جسم غامض يحلق في الفضاء

توصل العلماء إلى اكتشاف جسم غامض يحلق على حافة نظامنا الشمسي , بينما كانوا يطاردون ما يعرف بـ"الكوكب إكس"، وهو عالم خفي يظن الفلكيون بأنه غير مكتشف في نظامنا الشمسي , ولطالما فكر العلماء وأملوا في أن يكون هذا العالم الغريب قابعًا في الظلام على الحافة من نظامنا، إلا أنه لم يتم اكتشاف أي دليل حتى الآن على وجوده فعليًا.

ويبدو أن الكائن الجديد الذي تم اكتشافه يحمل صفات "الكوكب إكس"، حيث أنه يحتوي على مدار يبدو أنه يشير إلى وجود أرض هائلة تتأرجح من بعيد، والأرض الهائلة هي مصطلح يستخدم لوصف الكواكب الصخرية خارج المجموعة الشمسية، والتي تكبر الأرض حجمًا بكثير، إلا أنها أصغر حجمًا من الكواكب الغازية، نظريًا.

وقال عالم الفلك في جامعة كارنيغي، سكوت شيبارد، الذي ساعد في قيادة البحث "إن هذه الأجسام البعيدة ربما تقودنا إلى الكوكب إكس.. وكلما وجدنا المزيد، كلما تمكننا من فهم النظام الشمسي الخارجي والكوكب المحتمل، الذي نعتقد أنه يشكل مدارات هذا النظام، على نحو أفضل، حيث سيعيد هذا الاكتشاف تعريفنا لتطور النظام الشمسي ".

وأجرى العلماء محاكاة لمدار الجسم الجديد، في محاولة لفهم كيفية تأثره بالكوكب الافتراضي "إكس"، ووجدوا أن كوكبًا غامضًا من النوع الذي سبق افتراضه، وهو أرض ضخمة ذات مدار واسع جدًا، يتلاءم مع الطريقة التي يتحرك بها الاكتشاف الجديد من خلال النظام الشمسي , ويحمل الجسم المكتشف حديثًا اسم "2015 TG387"، وهو على الأرجح كوكب قزم صغير، يبلغ قطره 300 كلم فقط، وهو بعيد بشكل لا يصدق، حيث أنه يبعد عن الشمس بمسافة تبلغ مرتين ونصف المرة مقدار المسافة التي يبعد بها بلوتو عنها.
 
وربما تصل المسافة إلى أبعد من ذلك، ويبعد مدار الاكتشاف الجديد حوالي 2300 وحدة فلكية، أي نحو 2300 مرة المسافة الفاصلة بيننا وبين الشمس , وفي تلك المسافة ، يكون "2015 TG387"، واحدًا من الأشياء القليلة المعروفة البعيدة جدًا، حتى أن مدارها لا يتأثر حتى بالكواكب العملاقة في نظامنا الشمسي مثل نبتون والمشتري.

وأوضح شيبارد أن هذه الأجسام التي يطلق عليها اسم " سحابة أورط " أو أجسام " Inner Oort Cloud"، مثل "2015 TG387" و"2012 VP113" و" Sedna"، تكون معزولة عن معظم كتل النظام الشمسي المعروفة، مما يجعلها مثيرة للاهتمام بشكل كبير، "ويمكن استخدامها في الأبحاث لفهم ما يحدث على حافة النظام الشمسي".

ويعد هذا الكائن المكتشف حديثًا واحدًا من أغرب الأجسام التي رصدها علماء الفلك في نظامنا الشمسي،  ولكن يمكن أن يكون هناك الكثير مما لم يتم اكتشافه بعد , ويقول ديفيد ثولين من جامعة هاواي " نعتقد أنه ربما يكون هناك الآلاف من الأجسام الصغيرة مثل TG387 2015 على حافة النظام الشمسي، لكن بعدها يجعل العثور عليها أمرًا صعبًا للغاية ".

وأضاف أنه في الوقت الحالي سيتم دراسة "2015 TG387" فقط، عندما يكون في أقرب نقطة من الشمس، وبالنسبة إلى حوالي 99% من مداره البالغ 40 ألف عام، فستكون رؤيته صعبة للغاية