الكرواتي نيكو كوفاتش

واصل فريقا بايرن ميونيخ ولايبزيغ استعدادتهما للمباراة النهاية لكأس ألمانيا لكرة القدم، حيث يسعى الأول إلى تحقيق الثنائية المحلية، في حين يتطلع الثاني للفوز بأول لقب في تاريخه.

وحصل لاعبو بايرن ميونيخ على يومين راحة بعدما تمكنوا من تحقيق اللقب السابع على التوالي في بطولة الدوري الألماني (بوندسليغا)، السبت الماضي، بفارق نقطتين عن بوروسيا دورتموند قبل معاودة التدريب استعداداً لمباراة الكأس التي ربما تكون مصيرية لمدربه نيكو كوفاتش. أما لايبزيغ، فسيخوض نهائي الكأس رالف رانجنيك الذي يأمل في الفوز باللقب قبل العودة والتركيز على منصبه كمدير كرة مرة أخرى حيث ستتحول الإدارة الفنية إلى جوليان ناغيلسمان القادم من هوفنهايم استعداداً للموسم المقبل. وقال لاعب خط وسط لايبزيغ اميل فورسبيرغ: «تطور اللاعبون وأصبحنا أفضل وأفضل، نتطلع حقاً إلى نهائي الكأس».

وما زال مصير الكرواتي كوفاتش، أكبر علامة استفهام في البايرن، حيث لم يحسم المسؤولون رسمياً بقاءه من عدمه مع الفريق الموسم المقبل.

وذكرت صحيفة «كيكر» الألمانية أن الدلائل تشير إلى أن كوفاتش، المدعوم بشدة من جماهير الفريق بعد الفوز 5 - 1 على إينتراخت فرانكفورت السبت الماضي في الجولة الأخيرة من البوندسليغا، لن تتم إقالته إذا فاز بالكأس.

وكان حسن صالح حميدزيتش، مدير الكرة لبايرن ميونيخ، أكد أن القرار النهائي في بقاء كوفاتش من عدمه لن يتم اتخاذه إلا بعد نهائي الكأس وقال: «في البداية، سنحاول الفوز باللقب التالي في برلين لنختتم الموسم بطريقة ناجحة».

ويبدو أن أولي هونيس رئيس النادي وكارل هاينز رومينغه الرئيس التنفيذي، سيواجهان وقتاً عصيباً من أجل توضيح أسباب إهمال كوفاتش إذا تمكن الفريق من الفوز بالثنائية المحلية، رغم خيبة الأمل على المستوى الأوروبي بعد الخروج أمام ليفربول في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا.

وقال هونيس قبل مواجهة لايبزيغ إنه يتعين على الفريق الحذر من التراخي مثلما حدث العام الماضي. ومن شأن تحقيق الانتصار على الملعب الأولمبي في برلين أن يتوج الفريق بالثنائية المحلية للمرة الثانية عشرة، بعدما ضاعت الفرصة الموسم الماضي بعد الخسارة أمام آينتراخت فرانكفورت 1 - 3 في نهائي الكأس.

وقال هونيس: «قدمنا أداءً سيئاً أمام آينتراخت. لم يتبق لدينا الكثير من الطاقة. يجب أن نؤدي بشكل مختلف هذه المرة».

ويرغب كوفاتش، في الوفاء بمطالب الرئيس، وأيضاً مطالبه الشخصية حتى ولو لم يجد الدعم من مسؤولي النادي ليقود الفريق الموسم المقبل.

وقال كوفاتش: «سنعمل بتركيز كامل في نهائي الكأس». وبعد راحة يومين عقب التتويج بلقب الدوري عاد الفريق إلى التدريبات في سرية تامة ومن دون جمهور.

وقال كوفاتش، الذي كان مدرباً لفرانكفورت عندما فاز بلقب الكأس على حساب بايرن ميونيخ: «نريد الثنائية ولكنها ستكون مهمة صعبة. لا يمكن الاستهانة بأي فريق».

ويخشى هونيس من فقدان التركيز، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على مدافع الفريق ماتس هوميلز، الذي يعتقد أن الموقف لا يقارن بما جرى العام الماضي.

وكان بايرن ميونيخ خسر مباراة الدور قبل النهائي في دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد ولكنه استعاد توازنه سريعاً بالفوز في كولون، وقدم تحذيراً بالفوز 4 - 1 على فريق شتوتغارت لينهي منافسات الدوري.

وقال حسن صالح حميدزيتش المدير الرياضي: «واجهنا موقفاً صعباً العام الماضي بسبب الخروج المؤلم للغاية من دوري أبطال أوروبا. والذي كان موعده قريباً للغاية من نهائي كأس ألمانيا».
هذه المرة، لم يخسر بايرن ميونيخ منذ فترة طويلة، ويعلق حميدزيتش: «الآن سنحمل هذه الإيجابيات إلى برلين. لدينا شيء
لإصلاحه. لا أريد أن أعود من برلين حزيناً مرة أخرى».

ولا يتوقع كوفاتش صعوبة كبيرة في الحفاظ على القوة الدافعة لأسبوع آخر. وقال عن الصراع بين اللاعبين على المشاركة كأساسيين في المباراة: «الكل يريد أن يكون موجوداً في نهائي الكأس».

ويعتزم الحارس مانويل نوير، الذي غاب عن آخر ستة أسابيع، بسبب إصابة في ربلة الساق (السمانة)، قيادة الفريق.

وقال نوير: «أعتقد أنني سأكون جاهزاً لحراسة مرمى الفريق مرة أخرى أمام لايبزيغ إذا سار كل شيء على نحو طيب هذا الأسبوع. حصدنا لقب الدوري والآن نريد أن نحصد لقب الكأس».

وستكون مباراة نهائي الكأس أيضاً ربما فاصلة في مسيرة تيمو فيرنر مهاجم لايبزيغ الذي يتردد أنه في الطريق للانضمام إلى البايرن الموسم المقبل. والتزم فيرنر (23 عاماً)، الصمت بشأن ما سيحدث عقب نهاية الموسم، ولكن المؤكد أن عقده مع لايبزيغ يتبقى فيه عام واحد ولم يفلح النادي في إقناع اللاعب بتمديده.

لذلك، وحتى لا يخسره الفريق دون مقابل في 2020. توقع رالف رانجنيك رحيل اللاعب هذا الصيف على أمل الحصول على أفضل مقابل مالي من بيعه. وإذا لم يفلح لايبزبغ في التوصل إلى عرض مغرٍ ربما يقرر رانجنيك الإبقاء على فيرنر الموسم المقبل حتى «وإن كان هذا ليس السيناريو المفضل».

ويمكن دائماً إيجاد المساحة لهداف مثل فيرنر، حيث تحقق أهدافه عائداً مادياً واضحاً، فالوصول لدوري أبطال أوروبا يضمن أرباحاً تقارب الـ30 مليون يورو الموسم المقبل.

وأرجا رانجنيك، الذي يعمل حالياً في منصبين بالنادي، بسعادة موعد القرار النهائي إلى ما بعد المباراة النهائية للكأس. ولكن، في لحظة ما، عليه أن يتخذ القرار.

وقال رانجنيك (60 عاماً): «بالفعل بدأنا نبحث عن بديل يمكنه أن يضمن لنا تسجيل من 15 إلى 20 هدفاً في حال رحيل فيرنر بشكل فعلي». وسجل فيرنر 16 هدفاً في مباريات الدوري هذا الموسم، و50 هدفاً في 93 مباراة شارك فيها مع لايبزيغ.
وقال فيرنر نهاية العام الماضي: «إذا كنت تلعب مع لايبزيغ وتريد البقاء في ألمانيا فهناك نادٍ واحد يمكن أن ترحل إليه».

ولا يتطلب الأمر تحقيقاً لكشف النقاب عما يقصده فيرنر. وذكرت وسائل الإعلام أن وكيل فيرنر، كارل - هاينز فويرستير، توصل لاتفاق منذ وقت طويل مع بايرن ميونيخ، لكن رانجنيك أصر على أن اللاعب لم يتلق عروضاً من أي نادٍ، سواء كان بايرن ميونيخ أو غيره. وقال رانجنيك لصحيفة «بيلد» الألمانية: «إذا كان بايرن على يقين تام برغبته في فيرنر فعلاً، كان من المفترض أن يتقدم النادي بطلب رسمي من خلالنا. أي شيء آخر سيكون غير نموذجي لبايرن، الذي لديه تواصل جيد أيضاً».

وأنفق بايرن ميونيخ أكثر من 100 مليون دولار على لاعبين اثنين فقط في الانتقالات استعداداً للموسم الجديد، وهما المدافعان الحاصلان على كأس العالم مع فرنسا، لكوا هيرنانديز من أتليتكو مدريد، وبنيامين بافارد من شتوتغارت.