آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تستغل العديد من المناطق عليها في أنشطة الغوص والسياحة والصيد

جزيرة أبو منقار المذهلة والمقابلة لمدينة الغردقة في مصر الأكثر ثراء بالمانجروف

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- جزيرة أبو منقار المذهلة والمقابلة لمدينة الغردقة في مصر الأكثر ثراء بالمانجروف

غابات المانجروف
البحر الأحمر- إيهاب حمدي

تكثر كنوز البحر حول العالم، ويكاد لا يخلو عنصر فيه من فائدة أو استخدام للإنسان، ومن أبرز هذه الكنوز غابات المانجروف العائمة التي تمتد على شواطئ البحار الاستوائية وشبه الاستوائية، مزيّنة إياها بالخضرة البهية وبألوان مختلفة من الحياة البحرية، حيث أن المانجروف الذي يعرف في المنطقة العربية بأسماء أخرى مثل الشورى والقرم، ليس مجرد نبتة ساحلية، بل هو موئل فريد ونظام بيئي متكامل وعالي الإنتاجية، يضم أنواعاً لا حصر لها من الطيور والأسماك والقواقع والقشريات والروبيان والكائنات المجهرية، التي ما كانت لتتوالد وتجتمع معاً في بيئة معيشية واحدة لولا غنى مصادر الغذاء والحماية الطبيعية التي توفرها أشجار المانجروف

وتعد جزيرة أبو منقار، المواجهة لمدينة الغردقة في شرق مصر، من أكثر جزر البحر الأحمر ثراء بأشجار المانجروف، ويعود ذلك إلى أكثر من عامل، أولها أن نسبة الغطاء النباتي الذي تحتله أشجار المانجروف والنباتات الملحية الأخرى في الجزيرة تزيد عن ربع إجمالي مساحة الجزيرة، والعامل الثاني هو نماء هذه الأشجار خلال خور مائي كبير يمتد عبر الجزيرة ويتفرع في أكثر من اتجاه، مشكلاً مع اشجار المانجروف الممتدة على جنباته لوحة بحرية جميلة يندر وجودها في أي جزيرة أخرى، ومن أسباب تميزها هو وجودها في جزيرة منعزلة، بعيداً عن ضغوط الزحف العمراني والرعي الجائر والملوثات البشرية، ولعل هذا هو السبب في كثافة مانجروف أبو منقار وطوله الوارف ونمائه المستمر.

وليس من الواضح لماذا سميت جزيرة أبو منقار بهذا الاسم، لكنه قد يعود إلى شكلها العام، فطرفها الشرقي عبارة عن لسان رملي يمتد داخل البحر بشكل متعرّج يشبه إلى حد كبير منقار الطير، وعلى رغم صغر حجمها النسبي، إلا أنها تعد من أهم الجزر في شمال البحر الأحمر، خصوصاً لقربها من مدينة الغردقة السياحية، ولأهميتها البيئية نتيجة غناها بالشعاب المرجانية والمانجروف، كما تستغل مناطق كثيرة منها في أنشطة الغوص والسياحة والصيد، فضلاً عن كونها محطة استراحة وتوالد لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة مثل النورس البحري ومالك الحزين وخطاف البحر والطائر الشماط.

وتقع الجزيرة على بعد 3 كيلومترات شرق مدينة الغردقة، وتتشكل من أرض منبسطة من الشعاب المرجانية المتحفرة، سواحلها الغربية والشمالية رؤوس صخرية بارزة وخلجان رملية صغيرة، وساحلها الجنوبي الشرقي شاطئ رملي منبسط خالٍ من التعرجات، وهي ضمن حدود محمية علبة البحرية، التي تضم منطقة جبل علبة في جنوب شرق مصر، إضافة إلى جميع الجزر الواقعة في القطاع المصري من البحر الأحمر، وعلى رغم ذلك، فإن شواطئها الشمالية والغربية المواجهة لمدينة الغردقة تعاني بدرجة كبيرة من التلوث، سواء كان مباشراً نتيجة انسكاب كمية كبيرة من النفط بالقرب من الجزيرة وترسبها على تلك الشواطئ، أو غير مباشر نتيجة انجراف وتراكم المخلفات البلاستيكية والخشبية ونفايات فنادق المدينة المواجهة، بفعل الأمواج والتيارات الجنوبية الشرقية السائدة، وفي جزيرة أبو منقار أيكات كثيفة من أشجار المانجروف الأسود التي يصل طول بعضها إلى أكثر من 5 أمتار وتحتل مساحة تقدر بنحو 30 هكتاراً، في حين تبلغ مساحة الجزيرة 140 هكتاراً، وهي تتميز بالكثافة العالية، حيث يمكن أن يحوي الهكتار الواحد ما لا يقل عن 400 شجرة كاملة، وأحياناً تتخلل هذه الأشجار أو تحيط بها أنواع أخرى من النباتات المقاومة للملوحة، مثال الغردق والرطريط والخريسة والسويدة والمليح وغيرها من النباتات التي تميز بيئة السبخات الملحية. 

وهناك 700 نوع من المانجروف، من أكثرها شهرة وانتشاراً النوع الأسود المعروف باسم مانجروف ابن سينا، نسبة إلى الطبيب والفيلسوف العربي الشهير، ويتركز تواجدها في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث تشغل مساحة تقدر بنحو 18 مليون هكتار، وتحظى الشواطئ العربية بنصيب وافر من أيكات المانجروف الساحلية، وفيها 3 أنواع رئيسية هي "Avicennia marina" و"Rhizophora mucronata" و"Bruguiera gymnorhiza"، تتوزع في منطقة الخليج العربي، وكذلك في بعض المناطق في خليج العقبة وعلى امتداد سواحل البحر الأحمر الشرقية والغربية في كل من مصر والسعودية والسودان واليمن، علماً أن النوع الأسود هو الأكثر انتشاراً في المنطقة.

وكتب العالم الإغريقي ثيوفراستس في القرن الرابع قبل الميلاد عن فوائد المانجروف واستخداماته الطبية، وعلاوة على دورها في حفظ الاتزان البيئي وإثراء المناطق الساحلية بالحياة الفطرية، تلعب أيكات المانجروف دوراً بارزاً في حماية الشواطئ من التآكل والانجراف، لقدرتها على تثبيت التربة الشاطئية ومقاومة الأثر الهدمي للأمواج والعواصف البحرية، كما تعمل جذورها المنتشرة بكثافة في منطقة المد والجزر على حجز الطمي والأتربة أثناء السيول الغزيرة، فتحمي الشعاب المرجانية والأحياء البحرية من الطمر والاختناق بعكارة هذه المواد،  كما تعد أيكات المانجروف من عوامل الجذب السياحي، لما تتمتع به من جمال أخّاذ ينبض بالحياة والإنتاجية، ولعل الأهم من ذلك أنها تشكل للإنسان درعاً واقياً من غضبة البحر المفاجئة وهبات الأمواج المدّية.

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة أبو منقار المذهلة والمقابلة لمدينة الغردقة في مصر الأكثر ثراء بالمانجروف جزيرة أبو منقار المذهلة والمقابلة لمدينة الغردقة في مصر الأكثر ثراء بالمانجروف



GMT 07:53 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجان يرفعان شعار الحياة في "رحلة في طريق لا ينتهي"

GMT 06:07 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تشييد منازل صينية متطورة تتصدى للكوارث الطبيعية

GMT 07:36 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

منتجع "إيستبورن" البريطاني يجمع بين سحر الحاضر والتاريخ

GMT 08:24 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم العاصمة من أجمل مدن العالم واستقطابًا للسياح

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 18:38 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لابورت لاعب بلباو يُفسّر رفضه اللعب لكل من سيتي وبرشلونة

GMT 11:30 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

15 قاعدة في الأناقة تعلمك إياها أمل كلوني

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

البعثة السويسرية تعرض 10 قطع أثرية مهمة في وادي الملوك

GMT 16:22 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة تونس تقفل تدولات الاربعاء على ارتفاع

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

أفكار ديكور تساهم في تجديد الطاقة في مكتب العمل

GMT 06:14 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل عطور الخريف والشتاء

GMT 23:47 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بابا الفاتيكان يُطلق تطبيقًا رقميًا للصلاة معه

GMT 21:21 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمر السومة يبيّن أن كريستيانو رونالدو هو الأفضل في العالم

GMT 18:30 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عازف القانون ماجد سرور يخطف أنظار الجمهور في دار الأوبرا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen