آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

معروف منذ اليونان القديمة وله جذور عتيقة

مسرح الدمى والعرائس اكتشاف تاريخ فني في المنطقة العربية

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- مسرح الدمى والعرائس اكتشاف تاريخ فني في المنطقة العربية

مسرح الدمى
بغداد-اليمن اليوم

يُعتبر مسرح الدمى من أقدم أشكال المسارح في العالم، فهو معروف منذ اليونان القديمة وله جذور عتيقة في العالم العربي تعود إلى العصر العباسي، وفترة حكم المماليك والعثمانيين. وتظهر دمى الطين المستخرجة من مناطق وادي السند، أن الدمى كانت معروفة في الهند منذ القرن الثاني قبل الميلاد. ويؤكّد المؤرخون أنّ العرب قد أبدعوا بشكل كبير في هذا المجال، وبالتحديد بدمية الظل والخيال، منذ زمن ابن دانيال الموصلي في مدينة الموصل في العراق.
واليوم، في زمنٍ تجذب التكنولوجيا المتطورة معظم الناس بعيداً عن هذا المسرح، نرى أن هناك أشخاصاً لا يزالون يؤمنون بقدرته على التكيف مع أي وقت. لذلك بغية الغوص في تاريخ هذا المسرح الذي عشقه أجدادنا منذ مئات السنين، قابلت "العربي الجديد" محمود الحوراني مدير "المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس"، المسجّلة في بريطانيا ولبنان، الذي أسهب في الحديث عن أصالة وأهمية توثيق هذا الفن. "مضى اليوم عشر سنوات على تأسيسنا (المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس)، التي انطلقت من العالم العربي. بدأنا من لبنان عام 2008 بمجموعة من مسرحيين ومثقفين وفنانين، من دول مختلفة مثل: لبنان وفلسطين وتونس وبريطانيا ومصر والسودان" يقول الحوراني. ويكمل الحوراني: "على الرغم من وجود مسرح دمى رائع في عالمنا العربي، لكنّنا رأينا أنه خجول وينتقل بما يشبه الوراثة من الأب إلى الابن. كما لاحظنا أنّ النمطية تسيطر عليه فضلاً عن وجود سوء فهم كبير حوله، وعدا أن الاعتقاد هو بأن مسرح الدمى فقط للأطفال. مع العلم أنّه حين انطلق في مختلف أنحاء العالم توجّه في الأساس إلى الكبار. وكان يحلّ مكان السينما والراديو والإنترنت، ويتجمّع الناس لمشاهدته في المقاهي الشعبية والساحات. هذا الفن لا يقتصر على الترفيه فحسب، وإنما يلقي الضوء على مواضيع هامّة متنوّعة ترفع مستوى الوعي حول التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويحفّز على الحوار مع الحاضرين في خضمّ البحث عن حلول". يشبّه الحوراني، مسرح الدمى بالموسيقى، ويقول إنّه لا يمكن أن نعرف من أين بدأ، لكنّه تطور في كل بلد على طريقته الخاصة، وأخذ أشكالاً معيّنة في دول مختلفة. مثلاً في إيطاليا وبراغ، أخذت شكل دمية الخيطان في البداية، أما في الشرق فكانت دمية الظل والخيال، وهي أشبه بالصور المتحركة اليوم، لكنّها تعتمد على الظل.
أمّا الهدف الأهم في الوقت الحالي لـ"المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس"، فيكمن في بدء العمل على مقترح مشروع العمل على أرشيف وبحث، لاستكشاف وتوثيق تاريخ مسرح الدمى على مرّ السنين في المنطقة العربية، أي تاريخ وحاضر هذا المسرح في بلادنا بعد تعرّضه للإهمال، وغياب أو قلّة التوثيق الملائم للفنانين والمسرحيات التي قدّموها منذ مئات السنين. وهو ما تسبّب في اختفاء ثروة من الموادّ والدمى المميزة التي شاركت في مسرحيات معروفة، ولا يزال الكثير منها مهدّداً بالتلف. ويضيف الحوراني: "نحن ندرك ضرورة الحفاظ على هذا الفن لكونه يمثّل الشاهد الأقدم على ما يمرّ به عالمنا العربي من تغييرات كبيرة. لذلك نسعى إلى تحقيق أهداف مشروعنا، ومنها إنشاء متحف متنقل لمسرح الدمى العربي، فضلاً عن إجراء بحث يغطي تاريخ مسرح الدمى في دول عربية رئيسية، ينتج عنه كتاب مطبوع ووثائقي، وندرك ضرورة العمل على حماية وترميم وحفظ قطع الدمى والعرائس المتوفرة والمعرّضة للخطر أو الإهمال".
ويلاحظ الحوراني أنّ هناك إقبالاً من قبل الكثيرين لاكتشاف وتعلّم هذا الفن. لذلك يقول إنّ "المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس"، توفّر فرصاً لتعليم الآخرين. ويتابع: "أنشأنا بالفعل ما يشبه مدرسة متنقلة في العالم العربي، بعنوان "إقامة فنية" شملت دورات تعليمية مكثّفة عن مسرح الدمى في لبنان ومصر وتونس وأبوظبي والدوحة ومسقط والأردن. وعلى صعيد التعاون مع قطاع التربية والتعليم قدّمنا عروضاً في المدارس، وقابلنا ما يقارب الثلاثين ألف طفل في غضون عام واحد، من المرحلتين الابتدائية والثانوية، بحسب إحصاءات مكتب اليونيسف. وتطرّقت المسرحيات إلى مواضيع مختلفة منها التشجيع على القراءة ونبذ العنف والتنمر. كما قدّمنا أيضاً في جنوب لبنان وفي العراق وفي نيجيريا مؤخراً أعمالاً مسرحية تناقش مخاطر الألغام".
يضيف الحوراني أنّ المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس، كانت السباقة في تعليم سينمائيين عرب بالتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام، على كيفية استخدام دمى الظل والخيال في السينما باحترافية. ولاقت هذه الورشة ترحيباً وإقبالاً من قبل السينمائيين لوجود أوجه شبه كثيرة في مسرح الظل والخيال مع عالم السينما، وهو ما أكّده يوسف شاهين المخرج المصري القديم حين قال: "إنّ مسرح دمى الظل والخيال هو أصل السينما من دون شك".

إقرأ أيضا:

فريق طلابي بحريني يوظف مسرح الدمى الورقية في التعلم
ويختم الحوراني قائلاً: "نحن في هذه المؤسسة نفتخر بوجود أسماء كثيرة اليوم درست في مؤسستنا وتخرجت فيها، ساهمنا بتدريبها وتشجيعها، مثل الفنان حسام عابد من الأردن/ فلسطين، الذي أسّس شركته الخاصة بعنوان "مسرح دفا"، إذْ تعمل بين الأردن وبراغ. ومن تونس الفنان إلياس العبيدي، ومكادي نحاس من الأردن. ولا نغفل فرقة "إيد وحدة" في لبنان، التي تعلّم عدد من أعضائها في مسرحنا في بيروت. فضلاً عن الكثير من الطلاب الآخرين، من الجزائر وموريتانيا والمغرب وفلسطين، وصولاً إلى اليمن ومسقط ممّن أبدعوا بعد تخرجهم في مؤسستنا".

قد يهمك أيضا:

المهرجان القومي للمسرح في مصر يُكرم الراحل فاروق الفيشاوي في نسخته الـ12

ميادة الحناوي تكشف سبب سقوطها على المسرح في تونس

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرح الدمى والعرائس اكتشاف تاريخ فني في المنطقة العربية مسرح الدمى والعرائس اكتشاف تاريخ فني في المنطقة العربية



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen