تتسع حدة الخلافات بين الحوثيين وشريكهم الرئيس اليمني السابق علي صالح في المناطق الخاضعة لسيطرتهم كما تتضمن الخلافات الشق السياسي والعسكري، وكشف سكرتير إعلامي للرئيس اليمني السابق علي صالح، عن تزايد حجم الخلافات بين شركاء الانقلاب "حزب المؤتمر ومليشيات الحوثي"، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ أيلول/سبتمبر 2014.
وقال الإعلامي المقرب من صالح، نبيل الصوفي، إن الإحباط يلف قيادة تحالف الحوثي والمؤتمر من بعضهم البعض، مضيفًا في تغريدات عبر تويتر، أن المؤتمر مدد لصالح الصماد فترة رئاسة ثانية للمجلس السياسي، من دون اتفاق موقع عليه مع حلفائهم الحوثيين، متابعًا "سيقولون لا تكتبوا، وإن لم نكتب لن يعالج شيئا"، كما لفت بقوله :"هذه ثالث زيارة لرئيس المجلس السياسي إلى الجبهات بدون أي حضور مؤتمري"، في إشارة لزيارة الصماد لجزيرة كمران، في محافظة الحديدة غربي اليمن. وأردف الإعلامي المؤتمري، نريد جوابا من ممثلي المؤتمر عن هذا الغياب"، متسائلاً في الوقت ذاته "لماذا تخلفوا على ما اتفق عليه"؟
ووجه المحامي الخاص بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، محمد المسوري، تحذيرًا لحزب المؤتمر، على خلفية الفقرة التي ذكرها المبعوث الأممي إلى اليمن ولد الشيخ، في إحاطته أمام مجلس الأمن الخميس الماضي، والتي تطرق في إحاطته إلا أن هنالك تواصل مع الحوثيين بوساطة صينية.
وكتب المسوري في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" :"إلى المؤتمر الشعبي العام.. صح النوم.. حليفكم يلعب عليكم.. شاهدوا إحاطة ولد الشيخ وهو يقول بأنه في الأيام الماضية كان على اتصال مباشر مع الحوثيين، وكان للصين دور في ذلك"، وواصل :"أوهموكم بتغيير ولد الشيخ وطلعت كذبه أقحموكم في أكذوبة المطالبة برفض ولد الشيخ وتغييره، ورفضتم مقابلته في زيارته الأخيرة وهم يتواصلون معه وينسقون ويتفاوضون، وأصبحتم أنتم في وجه المدفع المعرقلين والرافضين والممتنعين، وهم أصبحوا أمام الأمم المتحدة المتعاونين والمتمسكين بولد الشيخ وما خفي كان أعظم". وتابع المسوري بقوله "فإلى متى ستبقون كماله عدد؟ وأنتم الأكبر عددًا وعدة وقوة و حضورا جماهيريًا، وحكمة وسياسة ودبلوماسية وأهدافكم وطنية، والجماعة شغالين تواصل مع الدول العظمى وتحركات سرية وأكيد يرمون المسؤولية عليكم".
واختطف مسلحون من جماعة الحوثي، شيخًا قبلًيا مواليًا لحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في محافظة "حجة" (غربا)، وفق ما أفاد به موقع إخباري تابع للجيش. ونقل موقع "سبتمبر نت" لسان حال الجيش، عن مصادر محلية، أن الحوثيين اعتدوا، الجمعة، على الشيخ صالح بن هادي قرسوس، وهو أحد قيادات حزب المؤتمر، الذي يتزعمه الرئيس السابق صالح، وذلك بمنطقة الهيجة، في مديرية مستبأ، بحجة، ثم قاموا باختطافه. وأشار الموقع إلى أن "المليشيا نقلت الشيخ قرسوس، إلى أحد معتقلاتها في مديرية عبس".
هذا وقد وصفت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين في نشرة الثامنة والنصف من مساء السبت، صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الذي يدير المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين وصالح، بالقائد الأعلى للقوات المسلحة، في تجاوز واضح للاتفاق الذي وقعه الحوثيين وصالح لتشكيل المجلس الرئاسي في العام الماضي والذي لا ينص على تولي رئيس المجلس لمنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
وكان الحوثيون وحزب صالح أعلنوا في 28 يوليو/تموز 2016 تشكيل مجلس سياسي يتكون من عشرة أعضاء بالمناصفة، وقالوا إنه يهدف إلى "إدارة شؤون الدولة سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا وإداريًا واجتماعيًا وغير ذلك"، وبحسب الاتفاق الموقع لتشكيل المجلس السياسي فان رئاسة المجلس ستكون دورية بين صالح الصماد الذي يمثل الحوثيين وصادق أمين ابو راس الذي يمثل حزب علي صالح ،ولم يتولى ابو راس راسة المجلس حتى الان وقد تم التمديد للصماد لرئاسة المجلس بينما نال حزب صالح رئاسة الحكومة المشكلة بين صالح والحوثيين بينما تقاسم الحوثيين وصالح المناصب الوزارية.
وفي الأسبوع الماضي،هدد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الأربعاء، بفض تحالفه مع الحوثيين، على خلفية إجرائها تعديلات على المناهج الدراسية، ونقل موقع "الميثاق نت"، الناطق باسم الحزب عن مصدر في الدائرة التربوية له، لم يسمه، اليوم وصفه للتعديلات بأنها "كارثية"، مؤكدا أن حزب المؤتمر موقفه واضح ومبدئي من المساس بالمقررات الدراسية، ورفض المصدر أي محاولة لإجراء تعديل في المناهج الدراسية، إذا لم تكن بموافقة كل القوى. في إشارة إلى الحزب نفسه المتحالف مع الحوثي.
وحذر المصدر الحزبي من تداعيات قيام وزارة التربية والتعليم في حكومة "الإنقاذ" غير المعترف بها في صنعاء، التي يديرها، شقيق زعيم الحوثيين، يحيى الحوثي، بتغيير المناهج، قال إنها "ستكون خطيرة" قد تهدد الشراكة بين المؤتمر والجماعة في حكومة المشكلة مناصفة بينهما، واستمرار بقائه فيها، كما اتهم جماعة الحوثي "بإجراء التعديلات على المقررات الدراسية في جنح الظلام دون العودة حتى للجنة المناهج التي تم تعليق عملها، ولم تعد قادرة على القيام بمهامها فضلا عن السماح لها بعقد اجتماعاتها"، مجددًا تحذيره من مخاطر هذه التعديلات التي من شأنها زيادة الاحتقان المجتمعي وتمزيق النسيج الاجتماعي، وأنها ستخلف طائفية لم تعرفها اليمن من قبل.
وسرد المصدر في حزب صالح بعض التعديلات على المناهج الدراسية التي قام بها الحوثيون منها "حذف اسم الخليفة عمر بن الخطاب، وإضافات مواد تتعلق بـ "آل البيت" لم تكن موجودة من قبل"، وفي تسجيل مصور متداول لمؤسس الجماعة، حسين الحوثي، الذي قتل في الجولة الأولى من "حروب صعدة الست" في شمال البلاد، عام 2004، هاجم فيه الخليفة عمر بن الخطاب وحمله بالمسؤولية عما يحدث للأمة. وفق زعمه.
ومنذ تولي يحيى الحوثي، لمنصب وزارة التربية في الحكومة التي شكلها تحالف الحوثي وصالح، العام الماضي، شرع الرجل في خطة إجراء تعديلات على المقررات الدراسية وطباعتها وتوزيعها على المدن اليمنية، أتلفت في المدن الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وتصاعدت الخلافات بين الحوثيين وحليفهم صالح، بسبب رغبة "الجماعة" في السيطرة على جميع مفاصل الدولة، وإقصاء صالح وأنصاره من جميع الدوائر الحكومية الواقعة تحت سيطرة الطرفين،كما تحاول جماعة الحوثي التحرك السياسي دون إشراك حزب المؤتمر في الاتصالات والتحركات السياسية التي تجريها الجماعة.
وفي هذا الصدد، أكد مكرم العزب، وهو ناشط سياسي، أن تحالف الحوثيين وصالح يواجه خلافات بسبب المشاريع المختلفة التي يملكها الشركاء ،فصالح وحزبه بالرغم من تحالفهم مع الحوثيين يظلون أكثر تعايشًا مع المجتمع السياسي والشرائح الاجتماعية بينما مليشيات الحوثي مليشيات طائفية تسعى للاستحواذ الكامل على السلطة وقمع وإقصاء الجميع، منوهًا بأن الحرب تفرض تحالف الحوثيين وصالح وتستبعد اندلاع إي مواجهات عسكرية بينهم كون ذلك سيقود الطرفين إلى التهلكة.
وتوقع العزب بأن يعمل حزب صالح ضد الحوثيين في فترة ما بعد الحرب باليمن فالطرفين لا يتفقان بأمور كثيرة ويحاول كلاً منهم القضاء على الآخر، مشيرًا إلى أن المجلس السياسي الذي شكله الحوثيين وصالح كان يهدف لتجنيب صالح وحزبه النفوذ العسكري والنفوذ بالمؤسسات حيث عملت جماعة الحوثي على إقصاء أنصار صالح واستبعادهم من مناصب حكومية وعسكرية، كما أن تشكيل المجلس كان بهدف احتواء الخلافات وتعزيز التفاهمات بين الطرفين ويكون التفاوض السياسي والاتصالات السياسية والمواقف مشتركة بينهم وبين صالح مع الأطراف الخارجية والمفاوضات ،منوهاً بأن الحوثيين قبل تشكيل المجلس وقعوا اتفاقية الظهران مع السعودية لوقف هجماتهم الحدودية وإطلاق الصواريخ اتجاه السعودية ولم يكن صالح على علم أو حاضر عبر حزبه بهذا الاتفاق وأفشله من خلال هجمات حدودية وإطلاق صواريخ نحو السعودية من مناطق نفوذ الحوثيين في رسالة كان صالح يريد القول بها انه المؤثر والقوي ولا يمكن تجاوزه بأي اتفاق وافشل اتفاقية الظهران.
وذكر العزب أنه بعد تشكيل المجلس السياسي للحوثيين وصالح ذهب ناطق الحوثيين للتفاوض مع وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري في نوفمبر وكان الموتمر مطلع على المفاوضات لكن الشكوك ظلت حاضره لديه ،وكان كيري قد أعلن عن اتفاق للحل السياسي باليمن بعد موافقة الحوثيين عليه لكن الحكومة اليمنية رفضت ما تقدم به كيري من حلول ونفت أنها قد تكون وافقت عليها.
ولفت العزب بأن حديث المبعوث الأممي لليمن ولد الشيخ عن اتصالات مع الحوثيين بوساطة صينية ، أثار حزب صالح ودفع محامي صالح محمد المسوري لنشر تحذير لحزبه بشكل نصيحة على أن الحوثيين تظاهروا بمقاطعة ولد الشيخ ودفعوا المؤتمر لمقاطعته وحكومتهم المشتركة لتقديم طلب للأمم المتحدة باستبدال ولد الشيخ بينما الجماعة الحوثية على اتصال به وهناك وساطة صينية يبدو أنها لم تجري اتصالاتها مع حزب صالح ما يعني بان الحوثيين يحاولون تصوير صالح كمعرقل للمساعي السياسية وانه اتخذ إجراءات أحادية ضد المبعوث الاممي وجهوده بينما هم يتجاوبون ويتواصلون معه سراً .
وتابع العزب أن بيان المؤتمر الأخير بشأن المناهج الدراسية وتحذير الحوثيين من بث سموم الطائفية للمناهج يوضح حجم الكارثة الفكرية والطائفية التي تحملها جماعة الحوثيين لليمنيين، وبيان المؤتمر بشان ذلك خير دليل على هذا الخطر الفكري والديني ويوضح أيضًا أن حزب صالح قد يكون حليف معركة مع الحوثيين لكنه ليس حليف فكر ديني ومشروع طائفي له تبعات كارثية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر