تقارير دولية تكشف ارتكاب جرائم حرب في اليمن لعام 2016

كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن أطراف النزاع المسلح في اليمن قامت بانتهاك قوانين الحرب وأفلتت من العقاب عام 2016، وحثت الحكومات المعنية للسعي إلى محاسبة تلك الأطراف عن انتهاكاتها السابقة والحالية وإيقاف مبيعات الأسلحة إلى السعودية فوراً.

واتهمت المنظمة في تقريرها العالمي للعام 2017، قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس 2015، بالهجوم بشكل غير قانوني على منازل وأسواق ومستشفيات ومدارس ومصانع وورشات عمل مدنية ومساجد، وقُتل 4125 مدنيًا على الأقل وجُرح 6711 حتى 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016، أغلبهم بغارات التحالف الجوية، وفقًا لمكتب المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان.

ووفقاً للتقرير فقد استخدمت قوات التحالف أيضا الذخائر العنقودية المحظورة دوليا. لم تعلق الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة مبيعات الأسلحة إلى السعودية رغم وجود أدلة متزايدة على استخدامها في النزاع وفشل التحالف في التحقيق في الانتهاكات المزعومة، عام 2015، وافقت الولايات المتحدة على أسلحة بقيمة تزيد عن 20 مليار دولار إلى السعودية، ووافقت المملكة المتحدة على مبيعات أسلحة بقيمة 4 مليارات دولار.

وفي وقت سابق،أتهم تقرير لمنظمة العفو الدولية، المملكة السعودية، باستخدام قنابل عنقودية من نوع (BL-755)بريطانية الصنع في اليمن.

وعلقت السلطات السعودية على التقرير بأنها غير عضو في اتفاقية استخدام الذخيرة العنقودية لعام 2008، كما نفت استخدام هذا النوع من الذخيرة في المناطق المدنية.

وبررت السلطات السعودية استخدامها للقنابل العنقودية، وقالت بأن استخدامها لهذا النوع من القنابل كان رداً على الهجمات العسكرية التي تقوم بها قوات الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" على أراضيها ، مؤكدة أنها أبلغت بريطانيا بالتوقف عن استخدام هذا النوع من الذخائر العنقودية في اليمن.

وحول الحوثيين ،قال تقرير "هيومن رايتس ووتش" أن الحوثيون وحلفاؤهم، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، قاموا بحملة اعتقالات تعسفية وإخفاءات قسرية ضد من يُنظر إليهم على أنهم خصوم. كما أطلقت قذائف مدفعية في هجمات عشوائية على مدن الجنوب في السعودية، ما أسفر عن مقتل 471 مدنيا وجرح 1121 بين 1 يوليو/تموز 2015 و30 يونيو/حزيران 2016 بحسب الأمم المتحدة.

وأشار التقرير أن الحوثيون والقوات المتحالفة معهم قاموا بزراعة ألغاماً أرضية محظورة مضادة للأفراد، أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين. حسب ما افاد التقرير

وقال التقرير: لم تجر الأطراف المتحاربة تحقيقا في انتهاكات قواتها المزعومة لقوانين الحرب في اليمن. نشر "الفريق المشترك لتقييم الحوادث" المعيّن من قوات التحالف نتائج تختلف جذريا عن تلك التي لدى للأمم المتحدة وغيرها.

ولفت التقرير أن الحوثيين أن اطراف النزاع منعت وصول إمدادات الإغاثة الحرجة إلى المدنيين، ما يعمّق الأزمة في البلاد، كما فرضت قوات التحالف حصارًا جويًا وبحريًا على اليمن لتحد من استيراد السلع الحيوية.

ووجه التقرير اتهام للحوثيين بمنع وصول مواد غذائية وإمدادات طبية إلى تعز، ما ساهم في انهيار النظام الصحي بشكل شبه كامل.

وقال "أحمد الوصابي" : وهو عقيد بالجيش اليمني، بأن القنابل العنقودية محرمة لدى الكثير من دول العالم واستخدامها يعد غير أخلاقي نتيجة مخلفاتها وأضرارها ، فالقنبلة التي تطلق من الطائرة تفرغ عشرات القنابل بالسماء لتحرق مساحة واسعة في الأرض ، مؤكداً بأن القنابل العنقودية تخلف مخاطر لا تقل خطورة عن الألغام فالقنابل التي لا تنفجر قد تنفجر بالمدنيين بعد وقت من سقوطها.

وأشار الوصابي، أن السعودية تمتلك من أكبر ترسانات السلاح في الشرق الاوسط وتملك طائرات الأباتشي التي تستطيع صد الهجمات الحدودية دون الحاجة لقنابل عنقودية كما تمتلك أحدث المدفعيات الأمريكية وجيشها ذو كثافة بشرية وترسانة برية قوية يغنيها عن استخدام أسلحة عنقودية ، مستغرباً من استخدام السعودية لأسلحة تضر سمعتها في العالم رغم امتلاكها أسلحة تستطيع الدفاع والهجوم بقدرات كبيرة في انجاز المهام العسكرية .

وحول الألغام قال الوصابي ، أن الالغام تزرع لأعاقة تقدم الخصم ويجب أن تكون هناك خرائط بمواقع الألغام لدى القوى التي زرعتها وتحرص على انتزاع الألغام فيما بعد أو على الادأقل تسليم الخرائط للطرف المسيطر لينتزع الألغام كي لا تنفجر بالمدنيين.

وأكد الوصابي، أن الحوثيين يزرعون الألغام في الطرقات والجبال بشكل عشوائي وبعد انسحابهم تنفجر هذه الألغام بالمدنيين ، وخطر الألغام يظل طويل المدى وتحصد الأرواح وتمثل خطر كبير على سكان المناطق التي تحولت لحقول ألغام عشوائية.

ولفت الوصابي، أن كاسحات الألغام تستطيع تفجير الألغام بالطرقات لكن الخطر يكون كبير بالألغام التي أماكنها غير متوقعة والمزروعة في مناطق متفرقة بالمناطق الجبلية والطرقات الجبلية والمواقع التي يصعب اكتشافها أو تخمينها من قبل فرق نزع الألغام .

وترى"حمامة الصنوي"وهي ناشطة يمنية، بأن المدنيين ضحايا الغارات الجوية التي ينفذها التحالف وكذا قذائف وألغام الحوثيين ، وتصف الحرب في اليمن بالغير أخلاقية نتيجة استهداف الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية للمدنيين بشكل متكرر يقتل عدد كبير من الأبرياء.

وأكدت الصنوي، أن القنابل العنقودية محرمة دولياً وفقاً للعديد من الاتفاقيات الدولية أبرزها اتفاقية أوسلو التي شاركت بها الكثير من دول العالم وحظرت استخدامها ، كما أن الألغام تعد من الأسلحة المحرمة دولياً بحسب العديد من الاتفاقيات الدولية أبرزها (اتفاقية أوتاوا) لعام 1997، والتي فرضت حظراً كاملاً على الألغام المضادة للأفراد.

وأضافت الصنوي، أن مئات الأسر فقدت رب الأسرة نتيجة لغم أو غارة أو قذيفة او رصاص قناصة وهذه الأسر تعيش مآساة إنسانية حقيقة وتصارع الجوع ، كما أن أسر أخرى أصبحت مشردة نتيجة دمار مساكنها وتعيش وضع صعب للغاية وغير قادرة على إعادة بناء سكن حتى بعد الحرب ؛ نتيجة الظروف الاقتصادية وتكافح هذه الأسر يومياً لتوفير الطعام في ظل غياب فرص العمل وفقدان شريحة كبيرة من الناس لمصادر عيشهم نتيجة الحرب التي جعلت الوضع الإنساني والاقتصادي يصل لمستوى كارثي.

وتشير الصنوي، بأن العديد من الغارات استهدفت أسواق ومراكز طبية ومنشأت خدمية ومنازل مدنية وسقط خلال الحرب عدد كبير من المدنيين ضحايا للغارات في مناطق متفرقة من اليمن.

وأوضحت الصنوي، أن الحوثيين قتلوا مئات الأبرياء والمدنيين في المدن التي شهدت حرب برية تحديداً عدن وتعز واستهدفوا منازل المدنيين والمنشآت المدنية والمراكز الطبية وزرعوا الألغام بشكل عشوائي يهدد حياة المدنيين بشكل كبير.

وتؤكد الصنوي، بأن التقارير المتكررة للمنظمات الدولية والادانات بشأن استهداف المدنيين باليمن غير مجدية ، ولن يوقف سقوط المدنيين ودمار المنشآت المدنية والمنازل سوى توقف الحرب.