مرض الإنفلونزا

تفشى مرض الإنفلونزا هذا الشتاء في أكثر من بلد حول العالم، حيث نفدت المستشفيات من الأسرة بسبب كثرة احتجاز الأسرة، والتي استقبلت أكثر من 4000 ضحية كل يوم. وأدى المرض إلى وفاة 215 شخصًا في المملكة المتحدة منذ أكتوبر الماضي، وتفشى المرض بشكل كامل في أكثر من بلد في غضون 6 أشهر فقط، وكانت ذروته في يناير الماضي حيث أصيب 8.9 مليون شخص بالإنفلونزا القاتلة وفقًا لـ"the mirror".

وقال الباحثون في هذا المجال أن المرض إذا تفشى فقد يصيب أكثر من 33 مليون شخص ليصبح بذلك وباء، مشابه لذلك الذي حدث القرن الماضي بسبب الإنفلونزا الإسبانية التي اجتاحت العالم في عام 1918 وقتلت أكثر من 100 مليون شخص.

وأدى تفشي المرض في القرن الماضي إلى مقتل خمسة أضعاف عدد الأرواح في الحرب العالمية الأولى، وانتشرت الإنفلونزا الإسبانية بسرعة كبيرة حيث قتلت عددًا أكبر من الأشخاص في 24 أسبوعًا مقارنة بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز خلال الـ 24 عامًا الماضية.

ولكن على عكس الموت الأسود بسبب "الكوليرا -الإنفلونزا الإسبانية" وفيروس نقص المناعة البشرية، فإن العالم أمام مرض قد يتسبب في موت الملايين وبسرعة كبيرة، ويحذر أحد أبرز خبراء الإنفلونزا في العالم من أن تفشي الوباء العالمي يمكن أن يبدأ "غدًا" ويقتل 33 مليون شخص في غضون 200 يوم فقط.

وكتب جوناثان كويك رئيس مجلس الصحة العالمي قائد مشروع لمنظمة الصحة العالمية، كتابًا جديدًا بعنوان "إنهاء الأوبئة: التهديد الذي يلوح في الأفق على الإنسانية وكيفية إيقافه"، وقال أن "مع تعطّل الإمدادات من الغذاء والأدوية وعدم وجود ما يكفي من الناجين لتشغيل الكمبيوتر أو أنظمة الطاقة، فإن الاقتصاد العالمي سينهار.. ويمكن أن تؤدي المجاعة إلى دمار أجزاء من العالم..نحن معرضون إلى الخطر كما كان العالم منذ مائة عام".

وفي حين أن الخبراء يتفقون على أن الإنفلونزا الإسبانية هي أكثر الأمراض فتكًا في التاريخ إلا أن هناك نظريات متضاربة حول الكيفية التي بدأت بها، ويعتقد البعض أن مصدرها هو الصين لكن الأكثر قبولًا هو أنها بدأت في أمريكا وانتشرت من الطيور إلى الخنازي ثم البشر مثل وباء إنفلونزا الخنازير الذي اجتاح العالم في عام 2009.