مارتن غريفيث

اتخذت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يوم الجمعة خطوات لاغتنام الفرصة لتخفيف حدة الأزمة في اليمن الذي مزقته الحرب، حيث حذر المسؤولون عن عمليات الإغاثة من أن هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به لتجنب مجاعة تلوح في الأفق.
 
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة إن الأطراف اليمنية المتناحرة قدمت “تأكيدات قوية” بالمشاركة في مباحثات السلام في السويد.
 
وأضاف غريفيث: “أعتقد أنها (المفاوضات) ستكون حقيقة” مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى صنعاء الأسبوع المقبل للقاء القادة ووضع أرضية عمل للمباحثات التي قال إنها ستجرى في غضون وقت قصير.
 
وقال إنه سيكون سعيدا لمرافقة الوفد الحوثي للمشاورات إذا ما اقتضت الضرورة. وفي أيلول/سبتمبر، انهارت محاولة لتنظيم مشاورات برعاية الأمم المتحدة في جنيف بين الحكومة اليمنية والمتمردين.
 
ومن ناحية أخرى قالت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة كارين بيرس يوم الجمعة إن بلادها ستتقدم بمشروع قرار بشأن اليمن إلى مجلس الأمن يوم الاثنين المقبل.
 
وقالت السفيرة البريطانية لمجلس الأمن إن هناك “بارقة أمل” لتحقيق تقدم على صعيد حل ما تصفه الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية من صنع البشر في العالم.
 
وأضافت بيرس إن “ما تسبب فيه الرجال، يستطيع الرجال حله”. ويكرر نص المشروع خمس دعوات كان قد أعلنها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك بوقف الأعمال العدائية حول مناطق عمليات المساعدة والبنية التحتية وتسهيل عمليات إيصال المواد الغذائية وضخ سيولة نقدية في الاقتصاد اليمني وزيادة التمويل لعمليات الإغاثة ودعوة كل الأطراف المتناحرة للعمل مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث.
 
وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن خطط الأسبوع الماضي لتفادي المجاعة التي تلوح في الأفق بزيادة توزيعه الغذائي على 14 مليون شخص بدلا من 8 ملايين .
 
وإلى جانب الصراع الدائر في اليمن، يعاني المدنيون من انهيار العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وفقدان سبل عيشهم، حسبما قال ديفيد بيسلي رئيس برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة.
 
وحذر بيسلي من أن الاقتصاد المنهار يشكل تهديدًا كبيرًا مثل الحرب المستمرة. وقال إن المجاعة قد تضرب اليمن في غضون ستة أشهر إذا ظلت الظروف كما هي الآن حيث يقترب ملايين الأشخاص من شفا المجاعة.
 
وأكد بيسلي: “ما تسببت فيه الحرب في غضون سنوات قليلة، سيتسبب فيه الانهيار الاقتصادي في غضون بضعة أشهر”.
 
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، انتقل نحو 6ر3 مليون شخص من التمتع بالأمن الغذائي إلى انعدام الأمن الغذائي، وانخفضت قيمة الريال اليمني بنسبة 45 في المئة، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.
 
ووصف بيسلي ولوكوك، مسارا مزدوجا يجمع بين المساعدات الإنسانية وضخ 200 مليون دولار شهريًا لدعم الاقتصاد.
 
وقال لوكوك للمجلس، إن إيداع 200 مليون دولار من السعودية في البنك المركزي اليمني في تشرين الأول/أكتوبر ساعد على تخفيف حدة تراجع سعر صرف العملة اليمنية.
 
ويعاني اليمن، أحد أفقر الدول في العالم العربي، من صراع على السلطة بين الحكومة التي تدعمها السعودية والمتمردين الحوثيين الذين تساندهم إيران منذ نهاية عام 2014