آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

روبرت فيسك يبيّن أن لبنان يدمر نفسه بنفسه

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- روبرت فيسك يبيّن أن لبنان يدمر نفسه بنفسه

الطبيعة في لبنان
لندن ـ سليم كرم

نشر الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك، مقالة يتحدث فيها عن تدمير الطبيعة في لبنان، وما يحدث من تدمير للجبال والصخور، لاستخدامها كأسمنت في عمليات بناء الأبراج الشاهقة والأماكن السياحية. وقال "من السهل إلقاء اللوم على الأجانب، حيث التسبب في تكتلات النفط التي دمرت أراضي في غرب أفريقيا، ومطالب صندوق النقد الدولي لإفقار الدول العربية، والقوى الغربية في غزو أراضي الشرق الأوسط، ومعاناة الآلاف من المسلمين، كما أن لبنان أيضًا يلقي باللوم على الأجانب، نتيجة المآسي التي يعيشها، ودائمًا إسرائيل أو السوريين أو الأميركيين أو الأمم المتحدة هم الجناة، وبالفعل كل هؤلاء تسببوا في معاناة لبنان، ولكن الكثير من اللبنانيين لا يزالوا يشيرون إلى أن حربهم الأهلية تعد سببًا في معانتهم.".

وأضاف "تعد لبنان هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط وكذلك الدول العربية، المسؤولة عن تدمير تراثها وأرضها وجبالها، حيث النهب الجماعي للصخور والرمال، لبناء التجمعات السكنية الشاهقة والشقق الخاصة، وانتهاك طبيعة البلاد، كل ذل يعود إلى جشع ونفاق اللبنانيين، فقط اللبنانيين وحدهم.".

وأشار الكاتب "هذا النوع من القصص يهز العالم، في ما لو حصل في أوروبا أو أميركا، وفي الواقع تمكن تسميته "إخصاء" لبنان، فقد أزالت الحفارات والجرافات قمم جبال بكاملها، وكانت حصيلتها أتربة وصخورا متهدمة وبحيرات ملوثة وملايين الأطنان من الرمال والحجارة المسخرة لتأمين الأسمنت من أجل شقق بيروت ومبانيها الشاهقة الارتفاع وفيلاتها ومدنها المسورة وفنادقها الواقعة على ساحل المتوسط!".

الفساد والأنانية والطائفية سبب ضياع لبنان:

ويرى فيسك أن الملامة هنا تقع على الطمع والفساد والفقر وأنانية الحكومة، حتى في هذه الأثناء، بينما تتقاتل الأحزاب الطائفية في لبنان على مقاعد في الحكومة الجديدة، تتمزق أمتهم، لافتًا إلى أن كل ما يلزم هو إصدار قانون، تشريع واحد فحسب لوضع حد لهذه الفوضى. وذكر بقول المؤلف الكبير جبران خليل جبران الذي كتبه من مئة سنة تقريبا "لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام، أما لبناني، فتلول تتعالى بهيبة وجلال نحو أزرقاق السماء، لبنانكم مشكلة دولية تتقاذفها الليالي، أما لبناني، فأودية هادئة سحرية تتموج في جنباتها رنات الأجراس وأغاني السواقي، لبنانكم صراع بين رجل جاء من المغرب ورجل جاء من الجنوب، أما لبناني، فصلاة مجنحة ترفرف صباحا، لبنانكم حكومات ذات رؤوس لا عداد لها، أما لبناني فجبل رهيب وديع جالس بين البحر والسهول جلوس شاعر بين الأبدية والأبدية".

وأشار الكاتب إلى أن ما تبقى من بين جبال ووديان لبنان، أثنين فقط، وتقع في شمال البلاد حول منطقة عقورا، حيث الصخور الثمينة والغابات القديمة، فقد منع قرويوا القرية خطط هدم منطقتهم، وحين قال رئيس مجلس بلديتهم، منصور وهبي، إنه ينوي تحويل المكان إلى منطقة سياحية، احتجوا ونشروا دعوات على موقع فيسبوك للاحتجاج.

اللبنانيون وحدهم يستطيعون حل مشاكلهم:

ولفت فيسك إلى رد وليد جنبلاط، الزعيم اللبناني الدرزي، على ما يحدث في بلاده، قائلًا إن الجبال ليست وحدها المعرضة للخطر، ولكن أيضًا الشواطئ الطبيعية، حيث خصخصتها وهدم المباني القديمة، ولحسن الحظ فإن جبل حرموت آمن بسبب الحرب، لأمتداده إلى مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

واختتم بقوله "ما يحدث في لبنان هو نتيجة فساد العقل والأخلاق، والتحيز للمال والعرق، فقد كانت الحرب الأهلية اللبنانية صراعًا طائفيًا، فجرها إحباط سياسي وجشع لأرض وممتلكات الآخرين "التطهير العرقي"، وهو ما حدث في البوسنة بعد بضع سنوات، وبالتالي فإن تدمير لبنان يعد ذاتيًا، ومن بعض النواحي هو استمرار لهذا الصراع الرهيب بين عامي 1975 و1990، ولكن هذه المرة دون تدخل الأجانب، لهذا السبب فقط يمكن لوم اللبنانيين على حماقتهم اليوم، واللبنانيون وحدهم يستطيعون منع المزيد من تدمير أنفسهم.".

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبرت فيسك يبيّن أن لبنان يدمر نفسه بنفسه روبرت فيسك يبيّن أن لبنان يدمر نفسه بنفسه



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 11:20 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دليلك لأفضل وأهم المطاعم في المدينة المنورة

GMT 00:00 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد والمغنية الشعبية أمينة يظهران في حفلة رأس السنة

GMT 02:25 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

حركات الجسد دليل الرجل الخبير لمعرفة مشاعر المرأة دون كلام

GMT 22:57 2019 السبت ,20 إبريل / نيسان

أحدث ديكورات غرف النوم الضيقة في 2019

GMT 11:01 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تقارير ترجح استعداد HTC لإطلاق هاتف ذكي إلى جانب Bolt

GMT 05:12 2016 الإثنين ,26 كانون الأول / ديسمبر

"تغيير مكان الشوكة" أهم أخطاء ترتيب مائدة الطعام

GMT 07:11 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

كيندال جينر أنيقة خلال حضورها "أسبوع باريس"

GMT 13:13 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أفضل أماكن الإقامة في أنتيغوا لقضاء شهر العسل

GMT 13:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إطلاق سراح نجم الأهلي السابق بعد القبض عليه

GMT 23:36 2016 الأحد ,24 إبريل / نيسان

تونس تتسلم 100 متطرف تونسي من السلطات الليبية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen