آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

النمسا تستعد لمعركة انتخابية برلمانية تجري في منتصف الشهر الجاري

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- النمسا تستعد لمعركة انتخابية برلمانية تجري في منتصف الشهر الجاري

النمسا تستعد لمعركة انتخابية برلمانية
فيينا - عادل سلامه

تستعد النمسا لمعركة انتخابية برلمانية تجري في منتصف الشهر الجاري، وتخوضها 5 أحزاب رئيسية، بالإضافة إلى 7 أقل حظاً في الفوز بنسب مؤثرة من مقاعد البرلمان وعددها 183 مقعداً. كما هو الحال، الحزب الذي ينال الأغلبية من المقاعد يشكل الحكومة. إلا أن النمسا ومنذ تكوين الجمهورية الثانية بعد الحرب العالمية الثانية، تعودت أن تحكمها حكومة ائتلافية من الحزبين التقليديين، أي الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الشعب المحافظ، بوصفهما الأكبر والأكثر حظاً، عدا استثناء حدث نتيجة تحالف بين حزب "الشعب" وحزب الطريق للحرية اليميني المتطرف في عام 2000، مما أدى إلى فرض مقاطعة أميركية أوروبية للنمسا.

وتعد هذه الانتخابات مبكرة، إذ لم يكمل البرلمان دورته ومدتها 5 سنوات، بعد أن اضطرت الحكومة إلى الدعوة لانتخابات بعدما تعرض الائتلاف الحاكم لانهيار باستقالة المستشار السابق هاينز فايمان من رئاسة حزبه، أي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ومن ثم تم تعيين كرستيان كيرن رئيساً جديداً للحزب، وبالتالي تولى منصب المستشارية.

يأتي في مقدمة الأحزاب التي تخوض الانتخابات بشراسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة المستشار كيرن، وحزب الشعب المحافظ بقيادة سابستيان كورتز، وحزب الطريق للحرية بقيادة هاينز كرستيان اشتراخا، وحزب الخضر بقيادة أولريكا لوناسيك، بالإضافة إلى حزب النيوز بقيادة ماتياس شترولس. وعموما تشهد الساحة السياسية النمساوية، هذه الأيام، استقطاباً غير مسبوق بسبب حدة المنافسة بين تلك الأحزاب. ورغم أن لكل حزب سياسته ومواقفه التي يفترض أن تصنفه يميناً أم وسطاً أم يساراً مما يفترض أن يسهل الاختيار عند التصويت، فإن اهتزاز الثقة في مصداقية القيادات ودرجة إيمانها الحقيقي بالقضايا وتمسكها بها دون تذبذب وقدرتها على تنفيذها، يجعل الأمر عسيراً حتى آخر اللحظات. أضف إلى ذلك تنامي ظاهرة عدم تأييد الناخب وموافقته أحياناً لكل مواقف حزبه والاختلافات حول بعض القضايا، مما يجعل الاختيار صعباً، خصوصاً للناخبين ممن لا يؤيدون الأحزاب تأييداً حرفياً أعمى في أي قضية.

قضايا الهجرة واللاجئين والإسلام، أصبحت من القضايا ذات التأثير المباشر في هذه الانتخابات، هذا بالإضافة إلى قضايا الضرائب والمعاشات والضمان الاجتماعي وفرص العمل ومستقبل النمسا ككل. بجانب قضية نمساوية شديدة الخصوصية يشار إليها بـ"صفقة اليورو فايتر"، وهي صفقة باهظة مكلفة دُفعت لشراء طيارات مقاتلة لا تحتاج إليها النمسا، هذا البلد المحايد سياسياً. لا تزال هذه القضية القديمة متجددة، ويتجاذب مسؤوليتها الحزبان الحاكمان واتهامات بالفساد والرِّشى.

بخصوص قضية الهجرة، أمست النمسا، ومنذ عامين تقريباً، ثاني دولة أوروبية بعد ألمانيا تستقبل لاجئين فروا من بلادهم بسبب الحروب في سورية والعراق وأفغانستان؛ إذ استقبلت واستوطن بها ما يفوق مليون لاجئ، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد النمساويين أنفسهم 8,75 مليون نسمة.

في البداية صمتت الأحزاب مجتمعة على ذلك التدفق العددي الهائل، وقد تم استقبال اللاجئين استقبالاً حاشداً لدواعي إنسانية، إلا أن الأمور بدأت تختلف شيئاً فشيئاً ويوماً بعد يوم في ظل زيادة النفقات وكبر حجم الإعانات، فبادر حزب الحرية اليميني المتطرف والشعبوي ورئيسه هاينز كرستيان اشتراخا بانتقاد الحكومة، موظِّفاً ومستغلاً ما أخذ في الظهور من حالات سخط وخوف متنامٍ من الغرباء. وهكذا ظهرت الدعوة لتقنين الهجرة وتماشت مع الدعوات لصد المسلمين تماماً بما يناسب سياسة حزب الطريق للحرية الذي ظل ينادي بلا وجود للإسلام بالنمسا رافعاً شعار أن فيينا لن تصبح إسطنبول.

أول ما شمر كورتز عن سواعده، بوقوفه ضد سياسة الحدود المفتوحة التي دعت لها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إذ طالب بإغلاق الطرق والممرات التي كان اللاجئون يعبرونها وصولاً إلى النمسا للاستيطان فيها أو لعبورها إلى ألمانيا ودول أوروبية شمالية.

ليس ذلك فحسب بل يعد كورتز عراباً للقوانين الجديدة المتشددة تجاه الإسلام والتي سُنّت أخيراً، وفي مقدمتها قانون الاندماج الذي يجبر اللاجئين على دراسة اللغة الألمانية (لغة النمسا) ويدفعهم إلى العمل التطوعي وإلا قُطعت إعاناتهم، ويحظر النقاب. إلى ذلك يدعو كورتز وبقوة لتجفيف وإغلاق رياض الأطفال الإسلامية بدعوى أنها تخلق مجتمعات متوازية، ويحارب التمويل الخارجي للمساجد والأئمة، مصراً على تعلمهم للغة، ومكرراً الحديث أن من يخالف هذه القوانين التي يقول إنها «وسيلة لمزيد من الاندماج في المجتمع النمساوي»، عليه مغادرة النمسا وعدم العيش فيها.

ركب هذه الموجة المتشددة أخيراً بيتر بيلز الذي كان سياسياً منفتحاً وقيادياً مشهوراً بحزب الخضر حتى قبل بضعة أشهر فقط حين قرر الانسلاخ عن الخضر، معلناً خوض الانتخابات بقائمة مستقلة تحمل اسمه. بل، وحتى المستشار كيرن الذي يحظى حزبه الاشتراكي الديمقراطي بتأييد غالبية المسلمين النمساويين، لم يدافع بقوة في إعلانات مصورة ظهر فيها مع نمساويين لا يخفون مشاعر الكراهية لجيرانهم المسلمين.

وكانت سيدة في شريط إعلاني مصور قد قالت لكيرن «أنا ليست عنصرية لكن من غير المقبول كذلك أن ترتدي النساء في بلادي البرقع، وأخشى من هجمات إرهابية».

لم يدافع كيرن عن حق كل إنسان في ارتداء ما يشاء، كما لم يحاول إقناع محدثته ببراءة الإسلام من الإرهابيين، ولم يؤكد أن الإسلام دين معترف به في النمسا، وإنما اكتفى بالقول: «إن كل شخص عليه أن يحترم قوانيننا» دون أن يزيد.

كانت قد أشارت دراسة حديثة إلى أن ثلث النمساويين لا يرغبون العيش إلى جانب جار مسلم، مما شجع حزب الشعب المحافظ وحزب الطريق للحرية اليميني إلى استغلال هذه المخاوف. في هذا السياق يحاول كورتز الموصوف بالانتهازية وحزبه سحب البساط من تحت أرجل حزب الطريق للحرية المتطرف ومن زعيمه اشتراخا. هذا، وبينما أعلن الحزب الاشتراكي وحزب الخضر استحالة تكوين حكومة ائتلافية مع حزب الطريق للحرية، ترك كورتز الأبواب مفتوحة لأي نوع من الائتلاف.

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النمسا تستعد لمعركة انتخابية برلمانية تجري في منتصف الشهر الجاري النمسا تستعد لمعركة انتخابية برلمانية تجري في منتصف الشهر الجاري



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen