الحديدة- صالح المنصوب
يعيش سكان محافظة الحديدة اليمنية، أوضاعاً فوق المأساوية في شتى مناحي الحياة. فهي تعد الأسوأ والأكثر بؤساً بالمقارنة مع مناطق أخرى. فالحديدة المحافظة الاكثر فقراً ومعاناة ’ يتعذب سكانها ويتشردون. فسكانها يعيشون الموت البطيء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، والانقطاع التام للتيار الكهربائي، وانتشار الأوبئة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وعدم توفر فرص عمل, يشرح سكانها تفاصيل محزنة وموجعه جداً يرثى لحالهم الضمير , تقطعت بهم السبل نتيجة الحرب الذي سببت وضعًا انسانيًا صعبًا جداً , وتوقف مهنة الصيد لمن يعتمدون على هذه المهنة , واصبح الفقر يخيم على الحديدة المنسية من حكومة الحوثيين في صنعاء والغائبة عن حسابات حكومة الشرعية في عدن.
حالة من الفقر وسوء التغذية والامراض وانقطاع التيار الكهربائي , وغياب وسائل الاعلام المهنية والحساسة التي تنقل همومهم , على الرغم من وصف المنظمات والنشطاء انها الاكثر معاناة بين المحافظات اليمنية , وهي لاتزال تحت سيطرة الحوثي وصالح , ويقول محللون ان هناك صراع محموم على الحديدة ومينائها الحيوي الهام , وتسعى الحكومة والتحالف العربي للسيطرة على الميناء او تسلمه لجهة محايده حسب ما تتداوله المصادر . المواطن سعيد من ابناء تهامة يقول انه لا يستطيع تأمين الطعام لوالدته المريضة، التي تعيش معه في منزل صغير، لا كهرباء ولا مياه فيه منذ ثلاثة أعوام. وحتى لو توفّرت خدمة الكهرباء، فإنه يبقى عاجز عن شراء مروحة تساهم في تلطيف الجو الحار. عاطل عن العمل لا يعمل ضمن مؤسسات الدولة، ولم يستطع الحصول على أي عمل آخر بسبب توقف الحركة التجارية والعمرانية. ويضيف سعيد انه في كل صباح، يخرج للبحث عن عمل حتى يوفّر الطعام لوالدته، لكنّه يعود خالي اليدين، مشيراً إلى أن جيرانه يساعدونه في توفير الطعام لوالدته. إلا أنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء للتخفيف من الحرارة المرتفعة، ما يؤثر على صحتها.
ويعاني السكان كثيراً بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي في مدينة الحديدة، في جو حار يسبب الكثير من الضيق ووفاة حالات بسببه كما هو الحال لأسرة أم علي التي أصيب أولادها بطفح جلدي نتيجة الحر الشديد وغياب وسائل التبريد ,لا كهرباء في الحديدة. يستخدم الكراتين أو المراوح اليدوية. وبهدف التخفيف من هذه المعاناة، لجأت إلى بيع حليها لشراء ألواح شمسية وبطارية ومروحة صغيرة يجلسون قربها، رغم أنّها لا تحلّ مشكلة ارتفاع الحرارة، ولا تساهم في التخفيف من أمراض الأطفال. إلى ذلك، يلجأ بعض السكان إلى ارتداء ملابس داخلية مبلّلة بالمياه حتّى يتمكنوا من النوم، فيما يعتمد آخرون على المراوح الصغيرة التي تعمل بالبطاريات أو الطاقة الشمسية. وبحسب أم عبدالله، فإنّ بعض الأهالي يلجأون إلى النوم فوق أسطح المنازل، وإن كانوا عرضة للدغات البعوض.
ولتأمين المياه، تلجأ عائلات إلى شراء المياه من خلال عربات خاصة تجرّها الحمير. وكان اليمنيّون يستخدمون هذه الطريقة قبل أكثر من خمسين عاماً، بحسب عبير أبو علي. تضيف أن بعض العائلات تضطرّ إلى جلب المياه من أماكن بعيدة خلال الليل أو الصباح الباكر، تجنباً للسير تحت أشعة الشمس القوية.
وغالباً ما يجتازون مسافات طويلة للوصول إلى المياه، التي يحصلون عليها من آبار أو مزارع أو مساجد، رغم أنها ملوثة. في المقابل، تعتمد الأسر ميسورة الحال على مكعبات الثلج التي تباع في الأسواق. وهذه تساعدهم في تحمل ارتفاع الحرارة والرطوبة. حالة محزنة يعيشها سكان الحديدة فمن غياب سوق العمل والركود و درجة الحرارة المرتفعة , تنتشر النفايات في شوارع لمدينة الرئيسية والفرعية، وتمتلئ الشوارع بمياه المجاري، ما يؤدي إلى انتشار عدد من الأمراض، كالملاريا وحمى الضنك وأمراض جلدية مختلفة، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث منها. هذا الوضع الكارثي دفع عدداً كبيراً من سكان الحديدة إلى مزاولة أعمال مختلفة لا تتناسب ومستواهم العلمي. فقد دفعت الظروف الصعبة استاذ اكاديمي. ومثله الكثيرون، للعمل في مخبز بهدف توفير لقمة العيش، بعدما ضاقت به سبل العيش وعجز عن توفير الطعام لوالدته. هو وغيره من أساتذة جامعات الحديدة، إضافة إلى مدرسين في مدارس، يعملون في مجالات بعيدة تماماً عن مجالات تخصصهم. ويؤكد الكثر ان سبب عدم صرف الراتب لأكثر من سبب عليهم وضاقت احوالهم ولجأو الى مهن وحرف اخرى. مسؤول في فرع وزارة الكهرباء والطاقة في محافظة الحديدة يؤكد أن مشكلة الكهرباء معقدة، لكن الأسوأ هو عدم وجود إرادة حقيقية في صنعاء لمعالجة هذه المشكلة. يضيف أن وضع سكان الحديدة يختلف عن غيرهم من سكان المحافظات الأخرى. وبدلاً من الحرص على التعامل مع هذه المشكلة، يتم تجاهلها. حصلنا على وعود كثيرة، لكنها تتلاشى موضحاً أن نسبة الفقر كبيرة، ما يُفاقم من معاناة الناس الذين لا يجدون أية بدائل لكهرباء الحكومة كما بقية اليمنيين في المحافظات ويقول إن الحكومة الشرعية لا تهتم إلا بالمحافظات الساحلية الخاضعة لسيطرتها، مثل حضرموت وعدن. هذا هو الحال التي تعيشة الحديدة وتستمر معاناة التهاميين الذين يكتوون بجحيم الحرارة وظروف وقساوة لقمة العيش هذه معاناتهم فمتى ستنتهي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر