المحلل السياسي اليمني باسم فضل الشعبي

كشف رئيس مركز "مسارات" للاستراتيجية والإعلام الكاتب والمحلل السياسي اليمني باسم فضل الشعبي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يستطيع إسقاط الحكومة الشرعية في الوقت الحاضر وبقوة السلاح، مضيفًا، أن المجلس يستطيع إجبار الحكومة الشرعية التي يقودها رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، على التنازل والتنحي، عبر الضغط والحوار.

وأضاف الشعبي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أن الرئيس عبدربه منصور هادي، هو من يقدر أن يقيل الحكومة ويعين حكومة جديدة، مشيرًا إلى أن قرار التغيير يتخذ من قبل الرئاسة اليمنية والتحالف العربي. واستبعد باسم فضل الشعبي المواجهة العسكرية بين قوات الحكومة الشرعية، والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، موضحًا أن هذه المواجهات لن تخدم أحدًا، مبينًا أن مدينة عدن لاتحتمل أي مواجهات مسلحة.

وقال رئيس مركز مسارات الإعلامي إن الشرعية مطالبة بتوحيد الصفوف واستيعاب كل قوى المقاومة تحت مظلتها لمجابهة الحوثيين، مضيفًا أن التشتت لايخدم الشرعية ويضعفها داخليا وخارجيا.

بالنسبة لانضمام نجل شقيق صالح للحكومة الشرعية، أكد باسم الشعبي أن الشرعية لن تستفيد من انضمام شقيق صالح أو غيره من اتباع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وقال إن الشرعية لديها من القيادات العسكرية والسياسية، ما يكفي لتحقيق نصر كبير على الحوثيين لو تكمنت من استغلال الظروف التي تصب في صالحها بلاشك.

وأشار الشعبي إلى أن هناك عوامل كثيرة أدت إلى أضعاف حكومة الرئيس هادي "الحكومة الشرعية" أبرزها غياب الرئيس هادي عن العاصمة المؤقتة عدن، وغياب الانسجام داخل تكتل الحكومة الشرعية وضعف الإدارة والفساد المستشري داخل الحكومة، واضاف انه لايوجد تنسيق حقيقي بين قيادة الشرعية والتحالف لاسيما دولة الامارات العربية المتحدة القوة الثانية في التحالف العربي، في العاصمة المؤقتة عدن، وتابع الشعبي ان  "هناك عدم قدرة القيادة الشرعية على اقناع الحراك الجنوبي بمشروعها واستيعابه تحت اطار الدولة الاتحادية.

وأكد باسم الشعبي ان الحكومة الشرعية تستطيع إحكام قبضتها على السلطة عندما تتخلى عن الفوضى في الإدارة والمحسوبية والفساد وتعمل وفق مشروع وطني حقيقي يسعى إلى فرض الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع ومعالجة الاختلالات واستعادة وظيفة الدولة والاقتراب من الناس وقضاياهم والبدء في معالجة كافة الملفات العالقة.

وعن عملية السلام في البلاد قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني باسم الشعبي، إن المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ فشل في مهمته لانه عمل ضد ارادة الشعب اليمني ، مشيرا إلى أن عملية السلام لن تنهار ولكن السلام له شروط وقواعد لم يلتزم بها الحوثيين حتى الآن، وأكد أن جماعة الحوثي خدعت ولد الشيخ وكذبت عليه كثيرا وربما انه اكتشف موخرًا ذلك الخداع واكتشف ايضا أنها أصبحت ضعيفة وغير قادرة على الصمود فترة أطول فقدم استقالته حتى لايستمر مبعوثا لتظليل العالم وخداعة.

وقال الشعبي، إن المبعوث الجديد سيفشل، اذا نهج نهج ولد الشيخ ولم يلنفت لتطلعات اليمنيين في انهاء الانقلاب وبناء الدولة، موضحًا أن على المبعوث الجديد ان يكون مهنيا ومحايدا قدر الامكان فلايمكن لليمن ان يستمر منقسما ولايمكن للأمم المتحدة الا ان تكون مع اليمن وشعبه مالم فمساعيها ستفشل وستصطدم بالعراقيل والوعود الخادعة التي تقدمها جماعة الحوثيين التي يضمحل حضورها وتضعف شوكتها يوما بعد أخر.

وأكد الشعبي أن الأمم المتحدة ستستمر في رعاية السلام والحديث عنه لكنها لن تستطيع احداث اختراق في هذا الملف لأسباب كثيرة منها داخلية ومنها خارجية، حد قوله.  واختتم الشعبي حديثه  ان الحلول الاقرب لإنهاء الأزمة الإنسانية، هي انهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية والدولة، والبدء بالعملية السياسية والسير، في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والاتفاق على شكل الدولة الجديدة التي يطمح لها كل اليمنيين، اضافة الى إصلاح الإدارة واحداث تغيير عميق فيها يخدم مشروع التغيير المنشود.