آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تعتبر العاصمة الثقافية لقارة أميركا اللاتينية

مدينة "هافانا" تحتفل بمرور خمسة قرون على تأسيسها

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- مدينة "هافانا" تحتفل بمرور خمسة قرون على تأسيسها

مدينة "هافانا"
واشنطن ـ اليمن اليوم

نادرة هي المدن التي نسجت خيوط تاريخها، علاقات وثيقة بعوالم الأدب، والموسيقى، والفنون، والمغامرات، والأحداث السياسية البارزة، مثل هافانا، التي تحتفل هذا العام بمرور خمسة قرون على تأسيسها محافظة على جاذبيّتها الأخّاذة وقدرة الإبداع المذهلة لأهلها الذين تسري في عروقهم دماء من الهند والصين وإسبانيا وأفريقيا.

أقرا أيضًا :اكتشاف حديث لأدوات صخرية في الهند يشكك في تاريخ بدء الجنس البشري

وتعاقبت فصول كثيرة من العزّ والعذاب والقمع والحريّة، على العاصمة الكوبية التي تدلّت لحية الرفيق فيديل من شرفتها بتحدٍّ وإباء طوال خمسة عقود على مرمى حجر من الساحل الأميركي، بعد أن وضعت العالم على شفا حرب نووية للمرة الأولى في التاريخ، وتحوّلت إلى رمز للحرب الباردة بين العملاقين الأميركي والسوفياتي، وأصبحت بمثابة المرأة الثانية في حياة كل يساري قبل أن تخمد نيران ثورتها التي صمدت في وجه كل التحدّيات السياسية والعسكرية والاقتصادية لكنها عجزت عن إطعام أبنائها وسدّ عطشهم للحريّة.

لكن رغم ذلك بقيت هافانا تتنفّس الموسيقى والأدب والفنون أكثر من أي عاصمة أخرى في أميركا اللاتينية، يتوافد عليها كبار الكّتاب والشعراء والفّنانين ينهلون من تمازجها العرقي والثقافي الفريد، تجذبهم قدرة أهلها على التكيّف والابتكار وشغفٌ بالحياة لا يعرف الحدود.

وقال الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، الذي كان له في هافانا، منزل يمضي فيه فترات طويلة بعد أن أسّس فيها معهدًا عالميًا للسينما، "العاصمة الكوبية هي ملتقى استوائي تترافد فيه كل المشارب والأزمنة والأمكنة"، جاءها الأسبان والأوروبيّون فاتحين وقراصنة، ونزل فيها أبناء القارة الأفريقية عبيدًا قبل أن ينضمّ إليهم 150 ألف صينيّ من كانتون وماكاو، قرروا البقاء فيها وعدم مواصلة طريقهم إلى جزر الأنتيل، أيًّا كانت الجهة التي ينحو إليها الحديث، عن الهندسة أو الموسيقى أو الرسم والرقص والشعر والشطرنج والأدب، كانت هافانا تنضح دائمًا بالثقافة رغم كل المراحل المضطربة والصعبة التي مرّت بها وما دار حولها من أحداث، الأدباء الكوبيّون الثلاثة الذين نالوا جائزة سرفانتيس، وهي نوبل الآداب الإسبانية، كانت هافانا محور أعمالهم والشخصية الأبرز فيها.

وتشهد الشواهد المعمارية، التي تخضع لعملية ترميم ضخمة منذ سنوات بعد أن أعلنتها منظمة اليونيسكو تراثًا عالميّا، على عظمة قلّ نظيرها في القارة التي "اكتشفها"، كريستوفر كولومبوس بميادينها الخمسة الفريدة وقلاعها البحرية الضخمة، وإلى جانبها عشرات المباني الحديثة التي تحمل هويّة خاصة بها، وعدد من العمارات الأنيقة التي تركها الأميركيّون عندما كانت هافانا مسرحًا لتجاوزاتهم ومرتعًا للمافيا والمنظمات الإجرامية.

ويقول المؤرخ المشرف على ترميم الوسط التاريخي للمدينة، إن "هافانا حالة نفسيّة، عندما يصل المرء إليها يشعر بأن ثمّة ما يغريه ويجذبه، ثم يأسره ولا يقوى على الإفلات منه، أحيانًا ينسدل عليها خمار من التداعي، لكن ما إن ترفعه عنها حتى ينداح أمامك مشهد معماري رائع ينقلك في مسافة قصيرة من قصور القرن السادس عشر إلى أحدث المباني الطليعية".

وكانت هافانا الساحرة هي مفتاح الباب الواسع إلى القارة الأميركية وهمزة الوصل الرئيسية بين أوروبا والعالم الجديد وما زالت إلى اليوم العاصمة الثقافية لأميركا اللاتينية، فيها وضع خوان رامون خيمينيث أجمل أشعاره وتشكّلت المعالم النهائية لموسيقى الجاز، وعلى طاولات مقاهيها كتب غراهام غرين رائعته "عميلنا في هافانا" وأرنست همنغواي روايته الخالدة "الشيخ والبحر".

وستتوج احتفالات المئوية الخامسة للعاصمة الكوبية، أواخر العام الجاري، بإنهاء أعمال الترميم الضخمة لمبنى الكابيتول، الذي هو نسخة طبق الأصل عن مقر الكونغرس الأميركي، وتعتبر قبّته الشهيرة السابعة في العالم من حيث علّوها وقطر دائرتها، وقد كلّفت أعمال ترميم المبنى 20 مليون دولار، أي ضعف تكلفته عند تشييده عام 1929 ليكون مقرًّا لمجلسي الشيوخ والنوّاب، وينتظر أن يعود إلى وظيفته الأساسية، ابتداء من العام المقبل، بعد أن حوّلته الثورة إلى أكاديمية العلوم ثم إلى وزارة العلوم والتكنولوجيا والبيئة.

قد يهمك أيضًا :بدء حملة لجمع الأموال لاعادة تفعيل مشروع معرض طرابلس الدولي

كاكر الفنان الهندي الذي اشتهر بشخصياته العارية ومشاهده النابضة بالحياة

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة هافانا تحتفل بمرور خمسة قرون على تأسيسها مدينة هافانا تحتفل بمرور خمسة قرون على تأسيسها



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen