شركة أمازون

لا تتواجد في الوقت الحالي شركة تجسد القلق والآمال حول الأتمتة أفضل من شركة أمازون، ويلقي الكثير من الناس اللوم عليها فيما يخص تدميرها لوظائف التجزئة التقليدية من خلال إغراء الناس للتسوق عبر الإنترنت، وفي الوقت نفسه، فقد عملت الشركة على تحويل ذلك النمو نحو توظيف المزيد من الآلات، مع حاجتها إلى عمال للمستودع لتلبية طلبات العملاء.

وتعتبر قوة العمل العالمية لدى الشركة أكبر بثلاث مرات من «مايكروسوفت» و18 مرة أكبر من «فيسبوك»، وصرحت «امازون» أخيراً، أنها سوف تفتتح مقرها الثاني في أميركا الشمالية مع ما يصل إلى 50 ألف وظيفة جديدة، وتعتبر المعادلة معقدة أكثر من ذلك، حيث إن أمازون لا تزال في طليعة الشركات المتجهة نحو الأتمتة وتحاول بشكل مستمر إيجاد طرق جديدة للروبوتات لتنفيذ العمل بدلاً من الموظفين.

وقد بدأت الشركة في عام 2014 بتوفير الروبوتات لمستودعاتها باستعمال آلات طورت بشكل أساسي من قبل «كيفا سيستمز» Kiva Systems، وهي الشركة التي استحوذت عليها أمازون قبل عامين مقابل 775 مليون دولار وأعادت تسميتها إلى «روبوتات أمازون»، حيث تمتلك الشركة حالياً أكثر من 100 ألف روبوت ضمن العمل في جميع أنحاء العالم، ولديها خطط لإضافة أكثر من ذلك العدد.

وتساعد الروبوتات على جعل العمل في المستودعات أقل من ناحية المشاكل والضرائب الجسدية، كما أنها تعمل في الوقت نفسه على تحقيق المكاسب المتعلقة بالكفاءة التي تسمح للعميل بطلب خيط الأسنان بعد الإفطار والحصول عليه قبل وقت العشاء، وقال مارتن فورد مؤلف كتاب «صعود الروبوتات» أنه من المؤكد أن أمازون لن تكون قادرة على العمل ضمن تلك التكاليف التي تقدمها للعملاء دون هذه الأتمتة، وأن المستهلكين قد لا يحصلون على شحناتهم قبل مرور يومين دون الاستعانة بتلك الروبوتات.

وتتعاون الآلات والعنصر البشري على العمل بشكل يومي على أرض مخازن أمازون في أماكن مختلفة مثل فلورنسا ونيو جيرسي وكينت، حيث يمكن لتلك الروبوتات العمل مع تلك الرفوف العامودية المحملة بالبضائع التي تزن ما يصل إلى 3000 باوند، وتتحرك مئات منها بشكل مستقل ضمن منطقة العمل الكبيرة وتعمل بتناغم ومن دون اصطدام، بينما يتواجد على حافة تلك المنطقة مجموعة من العمال البشريين.

وقال ديف كلارك الرئيس التنفيذي المسؤول عن العمليات: إن الشركة أرادت أن تقوم الآلات بأداء المهام الأكثر رتابة، الأمر الذي يسمح للعنصر البشري القيام بوظائف تحتاج مجهوداً عقلياً، مثل متابعة أمور جديدة وفحص الأشياء ما يجعلهم يتعاملون مع عقولهم بطريقة مهمة.

وأوضحت الشركة انه لم يتم تسريح أي شخص عند تثبيت تلك الروبوتات، بل أوجدت أمازون للعمال مهام جديدة تتناسب مع إمكانياتهم، إلا أن السؤال الذي يدور في أذهان الكثيرين حالياً هو ما الذي سوف يحدث عندما تصل الأجيال الجديدة من الروبوتات.