آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

خشيت من الوقوع في أيدي عصابات تجارة الأعضاء

فتاة سورية تروي خفايا تهريبها من السودان إلى مصر

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- فتاة سورية تروي خفايا تهريبها من السودان إلى مصر

السيدة لينا باج
القاهرة - محمد الشناوي

صعدت لينا باج 25 عامًا إلى الشاحنة مسرعة بعد أن عقدت الحبل حول أطفالها الثلاثة حتى لا يسقطوا أثناء رحلتها في الصحراء من السودان إلى مصر، واحتوت الشاحنة على 21 شخصًا آخرين 7 منهم أطفال، وقامت باج بالرحلة مع أطفالها هالة 10 أعوام وعبد الله 9 أعوام وعمر 4 أعوام بينما لا يزال زوجها محتجز في سورية

وأوضحت باج من مكتب مدرسة مستقبلنا في القاهرة حيث تعمل حاليا كمعلمة أن "القدوم إلى مصر من السودان كان تجربة سيئة، أعتقد أنه كان من الأفضل البقاء في سورية والتعامل مع القنابل لو كنت علمت بهذه التجربة"، وغادرت باج مسقط رأسها حمص للانضمام إلى والديها في مصر بعد أن أدركت أنه ليس هناك شيء لتبقى من أجله، وتواصل والدها مع شبكة تهريب عبر "واتس آب" ونظّم رحلتها من السودان، وليس هناك تأشيرة مطلوبة للسوريين لدخول البلاد، وتسلّط رحلتها الضوء على الطرق التي تحظى بشعبية على نحو متزايد بين السوريين الهاربين من الحرب، وتشير وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "UNHCR" إلى وجود ما يقرب من 117 ألف لاجئ سوري مسجّل في مصر إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أن العدد يصل إلى الضعف، وهناك 15,740 سوريًا سُجّل لدى المفوضية في مصر عام 2016 جاء 60% منهم من خارج السودان بشكل غير منتظم، ويستخدم هذا الطريق العديد من المهاجرين من أفريقيا من جنوب الصحراء الكبرى وخاصة الأريتيريين.

وتواعدت لين وأطفالها مع عصابة تهريب بعد الطيران من دمشق إلى العاصمة السودانية الخرطوم ومزيد من الكبار والصغار المهاجرين وسافروا إلى بورت سودان ومروا في 3 نقاط تفتيش، وذكرت لين أن "الوضع كان مخيفًا جدًا وكان المهرب يصرخ فينا وطلب منا عدم فتح الستائر من الحافلة الصغيرة بسبب الشرطة"، ووضع المهاجرون في منزل في بورت سودان وبحلول الظلام تم وضعهم في شاحنة متجهين إلى الصحراء، وتابعت لين "شعرنا بالهلع، إنه أمر خطير، كانوا يقودون بسرعة حتى أن الأطفال كان ممكن أن يقعوا، جلست وساقي بجانبي واعتقدت أنني سأسقط وإن حدث لن ينقذك أحد، وهناك سلطات أو قطاع طرق ربما يقبضون عليك، خاطرنا باحتمالية إطلاق النار علينا، وسمعنا صوت الطلقات في إحدى النقاط".

وينعدم القانون في المناطق الصحراوية في شمال السودان، ما يضطر المهاجرون إلى التعامل مع عصابات اللصوص والمسؤولين الفاسدين أيضا، وأعربت عائلة أخرى أنهم كانوا يخشون عصابات تجارة الأعضاء، وفي حين يستحيل التحقّق من ذلك إلا أن مبيعات الأعضاء في السوق السوداء تعد من السمات المشتبه فيها للاجئين والمهاجرين، واعتقلت السلطات المصرية في ديسمبر/ كانون الأول 45 شخصًا على صلة بتلك العصابات، وأكملت لين أنه "لا ينبغي أن يقوم أحد بهذه الرحلة، إنه طريق الموت"، ووصلت لين وأطفالها بعد يومين في الشاحنة إلى الحدود المصرية، مضيفة أنهم التقوا بسائق آخر من الجانب المصري، وقالت لين " كان المهرب في عجلة من أمره بسبب خوفه من الشرطة، كان يقود بجنون، كنا نهتز صعودًا وهبوطًا ونصرخ لكنه خرج لنا بعصا وأخبرنا أن نصمت".

وقضت لين نحو يوم كامل  من دون مياه، والتقت وأطفالها بسائق آخر باع لهم زجاجات المياه بسعر باهظ، حتى جاءت الشرطة إلى السائق وترك لين وأطفالها وغيرهم من اللاجئين في الصحراء وقاد السيارة ورحل، وعاد السائق بعد ساعتين ونقلت المجموعة من الصحراء إلى طريق عادي، وعندما وصلوا جنوب مصر إلى أسوان طُلب منهم أن يتفرقوا، وقضت لين وأطفالها ليلة في أحد المساجد قبل الذهاب إلى محطة القطار متجهة في رحلة لمدة 15 ساعة إلى القاهرة

وأصيبت لين بصدمة من رحلتها وظلت تتذكرها لمدة أسبوع، ويرغب ابنها عمر في نسيان الرحلة لكنه ينتفض كلما رأى شاحنة صغيرة في الشارع، ويتلقى أطفالها الدعم النفسي والاجتماعي بفضل مشروع اليونيسيف والاتحاد الأوروبي في مدرسة مستقبلنا لمساعدة الأطفال اللاجئين في التعامل مع صدمة ما بعد الحرب، واتخذت لين دورها في تعليم الأطفال السوريين الذين سعوا إلى الحصول على منزل جديد في القاهرة، وتأمل العائلة حاليا في بناء حياتها  في سلام، وتقول لين إنه "يمكنني تحمّل المزيد لأنني قوية، لقد لعبت مع أطفالي ومرحت معهم في ظل الفوضى".

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاة سورية تروي خفايا تهريبها من السودان إلى مصر فتاة سورية تروي خفايا تهريبها من السودان إلى مصر



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 03:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

بعيدا عن الأكاذيب والصفقات المضروبة !!

GMT 15:16 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

افضل 4 أنواع من الشامبو لشعر كثيف لامع وناعم

GMT 23:20 2016 السبت ,13 آب / أغسطس

فؤائد ممارسة الجنس بكثرة بين الزوجين

GMT 03:54 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

شمبانزي بالغ يختطف آخرًا عمره بضع ثواني قبل أن يلتهمه

GMT 02:01 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف عن سعادتها بنجاح "السبع بنات"

GMT 17:22 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

جوارديولا يصرح عليَّ تعلم الكثير.. وأنا هنا بسبب فلسفتي

GMT 05:50 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

شواطئ جزر سيشل قبلة العشاق في شهر عسل
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen