مجددًا، دعم بلاده للعراق في حربه ضد التطرف ومتطلعًا إلى علاقة قوية بين العراق والولايات المتحدة الآن وفي المستقبل". وأكد فوتيل على "مساعدة القوات العراقية في مجالات التدريب والتسليح، وتلبية احتياجاتها في ما يخص جميع الصنوف الأخرى، مؤكدًا على بناء شراكة قوية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية لمرحلة ما بعد داعش".
وكشفت وثائق جديدة لتنظيم "داعش" في سورية، عزوف عدد من مقاتلي التنظيم عن القتال، واختلاق الأعذار لمغادرة أرض المعركة، والعودة إلى بلدانهم. ونشر موقع صواب، المتخصص في التصدي للجماعات المتطرفة، وثيقة جديدة لأحد مقاتلي "داعش" في الرقة، يطلب فيها إعفاءه من القتال للعودة إلى فرنسا. وحسب العذر الوارد في الوثيقة، فإن المدعو "أبوصهيب الفرنسي" اختلق عذرًا مفاده أنه يعاني من خلل في الكعبين والظهر، وأنه يريد العودة إلى فرنسا لتنفيذ عملية انتحارية.
وتوضح الوثيقة، الصادرة من "كتيبة طارق بن زياد" في التنظيم الإرهابي، أن المدعو أبو أنس " يدعي المرض وليس له تقرير طبي". وفي الأشهر الماضية كشفت وثائق مماثلة، جرى العثور عليها في العراق، أن عددًا من متشددي التنظيم استفادوا من إعفاءات، حتى يتجنبوا المشاركة في القتال. وعثرت قوات التحالف الدولي، على وثائق لكتيبة "طارق بن زياد"، في تنظيم داعش، التي تقاتل في صفوف التنظيم في العراق.
وبيّنت الوثائق، أسبابًا عدة، لتسريح المقاتلين والسماح لهم بالعودة إلى بلدانهم، مثل الإصابة بجروح، أو الرغبة في الانتقال إلى منطقة معينة. وأعفى ما يسمى "ديوان الجند" في التنظيم المتطرف، مثلا، شخصًا يدعى أبا وائل السويسري، بسبب تشنج في الركبة، موردا في خانة الملاحظات أنه لا يريد القتال. وأما شخص آخر يلقب بأبي إدريس الكوسوفي، فجرى إعفاؤه، بسبب رغبته في الانتقال إلى "الشام" سورية، ومعاناته مع مشاكل في المخ.
وتأتي مغادرة مقاتلين لصفوف داعش، وسط وضع صعب للتنظيم الذي تكبد خسائر كبرى في مدينة الموصل بالعراق، حيث أعلن، سنة 2014، ما سماها "الخلافة". وأعلن مصدر محلي في محافظة ديالى، أن "قوات امنية مشتركة مدعومة بالحشد الشعبي نفذت، الخميسِ، عمليات تمشيط مباغتة في محيط قرى البو عواد والبو بكر في حاوي العظيم (70 كم شمال بعقوبة) والتي تعد من أهم معابر تسلل عناصر داعش من صلاح الدين باتجاه ديالى".
وأضاف المصدر، أن "القرى خالية من وجود العوائل، بسبب مخاوف الأخيرة من العودة كونها تقع في محيط ساخن للغاية، بسبب قربها من المطيبجة التي تشكل إحدى معاقل "داعش" على الحدود الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين"، مشيرًا الى أن "عمليات التمشيط مستمرة من أجل التأكد من عدم وجود اي عناصر متطرفة في القرى".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر