عدن-صالح المنصوب
حذر ناشطون حقوقيون في جنيف من مغبة الإخفاء القسري الذي ينتهجه المتمردون "الحوثيون" في اليمن، والسجون غير الرسمية التي أوجدتها الجماعة المتمردة. وقال الناشط الحقوقي البراء شيبان، في تصريح صحافي، إن "الحوثيين" أول من حوّل منشآت عامة إلى سجون جماعية، واستدل بتحويل ملعب كرة في محافظة عمران إلى سجن كبير زُج فيه نحو ألفي معتقل، في يوليو / تموز 2014، ونشرت الميليشيات السجون في كل المناطق التي وُجدت فيها، حتى أصبحت أشبه بالظاهرة الطبيعية.
ولفت إلى عدم قدرة المجتمع الدولي على ممارسة الضغوطات على الميليشيات، لإطلاق سراح المعتقلين. واعتبر الناشط اليمني، الذي كان ضمن المتحدثين في ندوة عن الإخفاء القسري في اليمن، في جنيف، الأربعاء: "عدم قدرة المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على زيارة السجون ولقائه بالمعتقلين أضاع ثقة اليمنيين في الآليات الدولية والمجتمع الدولي وقدرته على التعاطي مع الملف الحقوقي في اليمن".
ونظم التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان الندوة بمشاركة حقوقيين، من بينهم رئيس منظمة "هود"، المحامي محمد ناجي علاو، الذي قال: "أخشى بعد عمليات الانقلاب أن يتكرر المشهد نفسه، وأن تذهب دماء الضحايا هدرًا، لأنه وبعد المصالحة السياسية لم يُحاسب المتسببون في تلك الخسائر"، مطالبًا المجتمع الدولي بدعم المرأة اليمنية التي أثبتت جدارتها من خلال مطالبتها بإطلاق سراح المعتقلين، رغم ما تتعرض له من مضايقات من قبل الميليشيات الانقلابية أمام السجون، وتقديم المساعدة الفاعلة للقضاء اليمني الذي يعاد تشكليه، ودعم اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان، من أجل القيام بدورها الفاعل والإيجابي إزاء المعتقلين.كما دعا علاو المجتمع المدني إلى رصد وإعلان وكشف ومناصرة الوقفات الاحتجاجية التي تطالب بإطلاق سراح المعتقلين والمخفيين قسرًا، وتفعيل القضاء، مشيرًا إلى أن أكثر المعتقلين في السجون في صنعاء جراء سيطرة الميليشيا على العاصمة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وقالت المحامية والناشطة الحقوقية أفكار الطنبشي إن الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري من أكثر الجرائم انتهاكًا في حق الضحايا من المدنيين والعسكريين، وبرزت ظاهرة الإخفاء القسري في اليمن منذ سيطرة ميليشيا "الحوثي" على العاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر / أيلول 2014. وازدادت وتيرة تلك الجرائم في العام 2016، وفق تقارير دولية ومحلية رصدتها منظمات حقوقيه، منها فريق رصد للتحالف اليمني، واللجنة الوطنية في اليمن. وتشير المعلومات التي جمعها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن إلى اختفاء 367 يمنيًا على يد ميليشيا "الحوثي"، بالإضافة إلى عناصر موالية للحكومة الشرعية، توزعوا ما بين مدنيين ومقاتلين ونشطاء ومعارضين سياسيين وإعلاميين، كما أكد تقرير التحالف اليمني اختفاء 137 في المحافظات الجنوبية على خلفية الآراء والتعبير عن حرية الرأي.
وأشارت إلى توثيق 502 جريمتي إخفاء قسري في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات. ودعت المجتمع الدولي إلى إلزام كل أطراف النزاع في اليمن بالالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان، والتوقف الفوري عن الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين، وإلزام ميليشيات "الحوثي" بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة باليمن، وتحديدا القرارين 2140 و2216.
ومن جهة أخرى، قالت مصادر خاصة في مدينة المخا إن عبوة ناسفة انفجرت في أحد الأطقم العسكرية، الخميس، في مدينة المخا، مبينة أن ستة جنود من قوات لواء جبل حديد، وهي قوة دربها وجهزها رئيس المجلس الانتقالي ،عيدروس الزبيدي، والمشاركة في العمليات العسكرية في المخا، جُرحوا إثر انفجار العبوة الناسفة، ونقلوا إلى المستشفى الميداني لتلقي العلاج . وقال مصدر طبي إن صالح بن صالح جابر، وحسين أحمد عطوف، من أبناء وادي حسي، جرحوا في التفجير بالإضافة إلى أربعة جنود آخرين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر