كيف تحمين طفلكِ من الاضطرابات الغذائية؟

يعتمد الكثيرون فى ثقافتنا الحالية على أطعمة غير صحية ، كما أننا لا نمارس الرياضة بشكل كافٍ. وبالتالى فإن الأطفال بصفة خاصة عندما يمزجون فى الوقت الحالى الأطعمة غير الصحية مع عدم ممارسة الرياضة فإنهم قد يصابون بمجموعة مختلفة من الاضطرابات الغذائية. تمثل الاضطرابات الغذائية أو اضطرابات الطعام خطرا كبيرا على صحة الطفل مع اعتبار أن الأهل يمكنهم أن يفعلوا الكثير لمقاومة هذا الأمر، ولكن عليهم أن يبدأوا مبكرا. يلعب الأهل ـ وخاصة الأم ـ دورا كبيرا وأساسيا فى حماية الطفل من اضطرابات الطعام، وخاصة فى الطفولة المبكرة، وذلك يكون من خلال تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة وتناول طعام صحى والعمل على رفع ثقة الطفل بنفسه لمواجهة ضغوطات المجتمع والإعلام. إذا شعرت بالأم بالشك أن طفلها مصاب باضطراب غذائى، فعليها أن تحاول تشخيص الأمر مبكرا. وهناك العديد من العوامل التى قد تجعل الطفل يصاب باضطراب غذائى، ومن ضمن تلك العوامل عنصر الوراثة وأيضا تحديد كمية الطعام التى يتناولها الطفل.
إن الأم أحيانا عندما ترى أن طفلها أو طفلتها قد اكتسبا الوزن فإنها تبدأ فى الشعور بالقلق من أن الطفل أو الطفلة سيواجهان دائما مشاكل متعلقة بالوزن كما أن الطفل سيشعر بهذا القلق والخوف مما يجعله يشعر أنه يعانى من خطب ما. وفى مثل تلك الحالة السابق ذكرها على الأم أن تستغل الوضع لزيادة ثقة الطفل بنفسه وجعله لا يشعر بالحرج من وزنه. يجب أن تخبرى طفلكِ بما يفعله الإعلام أحيانا بوسائله المختلفة من ترويج لأوزان غير طبيعية على أنها تمثل الوزن أو الجسم المثالى. يجب أن يرى طفلكِ أنكِ تتبعين نظاما غذائيا صحيا، فإذا رأى طفلكِ مثلا أنكِ تتناولين المشروبات الغازية فسيفعل مثلكِ وإذا رأى أنكِ تتناولين وجبات صحية فسيفعل أيضا مثلكِ.
لا تتحدثى أمام طفلكِ عن الريجيم والأنظمة الغذائية القاسية ومن الأفضل أن تتحدثى أمام طفلكِ عن تناول الطعام الصحى وممارسة الرياضة وجعل الرياضة جزءا من الروتين اليومى فى الحياة. إن الأنظمة الغذائية القاسية ستجعل الطفل يشعر بالحرمان، وهى تغير أيضا من كيمياء الجسم. يجب أن تعلمى طفلكِ ليس فقط كيف يخسر الوزن الزائد ولكن أيضا كيف لا يستعيد الوزن الذى خسره. إذا لاحظتِ كأم أن طفلتكِ قد اكتسبت بعض الوزن الزائد، فلا يجب أن تلفتى نظرها لهذا الأمر بطريقة مبالغ بها، ومن الأفضل فى تلك الحالة أن يمارس طفلكِ الرياضة وأن تقومى بتقليل محتوى السكر والدهون فى طعام طفلتكِ.
يحتاج الطفل لممارسة الرياضة بصفة منتظمة، مع الوضع فى الاعتبار أن البنات بصفة خاصة عندما يمارسن الرياضة تكون نظرتهن لأجسامهن إيجابية. واعلمى أن طفلكِ عندما يجد الرياضة التى يحبها منذ الصغر فإنها ستستمر معه فى المستقبل. قولى لطفلكِ إن المرء يمارس الرياضة ليس فقط لخسارة الوزن ولكن ليحافظ على صحته بصفة عامة وليكون أكثر سعادة. يجب أن تكون ممارسة الرياضة من النشاطات الأسبوعية التى يمارسها أفراد العائلة أسبوعيا. ساعدى طفلكِ على أن يشعر بالثقة بالنفس بسبب تصرفاته الإيجابية، وليس بسبب شكله وعلى الطفل أن يعيد التفكير فى أولويات حياته. يجب أن تدرك الأم أن طفلها فى السن الصغيرة عندما يشعر بالجوع سيأكل، ولذلك يجب على الأم ألا تحاول إجبار طفلها على تناول الطعام مهما كانت الأسباب. لا تستخدمى الطعام مع الطفل كنوع من المكافأة أو العقاب. ويجب على الأم أن تعلم أن الاضطرابات الغذائية قد تكون متمثلة فى تناول الطعام بكميات مبالغ بها أو فى عدم تناول كمية الطعام الكافية وفى كلتا الحالتين فإن الأمر يشكل خطرا على الطفل.