آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

السيارات مأوى للنازحين في صنعاء بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- السيارات مأوى للنازحين في صنعاء بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات

السيارات مأوى للنازحين في صنعاء
صنعاء ـ خالد عبدالواحد

تسكن أسرة آدم علي، منذ أشهر، تسكن داخل هيكل باص قديم في العاصمة صنعاء شمال البلاد، بعد نزوحهم من محافظة الحديدة غربي اليمن، بسبب الحرب الدائرة هناك. 
الأسرة النازحة الفقيرة والمكونة من أربعة أفراد، (الأب والأم وطفلين معهما)، ينامون داخل أحد الباصات الخردة في العاصمة صنعاء، ويفتقرون إلى أبسط المواد الغذائية اللازمة للبقاء على قيد الحياة، ناهيك بافتقارهم للملابس والفرشان التي تقيهم برد الشتاء القارس.

يقول آدم لـ"اليمن اليوم": لم أجد عملا في العاصمة صنعاء، في أي مجال فليس لدي حرفة سوى الصيد في البحر، وأضاف نزحت مع أسرتي، من مدينة الحديدة بعد اشتداد وتيرة المواجهات بين القوات الحكومية، والحوثيين فيها، وتابع "لقد رحمنا صاحب الباص الخردة، وسمح لنا بالنوم، في داخله واعتباره منزلا لنا، حتى نجد منزلا لننقل إليه أو نعود إلى بيتنا"، وبين أنه يعمل في بيع المناديل الورقية والمياه على الرصيف لتوفير الطعام لزوجته وأطفاله. "بحثت عن منزل صغير أو دكان لوضع أطفالي وزوجتي لكن لم أستطع دفع الإيجار المقدم الذي يشترطونه أصحاب العقارات، بالإضافة إلى أن الإيجارات مرتفعة جدا" يضيف آدم.

وأصبحت السيارات والباصات التي ما زالت تعمل والتي لا تعمل، والتي باتت هياكل حديدية مأوى لعشرات الأسر النازحة في اليمن، بسبب ارتفاع أسعار إيجارات المنازل إلى أكثر من (200 دولار)، وزيادة أعداد النازحين بسبب الصراع في البلاد. 

لا يختلف حال عبده منصور كثيرا عن حال آدم علي، فهو يتنقل من مكان إلى آخر مع أسرته على متن مركبته التي يستخدمها في نقل البضائع، وينام مع أسرته بداخلها. 
يقول عبده لـ"اليمن اليوم"، إنه نزح من مدينة حرض في محافظة حجة شمال غربي البلاد هو وأسرته على متن المركبة التي يملكها، ويتنقل مع أسرته من مدينة إلى أخرى بحثا عن العمل والمسكن. 

استقر عبده منصور بعد 6 أشهر من التنقل من مكان إلى آخر، في العاصمة صنعاء، لكنه لم يجد منزلا لإيواء أسرته، وأجبر على اتخاذ الشاحنة منزلا لهم، بعد أن فقد الأمل في الحصول على منزل وبسعر مناسب. 

"ومع حلول فصل الشتاء، وانخفاص درجة الحرارة، بات النوم في الشاحنة أمرا صعبا للغاية، ونكاد نتثلج بسبب البرد"، يقول عبده منصور. 
ويبين أيضا أنه لم يجد عملا لإعالة أسرته، مشيرا إلى أنه لا يملك سوى الشاحنة التي تسكن على متنها أسرته، والتي كانت مصدر رزقه الوحيد. 
ولفت إلى أنه باع كل ما يملك من ذهب ومقتنيات غالية الثمن، من أجل توفير الطعام. 

يتنقل مختار الرضي، بسوق شميلة في العاصمة صنعاء، بين البسطات التجارية المخصصة لبيع الملابس المستخدمة، للبحث عن الملابس المناسبة لأبنائه والمناسبة لفصل الشتاء، ووضعه المادي البسيط أيضا. 

يقول الرضي بعد أن ارتفعت أسعار الملابس، الموازية لأسعار الدولار، بات "الحراج"، هو السوق التي أتوجه إليها لشراء الملابس. 
ويضيف لـ"اليمن اليوم"، لدي خمسة أطفال ولن أستطيع شراء ملابس جديدة، فكل واحد منهم لن تكفيه 15 ألف ريال، لكن بنفس المبلغ أستطيع شراء ملابس قديمة لكليهم، ويؤكد أنه اشترى ملابس قديمة لكل أطفاله، مشيرا إلى أنه لم يعد في السوق سوى الملابس الرثة، بسبب كثرة الطلب عليها.

ولاقت أسواق الملابس القديمة في اليمن، والتي تباع في أسواق "الحراج"، رواجا كبيرا خلال الأعوام الماضية، وإقبالا من قبل شريحة واسعة من السكان، بسبب ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية، والاقتصادية، في البلاد. 

"الطعام والشراب والسكن هو ما يفتقره المواطن اليمني، في الوقت الراهن، ويجب تكثيف الجهود، لمساندة المدنيين"، يقول الناشط الإنساني رضوان قايد، ويضيف "بسبب توسع دائرة الحرب زادت أعداد النازحين والمشردين في البلاد"، لافتا إلى أنه يجب وقف الحرب لمنع المزيد من التشرد، وأكد أن العديد من الأسر تنام داخل العربات، وعلى الأرصفة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء. 

ودعا المجتمع اليمني، والمنظمات المحلية والدولية إلى إيجاد مأوى للمشردين، وتوزيع الفرشان والملابس، الخاصة بفصل الشتاء، وتوعية المجتمع بضرورة مساعدة هذه الشريحة.

وأعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص حزمة مساعدات جديدة بقيمة 30 مليون يورو لمعالجة أزمة النزوح في اليمن.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان لها: "اعتمد الاتحاد الأوروبي زيادة بقيمة 30 مليون يورو لبرنامج دعم المجتمعات الضعيفة التي تعاني من آثار النزوح في اليمن"، متابعا: "هذه الحزمة ترفع مساعدات التنمية الممنوحة لليمن خلال عام 2018 إلى 71 مليون يورو".

ولفت البيان: "هذه المساعدات موجهة للاحتياجات الملحة والطارئة للنازحين، والمجتمعات الضعيفة المستضيفة لهم داخل اليمن، بتقديم الخدمات الأساسية كالصحة، والتعليم، والمشورة القانونية".
وأدت الحرب التي تشهدها البلاد إلى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص، داخليا، بالإضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، في اليمن، البلد الأفقر في العالم

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيارات مأوى للنازحين في صنعاء بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات السيارات مأوى للنازحين في صنعاء بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 13:33 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

رد مفاجئ من الملكي على طلب السيتي بضم كوفازيتش

GMT 18:39 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ريما كركي تحصد جائزة "عيون للثقافة والفن" في العراق

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 06:14 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

وصفات طبيعية للتخلص من القشرة دون عودة

GMT 21:55 2016 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

بيتر تشيك يكشف سبب هزيمة فريقه أمام مانشستر سيتي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen