آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

بعد اتهامها بالإرهاب والتخلف بسبب الحرب التي عاشتها لست سنوات

التظاهرات في "ساحة النور" تُنعش المحال التجارية وتعيد إلى طرابلس مكانتها

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- التظاهرات في "ساحة النور" تُنعش المحال التجارية وتعيد إلى طرابلس مكانتها

من مظاهرات «ساحة النور» في طرابلس
طرابلس ـ كمال الأخوي

لم تعد "ساحة النور" على اتساعها، تكفي لاستيعاب المنتفضين في طرابلس منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. تمدد المحتجون إلى الشوارع المتفرعة، نصبوا خيامهم، وحولوا المكان برمته إلى ما يشبه قرية صغيرة. انتعشت المحال التجارية، استجدَّت مقاهٍ، مواقف للدراجات النارية، محلات لبيع التذكارات. هنا تجد كل ما تحتاجه للبقاء، من كعك، وذرة، وقهوة، وماء، ونراجيل، وحلوى، وسندويشات، وما تتبرع به المطاعم، ويطبخه المتطوعون. كل جمعية وهيئة لها مطالب، نصبت خيمة، وصارت لها حوارات يومية.

المنصة الشهيرة التي منها تطلق الهتافات والأغنيات الـحماسية، وأمامها يحتشد المحتجون، يلوحون بأعلامهم اللبنانية، للتأكيد على الدور المحوري لطرابلس في الانتفاضة، ليست سوى واجهة لما هو أهم. صوت محفّز المنصة محمد إسماعيل وهو يصرخ: «يا ثوار، يا أحرار» وتردد وراءه الجموع بصوت هادر: «نحن الثورة الشعبية، وانتو الحرب الأهلية»، لا يشغل الناشطين الفعليين عن دورهم. من هنا تنطلق أو تنتهي المظاهرات التي تجوب طرابلس، بشكل يومي. وهنا أيضاً يتجمع زوار المدينة، بفضل مبادرة «اتمشى وثور» الظريفة، لأخذهم في جولات سياحية وهم يحملون الأعلام اللبنانية، يكتشفون الأسواق المملوكية والخانات والحمامات، ويهتفون: «ثوار أحرار حنكمل المشوار». أصحاب المبادرة، لا هدف لهم سوى التعريف بمدينتهم التي قد تكون الأغنى في لبنان، بفضل أكثر من 136 مَعلماً أثرياً، ومع ذلك لم توضع يوماً على اللائحة السياحية. وهو ما يعده الأهالي جوراً مقصوداً لتهميشها.

ثمة برنامج يومي في خيمة «ساحة ومساحة». وقوفاً أو جلوساً على البسط، يبقى الحاضرون ما يقارب ثلاث ساعات، لمتابعة الضيوف الذين يتناوبون على الكلام. متخصصون في السياسة والاقتصاد والحقوق، وكل ما يلزم لتوضيح الصورة. ليست للمتحدثين صبغة أو انتماء، يحملون معلوماتهم ويأتون لنقلها إلى المعتصمين.

تقدم شاب مغترب خلال الحوارات، وقال إنه يتكفل بنصف منحة التعليم لأي شاب يريد الدراسة وسفارة البلد الذي يقيم فيه وافقت على تغطية النصف الآخر. أتاه الجواب غاضباً: «لا نريد التعلم في الخارج، نريد إصلاح الجامعة اللبنانية». في خيمة «فش خلقك» كما في خيمة «مدرسة المشاغبين» المجاورة، حوارات لا تنقطع. بعد المظاهرة الطلابية الضخمة التي ضمت أكثر من 8 آلاف طالب من طرابلس، تحدثت طفلة لا يتجاوز عمرها الرابعة عشرة، منبهة زملاءها: «إنهم يلهوننا بلقمة العيش، كي لا نحاسبهم؛ لكننا نقول لهم: لو بقينا عشرة تلامذة فقط، بدنا نكمّل بالقضية».

في خيمة «الجامعة اللبنانية»، التي تارة تشهد غناء وعزفاً، وأحياناً تستقبل تجمعات لأساتذة وطلاباً يأتون من مختلف المناطق، نسأل محمد القادم من عكار، وهو في السنة الأخيرة في كلية الهندسة، عن سبب اعتصامه، فيقول: «آتي كل يوم، رغم أن العدد من الجامعة لا يزال قليلاً، بسبب سطوة الأحزاب على الطلاب؛ لكنني غاضب فعلاً؛ لأن أبي اضطر أن يتوسل أحد الحزبيين لأعثر على فرصة للتدرب من دون معاش لشهرين، فأي تنازلات سيقدمها حين أحتاج عملاً مدفوع الأجر؟ أهلنا يذلون من أجلنا، ولن نقبل ذلك».

لكلٍّ شكواه، ووفود المنتفضين من المناطق تتدفق كل يوم، من الهرمل والنبطية، والشوف. يستقلون حافلات ويحملون لافتات، يجولون ويحيون طرابلس، بينما يهلل لهم المجتمعون هنا ويردون التحيات.

الإطراء الذي تناله الانتفاضة في طرابلس بعد سوء السمعة التي وصمت بها، بسبب الحرب التي عاشتها لست سنوات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، واتهامها بالإرهاب والتخلف، يجعل الطرابلسيين يشعرون بالزهو. عاد بعد غياب، أهل الشمال وكل لبنان، يتدفقون إلى طرابلس وقد زالت عنها اللعنة، من البترون وجبيل والكورة وزغرتا وعكار، كثيرون يحبون أن يتظاهروا هنا؛ حيث التجمع الاحتجاجي الأكبر في الشمال كله. ما يحدث اليوم، بالنسبة للطرابلسيين، هو إعادة اعتبار لهم. ما جرّته النزاعات السياسية على مدينتهم من ويلات وفقر تمكنوا هم أنفسهم من الانقلاب عليه خلال هذه الانتفاضة، وإثبات أنهم جزء من الوطن. لهذا يطربون حين يقال لهم: «إذا انطفأت الانتفاضة في كل لبنان فستبقى مشتعلة هنا».

وقد يهمك أيضًا:

رؤساء الحكومة اللبنانية السابقون يشيدون بقرار الحريري بشأن الاستقالة

نجيب ميقاتي يشيد بقرار استقالة حكومة سعد الحريري ويؤكد أن حل أزمة لبنان تبدأ من البرلمان

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التظاهرات في ساحة النور تُنعش المحال التجارية وتعيد إلى طرابلس مكانتها التظاهرات في ساحة النور تُنعش المحال التجارية وتعيد إلى طرابلس مكانتها



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 20:25 2016 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتزال الفنانة السورية لينا كرم عن تمثيل الأدوار الجريئة

GMT 23:32 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي طريقة إعداد وتحضير بسكويت العسل والبرتقال

GMT 14:42 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”

GMT 17:25 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

بوتيغا فينيتا تطلق مجموعة إكسسوارات جديدة

GMT 14:25 2016 السبت ,19 آذار/ مارس

"ألابا"يمدد عقده مع بايرن ميونيخ حتى 2021

GMT 20:21 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفيلم الروائي "وأنا رايحة السينما" يعرض لأول مرة في "زاوية"

GMT 01:21 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

موعد اعادة عرض مسلسل «الاختيار» على قناة ON

GMT 22:26 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الأفعى راندي أورتن يُشعل مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 22:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

طبعة عربية من الرواية الصينية "الشيفرة" بعد ترجمتها إلى 33 لغة

GMT 17:11 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدامات سحرية غير متوقعة بالليمون في تنظيف منزلك

GMT 22:14 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يعود لتدريبات سان جيرمان بعد تعافيه من الإصابة

GMT 10:29 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

بلد خالد منتصر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon