البشير يؤكد حرص بلاده على تسوية القضايا العالقة مع الجنوب

بدأت المباحثات المشتركة بين السودان ودولة جنوب السودان، اليوم الأربعاء ، بالقصر الجمهوري بالخرطوم ، برئاسة رئيسي البلدين عمر البشير وسلفا كير ميارديت .

وقال الرئيس السوداني خلال المباحثات التي شارك فيها عدد من الوزراء من الجانبين ، إن السودان يتطلع إلى مباحثات أخوية وهادفة لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين في اتجاه إيجابي ، مؤكدا أن رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان سيكون له أثر إيجابي في الدفع بعلاقات البلدين في كافة المسارات، مبرزا أهمية استئناف التحرك المشترك تجاه المجتمع الدولي لإعفاء ديون السودان الذي تحمل عبء الدين الخارجي وفقاً للخيار الصفري.

وأكد البشير حرص السودان على تسوية القضايا العالقة ، مع انتهاج الكلية والشمولية في تطبيق اتفاقيات التعاون والعمل على تفعيل الآلية السياسية والأمنية واللجنة المشتركة للحدود ولجنة التشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين، وذلك للمضي بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب .

وشدد البشير على ضرورة العمل على تفعيل اللجنة المشتركة لمنطقة أبيي، لتتمكن من الشروع في إنجاز الترتيبات الانتقالية فيما يخص تكوين الإدارية والمجلس التشريعي والشرطة المشتركة ، مع السعي لإقناع الأمم المتحدة بالدور الفاعل لقوات يونيسفا في أبيي ، إلى جانب ما تقوم به من إسناد لآليات مراقبة الترتيبات الأمنية بين البلدين .

وقال البشير إن استضافة السودان للمشاورات الخاصة بمنتدى إحياء اتفاقية السلام بجنوب السودان والمشاركة في التحضير له، كانت خطوات من أجل التوصل إلى تسوية سلمية عبر إقرار وقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء للعملية السياسية.

وأكد البشير موقف السودان الثابت تجاه جنوب السودان في المحافل الإقليمية والدولية، والذي يتلخص في دعم السودان للحوار الوطني بجنوب السودان، والحفاظ على أمنه واستقراره، وعدم السماح للسياسيين والقادة الجنوبيين بالخرطوم بممارسة أي أنشطة سياسية أو عسكرية ضده ، إلى جانب دعم السودان لكافة مساعي توحيد الجنوبيين، مشيراً إلى أن اتفاقية السلام الموقعة في أغسطس 2015 بين الحكومة والمعارضة تمثل الخيار لتحقيق السلام بين الفرقاء.

وقال البشير ، إن السودان قدم الدعم للجنوبيين المتأثرين بالحرب ولا يزال يفتح أراضيه لمرور المساعدات الإنسانية للجنوب، مؤكدا أن السودان لن يدخر جهدا في الدفع تجاه تحقيق السلام في الجنوب، ووجه الشكر إلى الرئيس سلفا كير على تلبية الدعوة وزيارة السودان، متمنيا أن تحقق الزيارة النتائج المرجوة منها.

من جانبه، هنأ رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، السودان حكومة وشعباً برفع العقوبات الاقتصادية، معربا عن تقديره للجهود التي ظلت تقوم بها حكومة الخرطوم في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الجنوبيين .

وتعهد رئيس دولة جنوب السودان بعدم استضافة بلاده لأي مجموعات معارضة تهدد السلام والأمن والسلم في السودان، مجددا رغبة بلاده في حسن الجوار مع الخرطوم.

وأكد سلفا كير التزام حكومته بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين منذ عام 2012، وقال إنه سيشرف بنفسه على تنفيذ هذه الاتفاقيات، متعهدا بسعي حكومته لجمع المعارضة الجنوبية من خلال دعوة الحوار الوطني التي أطلقها لكافة القوى السياسية الجنوبية،منوها بأن بلاده ترغب في الاستفادة من تجربة السودان في هذا الشأن .