آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الجوع يدفع اليمنيين إلى الانتحار في محافظات عديدة

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- الجوع يدفع اليمنيين إلى الانتحار في محافظات عديدة

الجوع يدفع اليمنيين إلى الانتحار
عدن - اليمن اليوم

 يعصف الجوع باليمنيين في محافظات عديدة، ما دفع بعضهم إلى الانتحار، ولعل المعاناة الإنسانية الأبرز تتجلى في مديريات الساحل الغربي لليمن؛ حيث باع السكان مواشيهم، التي يعتمدون عليها، من أجل توفير لقمة العيش.

انتحار أم وطفلتيها
بعد أكثر من عامين ونصف العام من الحرب، توسعت رقعة الجوع والأزمة الإنسانية في اليمن، وبلغت مستويات قياسية؛ وتزاد الأمور سوءاً جراء تصاعد المعارك الدامية بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية، مدعومة بتحالف عربي تقوده الجارة السعودية، من جهة، ومسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، وحلفاءهم من القوات الموالية للرئيس المخلوع، «علي عبد الله صالح»، المتهمين بتلقي دعم عسكري إيراني، من جهة أخرى.

ومطلع الشهر الجاري، انتحرت إحدى الأمهات مع طفلتيها، إثر تناولهن السم في مديرية السدة شرق محافظة إب (وسط)، بسبب تردي وضعهن المعيشي، حيث عزَّ على الأم أن تمد يدها طلبا للمساعدة، حسب جيران لها.

وقال «مصطفى الزيادي»، وهو ناشط في الإغاثة المحلية بالمحافظة، للأناضول، إن الأم التي أشار لها باسم مريم (40 عاما)، انتحرت مع طفلتيها إيمان (12 عاما) وأريج (9 أعوام) في قرية «بيت العميسي».

وتابع «الزيادي»، نقلا عن سكان في القرية، أن «الأوضاع الاقتصادية المتردية هي السبب في انتحار الأم، بعد أن تفاقمت أزمتها الإنسانية؛ إثر تخلي زوجها عنها، وعن طفلتيها، وتركهن يعانين شظف العيش وقساوة الحياة المعيشية في القرية».
وأثار هذا الحادث اليمنيين، فتفاعلوا معه بشكل واسع، وتداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي صورة الأم المسجية على فراش الموت مع طفلتيها، لكن ذلك التفاعل ذكّرهم بأن حالهم لا يختلف كثيراً عن حال الأم المنتحرة.
وقبل هذا الحادث بأسبوع واحد، انتحر ضابط رفيع المستوى في وزارة الداخلية بصنعاء؛ إثر تدهور وضعه المعيشي؛ جراء توقف صرف رابته منذ ثمانية أشهر، كأحد تداعيات الحرب الدائرة منذ أن سيطر مسلحو الحوثي وصالح على صنعاء في 2014.
وقال جيران له إن العقيد الركن «صالح محمد الصباري» أطلق على نفسه النار ليفارق الحياة بعدها على الفور.

اضطرابات نفسية
حالات انتحار تبرز كيف فاقمت الأزمات الإنسانية من الاضطرابات النفسية لليمنيين.
وحول ذلك، قال طبيب نفسي، طلب عدم نشر اسمه لاعتبارات أمنية، إن «موظفا في مكتب رئاسة الجمهورية كان سيقتل ابنه بالرصاص الحي، لولا تدخل الجيران».
وأضاف الطبيب أن السبب هو «الوضع المعيشي، وإيقاف راتب هذا الموظف ما أصابه باضطرابات نفسية، فأصبح عدوانياً بشكل مبالغ».

وأوضح أن العشرات من المرضى يصلون إلى عيادته الواقعة في حي الحصبة بالعاصمة، وأغلبهم يعانون من حالات نفسية بسبب تردي الوضع المعيشي.

تقلص المساعدات
وتعد مدينة تعز (جنوب غرب) من أكثر المدن اليمنية تضررا بسبب انهيار الوضع الإنساني؛ إذ بات على الموظفين الحكوميين البحث عن مصادر بديلة للعيش، بعد توقف صرف رواتبهم، واستمرار حصار الحوثيين للمدينة، بالإضافة إلى الحرب الدائرة بين القوات الحكومية والحوثيين في المدينة، منذ منتصف مايو/أيار الماضي.

ويحاصر مسلحو الحوثي تعز، الخاضع معظم أحيائها لسيطرة القوات الحكومية والمقاومة، وفي 18 أغسطس/آب الماضي، تمكنت القوات الحكومية من كسر الحصار جزئيا من الجهة الجنوبية الغربية.

ووفق «أحمد الصهيبي»، المتحدث باسم ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز (يجمع نحو 100 منظمة وجمعية ومبادرة خيرية غير حكومية)، فإن «السكان كانوا يأملون في زيادة المساعدات الإغاثية المقدمة إلى المدينة».

ومضى «الصهيبي» قائلا، إن «الدعم الإنساني لتعز تقلص بشكل كبير؛ ففي رمضان الماضي وزع مركز الملك سلمان للإغاثة لوحده مائة ألف سلة غذائية على النازحين والمتضررين، وفي الموسم الحالي لم يوزع المركز أي سلة».

وأوضح أن «عدد النازحين والمتضررين بفعل الحرب تزايدوا، في مقابل انحسار الدعم المقدم من المنظمات».

وتابع «الصهيبي»: «تخيّل أن موظفا في شركة نفطية كان يستلم راتبه بالدولار، ومع اندلاع الحرب توقفت الشركة عن العمل، وظل هذا الموظف يبحث عن عمل، حتى أنه لجأ إلى بيع المساويك، سعر الواحد لا يزيد عن عشرين ريال يمني».
الأزمة الأكبر

ومع تصاعد تأثيرات الأزمة الغذائية، توالت تحذيرات المنظمات الدولية خلال الفترة الأخيرة.

ففي إفادة له أمام مجلس الأمن الدولي، قبل أقل من أسبوعين، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق شؤون الإغاثة الطارئة، «ستيفن أوبراين»، من أن اليمن تحول إلى «الأزمة الأكبر»، وبات 17 مليون مواطن يواجهون عدم الأمن الغذائي، بينهم 6.8 مليون على حافة المجاعة.

فيما أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في أحدث تقرير له عن الوضع في اليمن، في أبريل/نيسان الماضي، أنه سيسوع عملياته الطارئة لتقديم مساعدات غذائية لنحو تسعة ملايين شخص في اليمن (من أصل نحو 27.4 مليون نسمة) يحتاجون بشكل عاجل إلى المساعدات الغذائية.

ووصف الأزمة اليمنية بأنها «واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية في العالم».

وأوضح البرنامج أنه يسعى إلى تقديم مساعدات غذائية شهرية إلى ما يقرب من سبعة ملايين شخص مصنفين على أنهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، بالإضافة إلى الدعم الغذائي لمنع سوء التغذية أو علاجه لدى 2.2 مليون طفل.

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجوع يدفع اليمنيين إلى الانتحار في محافظات عديدة الجوع يدفع اليمنيين إلى الانتحار في محافظات عديدة



GMT 10:16 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المخابرات الإسرائيلية تحذر من تسليح حزب الله

GMT 19:45 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

محافظ حضرموت يسخر من الزبيدي ويرفض مقابلته

GMT 17:16 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار رجل خمسيني في الحديدة بسبب الأوضاع المعيشية

GMT 15:15 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اعتقال 49 شخصًا يشتبه فى انتمائهم إلى داعش فى تركيا

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:25 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 23:07 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 12:20 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 04:45 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

ثعابين الريف الإنجليزي تلهم زوجين لبناء منزل بمبلغ ضخم

GMT 05:52 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جان بول غوتييه يكشف عن عرضه الجديد لـ "لهوت كوتور"

GMT 14:41 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

تقارير تعلن تخلي اليونايتد عن ضم فيدال في 2014

GMT 14:17 2016 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تخافوا ترامب... ولكن استعدوا له

GMT 09:26 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

صيحة البنطلون الفضفاض تعود لموضة عام 2019

GMT 02:52 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل بغاشة مقلية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen