آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

بعد اتهامها بالإرهاب والتخلف بسبب الحرب التي عاشتها لست سنوات

التظاهرات في "ساحة النور" تُنعش المحال التجارية وتعيد إلى طرابلس مكانتها

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- التظاهرات في "ساحة النور" تُنعش المحال التجارية وتعيد إلى طرابلس مكانتها

من مظاهرات «ساحة النور» في طرابلس
طرابلس ـ كمال الأخوي

لم تعد "ساحة النور" على اتساعها، تكفي لاستيعاب المنتفضين في طرابلس منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. تمدد المحتجون إلى الشوارع المتفرعة، نصبوا خيامهم، وحولوا المكان برمته إلى ما يشبه قرية صغيرة. انتعشت المحال التجارية، استجدَّت مقاهٍ، مواقف للدراجات النارية، محلات لبيع التذكارات. هنا تجد كل ما تحتاجه للبقاء، من كعك، وذرة، وقهوة، وماء، ونراجيل، وحلوى، وسندويشات، وما تتبرع به المطاعم، ويطبخه المتطوعون. كل جمعية وهيئة لها مطالب، نصبت خيمة، وصارت لها حوارات يومية.

المنصة الشهيرة التي منها تطلق الهتافات والأغنيات الـحماسية، وأمامها يحتشد المحتجون، يلوحون بأعلامهم اللبنانية، للتأكيد على الدور المحوري لطرابلس في الانتفاضة، ليست سوى واجهة لما هو أهم. صوت محفّز المنصة محمد إسماعيل وهو يصرخ: «يا ثوار، يا أحرار» وتردد وراءه الجموع بصوت هادر: «نحن الثورة الشعبية، وانتو الحرب الأهلية»، لا يشغل الناشطين الفعليين عن دورهم. من هنا تنطلق أو تنتهي المظاهرات التي تجوب طرابلس، بشكل يومي. وهنا أيضاً يتجمع زوار المدينة، بفضل مبادرة «اتمشى وثور» الظريفة، لأخذهم في جولات سياحية وهم يحملون الأعلام اللبنانية، يكتشفون الأسواق المملوكية والخانات والحمامات، ويهتفون: «ثوار أحرار حنكمل المشوار». أصحاب المبادرة، لا هدف لهم سوى التعريف بمدينتهم التي قد تكون الأغنى في لبنان، بفضل أكثر من 136 مَعلماً أثرياً، ومع ذلك لم توضع يوماً على اللائحة السياحية. وهو ما يعده الأهالي جوراً مقصوداً لتهميشها.

ثمة برنامج يومي في خيمة «ساحة ومساحة». وقوفاً أو جلوساً على البسط، يبقى الحاضرون ما يقارب ثلاث ساعات، لمتابعة الضيوف الذين يتناوبون على الكلام. متخصصون في السياسة والاقتصاد والحقوق، وكل ما يلزم لتوضيح الصورة. ليست للمتحدثين صبغة أو انتماء، يحملون معلوماتهم ويأتون لنقلها إلى المعتصمين.

تقدم شاب مغترب خلال الحوارات، وقال إنه يتكفل بنصف منحة التعليم لأي شاب يريد الدراسة وسفارة البلد الذي يقيم فيه وافقت على تغطية النصف الآخر. أتاه الجواب غاضباً: «لا نريد التعلم في الخارج، نريد إصلاح الجامعة اللبنانية». في خيمة «فش خلقك» كما في خيمة «مدرسة المشاغبين» المجاورة، حوارات لا تنقطع. بعد المظاهرة الطلابية الضخمة التي ضمت أكثر من 8 آلاف طالب من طرابلس، تحدثت طفلة لا يتجاوز عمرها الرابعة عشرة، منبهة زملاءها: «إنهم يلهوننا بلقمة العيش، كي لا نحاسبهم؛ لكننا نقول لهم: لو بقينا عشرة تلامذة فقط، بدنا نكمّل بالقضية».

في خيمة «الجامعة اللبنانية»، التي تارة تشهد غناء وعزفاً، وأحياناً تستقبل تجمعات لأساتذة وطلاباً يأتون من مختلف المناطق، نسأل محمد القادم من عكار، وهو في السنة الأخيرة في كلية الهندسة، عن سبب اعتصامه، فيقول: «آتي كل يوم، رغم أن العدد من الجامعة لا يزال قليلاً، بسبب سطوة الأحزاب على الطلاب؛ لكنني غاضب فعلاً؛ لأن أبي اضطر أن يتوسل أحد الحزبيين لأعثر على فرصة للتدرب من دون معاش لشهرين، فأي تنازلات سيقدمها حين أحتاج عملاً مدفوع الأجر؟ أهلنا يذلون من أجلنا، ولن نقبل ذلك».

لكلٍّ شكواه، ووفود المنتفضين من المناطق تتدفق كل يوم، من الهرمل والنبطية، والشوف. يستقلون حافلات ويحملون لافتات، يجولون ويحيون طرابلس، بينما يهلل لهم المجتمعون هنا ويردون التحيات.

الإطراء الذي تناله الانتفاضة في طرابلس بعد سوء السمعة التي وصمت بها، بسبب الحرب التي عاشتها لست سنوات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، واتهامها بالإرهاب والتخلف، يجعل الطرابلسيين يشعرون بالزهو. عاد بعد غياب، أهل الشمال وكل لبنان، يتدفقون إلى طرابلس وقد زالت عنها اللعنة، من البترون وجبيل والكورة وزغرتا وعكار، كثيرون يحبون أن يتظاهروا هنا؛ حيث التجمع الاحتجاجي الأكبر في الشمال كله. ما يحدث اليوم، بالنسبة للطرابلسيين، هو إعادة اعتبار لهم. ما جرّته النزاعات السياسية على مدينتهم من ويلات وفقر تمكنوا هم أنفسهم من الانقلاب عليه خلال هذه الانتفاضة، وإثبات أنهم جزء من الوطن. لهذا يطربون حين يقال لهم: «إذا انطفأت الانتفاضة في كل لبنان فستبقى مشتعلة هنا».

وقد يهمك أيضًا:

رؤساء الحكومة اللبنانية السابقون يشيدون بقرار الحريري بشأن الاستقالة

نجيب ميقاتي يشيد بقرار استقالة حكومة سعد الحريري ويؤكد أن حل أزمة لبنان تبدأ من البرلمان

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التظاهرات في ساحة النور تُنعش المحال التجارية وتعيد إلى طرابلس مكانتها التظاهرات في ساحة النور تُنعش المحال التجارية وتعيد إلى طرابلس مكانتها



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 20:26 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إتيكيت كتابة الإيميل و طريقه تعاملك مع الاشخاص

GMT 09:26 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

الدباسي يعلن انضمام ناقلة نفط إلى أسطول "البحري"

GMT 20:17 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كراينوفيتش يتأهل إلى ربع نهائي بطولة باريس بيرسي

GMT 05:53 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بيلا حديد تسحر العيون بإطلالة هي الأجرأ على الإطلاق

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 09:38 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 02:49 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء 5 رحلات دولية في مطار القاهرة بسبب قلة عدد الركاب

GMT 20:35 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد المصارعة "wwe" ينفي وفاة بيغ شو في حادث سير
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen