النازحين اليمنيين

من جحيم المعارك إلى معاناة النزوح، ضريبة يدفع ثمنها باهظا من فروا من ويلات الحرب تاركين قراهم وديارهم ليصطدموا بحياة قاسية وبلا مأوى ولا مأكل ولا خدمة صحية.

ويمثل نازحو محافظتي الحديدة وتعز 71% من إجمالي النازحين اليمنيين الفارين من التصاعد العسكري في الساحل الغربي للبلاد، حيث أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وغادر 600 ألف أسرة في اتجاه مناطق آمنة من محافظة الحديدة وإلى صنعاء مع منتصف عام 2018، وحول طبيعة نزوح اليمنيين فإن 60% تقريبا يلجأون إلى منازل أقربائهم، أما المخيمات فيقصدها الذين لا تتوفر لديهم بدائل أخرى.

الطفلة أريج مثال على تفاقم المعاناة والمرض  الذي ينهش في أجساد النازحين في مخيم الرباط بمحافظة لحج، حيث تشهد أسرتها موت طفلتهم بالبطيء وهم مكتوفي الأيدي.

وبحسب فوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن معاناة النازحين تتزايد مع فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة خاصة في مناطق الإيواء المفتوحة والتجمعات غير الرسمية الممتلئة بالقمامة التي تتسبب في الأمراض للأطفال ذوي الأجساد الواهنة، وبحسب تقرير لمجلس الشباب العالمي في اليمن يعيش 85% من النازحين في مخيمات أنشئت ذاتيا، بينما يعيش بقية النازحين في مجتمعات مضيفة أو في العراء، حيث يشكل الشباب نسبة كبيرة من سكان المخيمات، بينما تشكل النساء والفتيات 49% من النازحين.

 ويعد الهرب من الصراع والجماعات المسلحة في صدارة أسباب النزوح الداخلي، ويأتي بعدها التهديد الأمني لأسباب أخرى، فيما تتذيل الظروف الاقتصادية القائمة.

 وفي حين يشهد اليمن بحسب إحصاءات الصحة العالمية أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم يتدهور الوضع عاما بعد عام، فبنهاية عام 2018 وبزيادة 10% عن العام السابق يعيش نحو 24 مليون يمني، أي 80 من إجمالي عدد السكان في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.