المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة

أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، أنه استطاع “على رغم صعوبات هائلة” بدء عملية تسجيل الناخبين تحضيراً لإجراء انتخابات بلدية ورئاسية ونيابية هناك في عام ٢٠١٨، وذلك بهدف تنظيم استحقاق ذي صدقية”، ورفض محاورة سيف الإسلام القذافي (نجل العقيد الراحل معمر القذافي) لأنه مطلوب دولياً، مشيرًا إلى عزمه رفع مستوى إقبال الناخبين عما كان عليه في الانتخابات السابقة، إذ “لم تتجاوز نسبته ١٧ في المئة، بالتالي لم تكن العملية ذات صدقية كافية”، مشيراً إلى “نواب انتُخِبوا آنذاك بـ٢٠٠ إلى ٣٠٠ صوت وهذا غير طبيعي” 

وأبدى سلامة سروره ، لأن “العملية بدأت بطيئة لكن أرقام الأيام الأخيرة تشير إلى زيادة 4 أضعاف في عدد الناخبين المسجلين في الجنوب، و3 أضعاف في الغرب وضعفين في الشرق”، معرباً عن أمله بأن “يتسجل عدد أكبر من النساء، كوني وجدت أن عددهن أقل من الرجال، ولكن ما يزيدني أملاً هو النسبة الكبيرة من الشباب الذين يتسجلون ويشكّلون أكثرية للمرة الأولى”، ولاحظ أنّ معظم السياسيين الليبيين لا يريد انتخابات، فيما تعمل الأمم المتحدة على تثبيت دعائم “شرعية دائمة عبر صناديق الاقتراع”.

وأوضح أنه بدأ بالعمل مع موظفي البعثة الدولية في ظروف فائقة الصعوبة، “خصوصاً أن المفوضية العامة للانتخابات لم تُخصَص رواتب لموظفيها، فتوجب جمع الأموال من الخارج لكي نؤمّن كل التقنيات الحديثة، من هواتف كومبيوتر لعملية التسجيل” التي انطلقت في ٦ كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وصرح المبعوث الدولي بأن “موعد الانتخابات يُحدَد عندما تكتمل الشروط التقنية والأمنية، على أن يكون هناك وضع أمني مقبول وقانون انتخاب مُتفق عليه، وأن يتعهد القادة الليبيون قبول نتيجة الاستحقاق مسبقاً، لئلا نقع في وضع يشبه ما يحصل اليوم، إذ هناك برلمانان وحكومتان على الأقل في ليبيا، الآن لا أحد يريد مجلساً ثالثاً ولا حكومة رابعة بل مجلس نيابي واحد وشرعي، وذلك يتطلب شروطاً سياسية، لذا بدأنا عملية متعددة الأبعاد، تقنية واشتراعية وسياسية وأمنية للتوصل إلى أفضل الظروف”، علماً أنه ليست هناك “ظروف مثالية” في أي بلد لإجراء أي استحقاق.

وقال سلامة إن بعثة الأمم المتحدة ستنتقل إلى ليبيا من تونس في شكل دائم مطلع عام 2018، وأكد أنه سيقيم في طرابلس ويعمل فيها، واعتبر أن الحل غير ممكن في ليبيا إلا بتصالح “حقبات ليبيا الثلاث” وهي “القذافية” و “الملكية” و “الثورية” (2011) التي “لا يزال كل منها يدير ظهره للآخر”. وأضاف أنه لا يسعى إلى لقاء سيف الإسلام نجل معمر القذافي، الذي كان محتجزاً في الزنتان وأُطلق سراحه أخيراً، لأنه مطلوب من القضاء الدولي، إلا أنه يحاور أنصار النظام السابق ومناصري الملكية وثواراً.