أنجيلا ميركل وأنيغريت كرامب-كارينباور

روَّجت المستشارة الأميركية أنجيلا ميركل، لأحد مساعديها الرئيسيين لقياة الحزب المسيحي الديموقراطي بعد رحيلها، في خطوة اعتبرت على نطاق واسع بمثابة اختيار لخليفتها، ووقع اختيارها على أنغريت كرامب كانبارو، لتشغل منصب الأمين العام للحزب، وهي تعرف باسم "ميني ميركل" أي ميركل المصغرة، وينظر إليها منذ فترة طويلة على أنها الخليفة المفضلة للمستشارة.

وما فعلته ميركل يوم الإثنين، هو أول علامة على أنها تخطط الآن لخلافتها حتى مع بدء ظهور المرشحين المتنافسين في الدائرة، وجاء تعيين السيدة كرامب كإشارة إلى  أن ميركل لا تنوي إعطاء انتباه لمنتقديها داخل الحزب، وسط خوف من السخط على التنازلات التي قدمتها لتأمين اتفاق ائتلاف الحكومة الجديد.

وقالت ميركل" يمكننا الاعتماد على بعضنا البعض، حتى لو كان لكل منا آراء خاصة"، وبعدها أعلنت تعينها للسيدة كرامب، وكان للقرار صدى خاص لأنها من نفس مكتبها وهي ترأس الحزب بنجاح منذ 18 عاما. وكان على السيدة ميركل ملء المنصب بعد أن أعلن رئيس الحزب الحالي بيتر تاوبر، تنحيه عن موقعه بسبب تدهور حالته الصحية، وعلى الرغم من أن السيدة كرامب كارنباور لديها سجل هائل كمنظمة حملات انتخابية، فإن كل تجربتها حتى الآن كانت في السياسة الإقليمية في وطنها في سارلاند، حيث تشغل منصب رئيس الوزراء حاليا.

ويُعتقد أن السيدة ميركل تريد أن تعطي السيدة كرامب دورا وطنيا أكثر نفوذا لبعض الوقت من أجل زيادة ملفها الشخصي، ولكن مع خفض حزب الاتحاد الديمقراطي إلى ست وزارات فقط في اتفاق الائتلاف الجديد، كانت خياراتها لجلب السيدة كرامب كارنباور إلى مجلس الوزراء محدودة.

وتحتل كرامب الآن منصبا يعرف باسم "الأمين العام" في النظام الألماني، وهو دور أكثر قوة واستقلالية مقارنة بالمنصب نفسه في المملكة المتحدة، ومن الناحية الفنية لا يزال يتعين التأكد من التعيين في تصويت الأسبوع المقبل، ولكن بالنسبة للحزب لن يتحدى السيدة ميركل.

ووعدت السيدة كرامب كارنباور بإصلاح سياسات الحزب، وقالت "إن مناقشة البرنامج مفتوحة للجميع في الحزب من القاعدة الشعبية إلى القمة"، ومثل قدوتها، تتمتع السيدة كرامب بسمعة براغماتية لا ترتبط بأي أيديولوجية معينة، على الرغم من أنها اتخذت موقفا ضد زواج المثليين، وابتعدت عن سياسة ميركل التي تنتهجها تجاه اللجوء، ولكن ليس على نحو صارخ مثل بعض منافسيها، وهي الخطوة التي قد تكون ساهمت في تعيينها يوم الاثنين. وقالت السيدة كرامب كارنباور إنها لم تتخذ قرارا قبول منصبها بسهولة، لأنه لا يخلو من المخاطر بالنسبة لها فإنه سيقلل من قاعدتها القوية في سارلاند، ولن يعطيها الخبرة الوزارية لإدارة قسم ما.