تونس - اليمن اليوم
في مهرجان للعيون.. ازدحمت فيه الألوان وتضمخت بذاكرة أنامل مبدعة، عاش شارع العاصمة الرئيسي، الأحد، على وقع حدث "الخرجة التونسية"، الذي يمثل مناسبة سنوية لعرض نماذج راقية مبهرة من إبداعات اللباس التقليدي التونسي، في تظاهرة تحتفل بالجمال وترفع لواءالوفاء لأصالة شعب وتاريخ وطن...
في هذا المهرجان، تهادى فتيان وفتيات، انطلاقا من أمام مبنى "السرايا"، عبر نهج جامع الزيتونة وباب بحر، وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة، وهم يتوشحون نماذج من إبداعات اللباس التقليدي الوطني، ك"الملية" والقفطان والحولي الطرابلسي الأحمر المخدد (بني خداش) وحولي "جعاب" من قابس والعصابة المعقودة والسفساري و"سروال البركال الابيض" و"الصدريات ذات المخامل، و"الكدرون" و"الحايك" و"الطريون"و"العكري" و"الفوطة والبلوزة" والجبة..
وأمام نصب ابن خلدون، تجمعت الألوان الناصعة والفاقعة والألبسة المطرزة والحلي اللامعة، في هذه التظاهرة التي أدركت هذا العام دورتها الرابعة، وسط حضور مكثف لأطفال وشباب وشيوخ توافدوا لتحية علم البلاد إلى جانب رجال الأمن والجيش الوطنيين على وقع أنغام فرقة موسيقية، وهتافات الحاضرين "تحيا تونس".
فقد أضحى شارع بورقيبة، اليوم الأحد، فضاء متحركا أثثته مجموعات موسيقية متنوعة من بينها "فرقة النساء" و"فرقة السلامية" و"فرقة الستنبالي"، وبرزت فيه للعيان تشكيلة من السيارات التاريخية التي اصطفت أمام المسرح البلدي، في مشهدية جمالية امتلكت الفضاء عادت بذاكرة الحضور إلى التقاليد العريقة، وفي احتفالية تعالت فيها أصوات مبدعة تغنت بقدسية الوطن وعشق الحرية والانتصار للحياة.
والي تونس، عمر منصور، الذي حضر الحدث بجبة مطرزة، قال في تصريح لموفدة "وات"، إن الوقت حان "لإحياء تاريخ تونس المجيد بكل أشكاله، ولتعريف شبابنا وأطفالنا بحضارتنا العريقة وإبداعات أجدادنا حتى يحافظوا عليها".
وغير بعيد عن السيارات التاريخية، تجلت ألوان الاحتفاء بخرجة تونس أيضا عبر نصب معرض للصناعات التقليدية تضمن ألبسة وحليا وعطورات وأكلات تونسية، على غرار "المحمص و"البسيسة" والكسكسي والهريسة ...
ودعا رئيس "جمعية تراثنا"، زين العابدين بلحارث، بالمناسبة، رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، وكل أعضاء الحكومة وجميع المنظمات والمؤسسات والفنانين والرياضيين، إلى الظهور خلال الأعياد الوطنية والمحافل الرسمية في تونس وخارجها باللباس التقليدي.
وقال لموفدة "وات"، "إن الهدف من هذه الخرجة، هو تشجيع جميع المواطنين على العودة للأصالة والهوية التونسية، واقتناء اللباس التقليدي"، مبرزا أن تونس بلد له حضارته وخصوصيته وثقافته، ولابد من التمسك بها".
وذكر أن الدورة الرابعة للخرجة التونسية، التي انطلقت من "السرايا"، نبض المدينة العتيقة، مرورا بنهج جامع الزيتونة، بما يحمله من رمزية الاعتدال والوسطية، ثم باب بحر، وصولا الى نصب العلامة ابن خلدون، تتنزل في إطار التشبث بالتراث والأصالة، والتأكيد على عراقة حضارة تونس وحضارة شعبها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر