آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

هاني.. طفل يعيش مع أسرته من ثمن "العُلب البلاستيكية" بصنعاء

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- هاني.. طفل يعيش مع أسرته من ثمن "العُلب البلاستيكية" بصنعاء

الطفل هاني منتصر
صنعاء - اليمن اليوم

كانت الساعة تشير إلى تمام العاشرة صباحاً، عندما لمَحت الطفل "هاني منتصر" ذا الأحد عشر ربيعاً، داخل برميل القمامة في أحد أحياء العاصمة صنعاء، وهو يفتش عن عُلب الماء البلاستيكية المستخدمة، من بين أكوام المخلّفات.

رفّ حُزن الطفولة من عينيه، وقد محت أشعة شمس النهار الحارقة من وجهه الأسمر بهجة الأيام، كانت ملابس هاني رثّة، ويفتقد لأبسط أدوات السلامة، كالوقاية من خطر الإصابة بالفيروسات، كون المكان خطِراً، حيث كان هاني يتواجد.

مُذ ثلاثة أعوام، ولج هاني سوقاً مُحرّماً عليه كطفل عُرف  بـ"عمالة الأطفال"، تلبيةً لرغبة والده العاطل عن العمل، وقسوة ظروفهم المعيشية.

يقول : "أبي ما فيش معه عمل، وقلّي ضروري أخرج أشتغل، وأصرف عليه هو وإخوتي".

لقد ألبس الأب طفله هاني مسؤولية يكسوها ثوب المُعاناة اليومية، مبتدأها الثامنة والنصف صباحاً، ومنتهاها الخامسة عصراً.. حتى في أيام شهر رمضان المبارك، وهو يبحث عن عُلب الماء البلاستيكية الفارغة والمستخدمة وسط أكوام من المخلّفات وبراميل القمامة المخصصة لمختلف شوارع وأحياء العاصمة صنعاء، ويجمعها في "شوالات واسعة"، ومن ثم ينقلها ويبيعها لمحلات يقوم مُلاكها بشراء كثيرٍ من المواد التالفة، والمستخدمة.

بذاك الجهد، الذي يبذله، يكون قد تمكّن من توفير احتياجات أسرته اليومية، التي تتكون من 5 أفراد، وهم: والداه، وإخوته الثلاثة.

يقول هاني : "يوميا، أخرج الصباح، وأجمّع دِبب وأبيعها، وأشتري مصاريف لبيتنا".

يتحمّل الطفل ما لا طاقة له به، من التزامات أساسية لأُسرته، إضافةً إلى دفع الإيجار الشهري للمنزل الذي يسكنون فيه، إذ يستقطع 1000 ريال من عائده اليومي في مهمّة "جمع العُلب البلاستيكية المستخدمة وبيعها"، ما يخفف عنه كثيراً توفير إيجار المنزل، الذي يبلغ نحو 30000 ريال، ما يعادل 50 دولارا، سعر الصرف في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية.

يبدو العائد، الذي يحصل عليه هاني ثمناً للقوارير التي يجمعها ويبيعها، ضئيلا.

يقول هاني : "اللي أجمعهن طول اليوم أبيعهن بـ 3000 ريال"، أي ما يعادل 5 دولارات سعر الصرف في صنعاء.

وتتم عملية شراء العُلب المستخدمة عبر الوزن، إذ يصل سعر الكيلو الواحد نحو 80 ريالاً - وفقاً لمختار مالك أحد المحلات التي تشتري المواد البلاستيكية التالفة.

وتتسرّب طفولة هاني نحو خسرانه لكل شيء، فهو الطفل الذي ترك تعليمه مجبراً، تحت وطأة وضغط الظروف المعيشية، وقسوة أب لا يرحم، تسلل الفشل إلى حياته، مواجهاً إياه بأعذارٍ واهية لا تمت إلى الواقع بِصلة.

قال والد الطفل : "كنت أشتغل بقاعة أفراح، والآن ما عاد أقدر أشتغل، ولا معي أحد يساعدني إلا هاني ابني".

إذ تخلّى عن كافة التزاماته الأسرية، مقوّضاً مستقبل نجله هاني دون إحساس بمسؤولية ما يفعله، ليلتحق هاني بطابور طويل من أطفال اليمن، الذين انزلقت بهم ظروف الحياة والتواءاتها بصورة باكرة، نحو الهوة السحيقة، مختلفة الوسائل (عمالة الأطفال).

وغدت طفولة هاني معاناة قد تبدو مُزمنة وخالية حتى من فرح الأطفال وبهجتهم. قال هاني لبلقيس: "ما عاد أحصِّل وقت ألعب فيه، أمشي الشوارع أجمع قوارير".

"العنف، والتفكك الأسري، والتسرّب من المدارس"،  طُرق لعمالة الأطفال، في ظل استمرار الظروف المعيشية الصعبة في اليمن، بسبب الحرب الدائرة في معظم المناطق منذ أكثر من 6 أعوام، التي ألقت بآثارها السلبية على عددٍ كبيرٍ من الأطفال اليمنيين، حيث خسروا طفولتهم، وجعلتهم في مواجهة مباشرة مع معارك الحياة شديدة القسوة.

الباحث الاجتماعي عقيل الحاج، البالغ من العمر 42 عاماً، يقول لبلقيس: "هناك عوامل كثيرة تترك الأطفال يذهبون إلى العمالة، أبرزها: التفكك الأسري، والعنف، والفقر، وفقدان عائل الأسرة، وغيرها.

ونظراً لحالة الحرب، والتمزّق، والانقسامات الشديدة، تنعدم مراكز إعادة تأهيل الأطفال الذين انخرطوا في سوق العمل".

ويضيف الحاج لبلقيس: "هناك آباء هم من يرسلون أطفالهم للعمل، غير مدركين تأثيرات ما يقومون به. إذ يتخلون عن تعليمهم، تحت ادعاء عدم القدرة على تعليمهم  والإنفاق عليهم".

ويشير تقرير لمنظمة العمل الدولية إلى أن "نحو 1.4 مليون طفل يمني يعملون في مجالات مختلفة، معظمهم تحت تأثير العادات والتقاليد".

ولا تقتصر عمالة الأطفال على الذكور فقط من سنّ "6 ـ 11"، بل تشمل الفتيات صغيرات السنّ.

ويشكل تسرّب الأطفال من المدارس أخطر الطرق نحو التحاقهم بسُوق العمالة.

ونتيجة لعدم دِقة الإحصائيات بذلك، يُشار إلى أن "عمالة الأطفال تزداد يوماً بعد آخر، خصوصاً والبلد يعيش فقراً في ظل ظروف مضطربة"

قد يهمك أيضا

أمين عام محلي صنعاء يزور وكيل أول المحافظة

 

تدشين الحملة الميدانية لتسجيل المواليد في محافظة صنعاء

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاني طفل يعيش مع أسرته من ثمن العُلب البلاستيكية بصنعاء هاني طفل يعيش مع أسرته من ثمن العُلب البلاستيكية بصنعاء



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 02:32 2016 الثلاثاء ,24 أيار / مايو

هبة قطب توضح بكل صراحة تأثير طول العضو الذكري

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 16:28 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصر بن حمد يكشف سبب انضمامه إلى بحرين بوست للسباحة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 21:05 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

5 أفكار لأزياء أنيقة ومريحة في عيد الأضحى

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:48 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

ناقد فني يكشف أسباب فشل أفلام "الرعب" المصرية

GMT 14:39 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتراض صاروخ باليستي أطلقته الحوثيين على مأرب

GMT 04:15 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

نحو اتفاق عالمي جديد حول الهجرة

GMT 14:55 2016 الجمعة ,12 آب / أغسطس

فوائد الميرمية وطرق استخدامها

GMT 21:05 2016 الخميس ,21 إبريل / نيسان

علاجات منزلية بسيطة لتبييض اليدين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen