آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تضخم الديون العائلية في تونس يحدث تغييرا في التركيبة الاجتماعية

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- تضخم الديون العائلية في تونس يحدث تغييرا في التركيبة الاجتماعية

تضخم الديون للعائلات التونسية
تونس - اليمن اليوم

يؤشر تضخم منظومة الديون بالنسبة للعائلات التونسية على تحولات كبيرة في البنية الاجتماعية، كما يدل على بداية تآكل الطبقة المتوسطة التي تراجعت إمكانياتها نتيجة التضخم الاقتصادي واستمرار غلاء الأسعار.

ويؤكد خبراء أن تضاعف المتطلبات الحياتية نتيجة جمود الأجور وضعف زيادة الرواتب في مقابل تصاعد الأسعار جعل المواطن التونسي في ارتهان دائم للمنظومة البنكية نتيجة لجوئه إلى القروض القصيرة والسحب من الرصيد الخالي بتواتر شهري تقريبا. ويرى مراد الحطاب الخبير التونسي في المخاطر المالية، في تصريحات لـ”العرب”، أن قيمة ديون التونسيين للبنوك تقدر بحوالي 20 مليون دينار (حوالي 8 ملايين دولار). وأشار إلى أن هذا الرقم يشمل التونسيين المدمجين في الجهاز المالي ولديهم معاملات بنكية مسجلة، والذين لا تتجاوز نسبتهم 30 بالمئة فقط.

وأكد الحطاب أنه إلى جانب المديونية الضخمة فإن التعاملات المالية التي تتيحها البنوك للسحب من الأرصدة الخالية لفائدة زبائنها بلغت 5.23 مليار دينار (2.1 مليار دولار) خلال العام 2016، وهو ما يشير إلى تحولات جديدة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي. ويمثل القرض السكني وتمويل شراء سيارة عائلية وقروض الاستهلاك حوالي 70 بالمئة من إجمالي الديون البنكية للأفراد، فيما تشمل النسبة المتبقية أنماطا مستجدة من المعاملات المالية.

مراد الحطاب: التونسيون يلجأون إلى الديون بسبب الفارق بين إيراداتهم ونفقاتهم

وخلال السنوات الماضية ظهرت أنماط جديدة من القروض البنكية التي يلجأ إليها الأفراد وأرباب الأسر لتغطية نفقات مناسبات سنوية معينة من بينها العودة المدرسية أو الأعياد وشهر رمضان، والتي تحولت إلى “عرف اقتصادي” متداول. ولفت الحطاب إلى إشكالية غياب التوازن بين إيرادات التونسيين وحجم ديونهم المتزايدة، معتبرا أن هذا الاندفاع نحو التداين لا يعكس نمطا استهلاكيا محفزا للإنتاج.

وقال إن أكثر من 900 ألف عائلة تونسية ترزح تحت خط الفقر، وهو ما يعادل 30 بالمئة من إجمالي التركيبة السكانية، فضلا عن نسب بطالة مرتفعة وتشغيل هش تقارب 40 بالمئة. ويرى الحطاب أن الأرقام التي تحدث عنها لا يمكن على ضوئها تصنيف المجتمع التونسي مجتمعا استهلاكيا أو راغبا في حياة مرفهة. وقال “التونسي أصبح يلجأ إلى الدين لسد فجوة أحدثها الفارق بين الرواتب والضرورات المعيشية”.

وتطرح الزيادات التي وظفتها الحكومة التونسية مؤخرا في تسعيرة خدمات ومواد استهلاكية، من بينها الكهرباء والمحروقات، مخاوف من اتساع حجم الديون بحسب المراقبين في ظل توجه الدولة إلى مراجعة منظومة الدعم. وأكد مسؤولون تونسيون كبار في تصريحات صحافية سابقة أن الحكومة تبحث عن حلول جديدة لمراجعة سياسة الدعم بهدف جعلها في خدمة الفئات محدودة الدخل ممن ليست لهم القدرة على مواجهة المصاريف الأسرية المتفاقمة.

وتعمل المصالح الحكومية على قاعدة بيانات جديدة بخصوص الأوضاع الاجتماعية للتونسيين لتأمين برامج وإجراءات لصالح العائلات الفقيرة. ونبه الحطاب إلى أن كتلة الديون البنكية تمثل نسبة 25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة يمكن أن تشهد تضخما سريعا إذا ما تخلت الحكومة عن وظائفها الاجتماعية في ظل غياب منهجيات واضحة للتخطيط وعدم التناسب بين الحجم الديمغرافي والناتج الوطني.

وأنتجت الأوضاع الاقتصادية الصعبة بنية اجتماعية غير قادرة على خلق الثروة.وتطرح فرضية زيادة الديون البنكية أكثر مخاوف جدية من ارتفاع نسبة الفقر نتيجة تراجع مستوى الطبقة الوسطى وتضخم مستويات القروض غير المستخلصة من قبل العائلات والأفراد. وتقدر جملة الديون البنكية غير المسددة بحوالي 838 مليون دينار (حوالي 400 مليون دولار) سنة 2016 وتمثل القروض الفردية للأشخاص نسبة هامة منها.

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تضخم الديون العائلية في تونس يحدث تغييرا في التركيبة الاجتماعية تضخم الديون العائلية في تونس يحدث تغييرا في التركيبة الاجتماعية



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 11:28 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى النكبة

GMT 20:55 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب أوراوا الياباني يكشف صعوبة هزيمة الهلال

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:27 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

ممارسة الرياضة تمنع التقدم في العمر

GMT 11:38 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ديل تسوق لحاسبها الشخصي من فئة الكل في واحد

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen