أحد العرائس الأطفال فى سورية اللاتى اضطررن للزواج فى سن مبكر


كشفت  المصورة لورا أجيو كالدون التى تعيش فى إيطاليا خلال زيارة قامت
بها الى مخيم "حوش الحريم" فى وادى البقاع فى لبنان لتوثيق القصص
المأساوية للسوريات اللاجئات أن الفتيات فى سن التاسعة يجبرن على الزواج
من رجال ضعف أعمارهن هربا من الحرب والفقر وفالت لشبكة "سي ان ان " أن
إحدى السوريات الحوامل وتدعى مروة عمرها 12 عاما عندما تزوجت وعمرها
حاليا 23 عاما، وتزوجت مروة لأن والدها لم يعد يتحمل رعاية أسرته
الكبيرة، وهناك فتاة أخرى تدعى رقية عمرها 14 عاما تلقت دمية دب كهدية
خطوبة قبل الزواج، وتعد مروة ورقية فتاتان ضمن جيل كامل من الفتيات
السوريات اللواتي يعشن فى مخيم حوش الحريم للاجئين فى لبنان.


وكتبت  كالدون على موقعها عبر الأنترنت " كان الزواج المبكر يمارس قبل
الأزمة السورية ولكن فقر العائلات وتردّي الأوضاع الأمنية والحرب أدى إلى
تصاعد هذه الظاهرة، ويتم تزويج الفتيات السوريات فى مخيمات لبنان ممن
تتراوح أعمارهن بين 11 إلى 13 عاما، ويصل الأمر إلى تزويج الفتيات فى عمر
التاسعة أيضا، وعادة ما يعطي الأباء والأمهات أسباب اقتصادية وأمنية لشرح
ما يدفعهم إلى تزويج بناتهم".


والتقت كالدون خلال زيارتها بفتاة تدعى نور (13 عاما) هربت من سورية مع
عائلتها منذ 3 سنوات، حيث تزوجت رجلا" عمره 25 عاما ولا تعرفه، وهناك
فتاة أخرى تدعى سميرة (14 عاما) والتى اختطفها "داعش" عندما كانت فى
سورية لكنها هربت بمساعدة عائلتها وهى حاليا متزوجة ولديها طفل عمره 7
أشهر، أما هدى (14 عاما) فهربت من الرقة منذ 4 أعوام وتعيش حاليا فى وادى
البقاع مع عائلتها وزوجها الذى يعمل فى بيروت العاصمة، ولم يقتصر الأمر
على تزويج فتيات صغيرات لرجال أكبر سنا ولكن هناك البعض ممن تزوجن رجالا"
يقربنهم فى العمر، حيث تزوجت مريم (15 عاما) من ابن عمها صبري (17 عاما)
لأن والديها لم يعودوا قادرين على رعايتها.


وتصرّ منظمة اليونيسيف على أن الزواج قبل سن 18 عاما هو انتهاك أساسي
لحقوق الإنسان، ولكن بين النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 24 هناك
واحدة من كل أربعة تعد من العرائس الأطفال، وتقول المنظمة أن حرمان
الفتيات من طفولتهن يمكن أن يسببّ عزلة اجتماعية ويضعهن فى خطر متزايد
للعنف المنزلى، حيث لا تستطع العرائس الأطفال التفاوض بشأن الجنس الأمن
مع أزواجهن ما يجعلهن عرضة للإصابة بالأمراض التي تنتقل من خلال ممارسة
الجنس والحمل المبكر ما يعرض الأم والطفل للخطر.


ودخلت الحرب الأهلية الدامية في سورية عامها السادس هذا الأسبوع فيما
يستمر الناس فى ترك منازلهم، وأضافت  كالدون " مع استمرار النزاع السورى
سيرتفع عدد العرائس الأطفال".