القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد رونين مانليس، أن جيش الاحتلال دمَّر نفقين لحركة حماس مساء السبت، أحدهما وصل لحدود الأراضي الإسرائيلية، حيث دخل نفق واحد من رفح جنوب قطاع غزة إلى داخل مجلس أشكول الإقليمي داخل إسرائيل وحدِّد قبل عدة أسابيع من قبل الجيش، قائلًا "لقد أحبط الجيش محاولة من حركة حماس المتطرفة لإعادة بناء نفق هجومي في رفح جنوب قطاع غزة".
وأشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعمل الجيش في تدمير الأنفاق، قائلًا إن إسرائيل ستواصل العمل بحزم ضد أي محاولة لإلحاق الأذى بالمواطنين الإسرائيليين من خلال تدمير البنية التحتية لأنفاق التطرف، مضيفًا "حان الوقت لكي يدرك المجتمع الدولي أن أموال المساعدات لغزة دفنت تحت الأرض". ودُمِّر النفق بإغراقه بمواد تمنع حماس من استخدامه مرة أخرى، وهو عمل هندسي قادته القيادة الجنوبية داخل إسرائيل، وقال الكولونيل جوناثان كونريكوس للصحافيين "لم نستخدم متفجرات، ملأنا النفق بمواد معينة، و تصرَّف الجيش داخل أراضيه ودافع عن مواطنيه وسيادته، وبينما لا توجد نية لتغيير الوضع الأمني، فنحن مستعدون للعديد من السيناريوهات"
ودُمر نفق آخر تحت الأرض بجانب العديد من الأهداف الأخرى لحماس في غارة جوية إسرائيلية في منطقة الزيتون في قطاع غزة مساء السبت، ردًا على وضع عبوات ناسفة على السياج الحدودي في وقت سابق من الاثنين، وأوضح مانليس "لا يهم من وضع العبوة الناسفة على السياج، فحماس مسؤولة عن كل ما يجري في القطاع، وبالتالي لن تسمح إسرائيل لحماس استخدام سياج غزة كمنطلق للهجمات "، ولفت "تستثمر حماس موارد هائلة في بناء أنفاق تحت الأرض بدلًا من الاستثمار في قطاع غزة وتوافر الرفاهية لسكانها، وتبين محاولة إعادة بناء النفق أن حماس تجد صعوبة في قبول انهيار مشروع النفق، وتواصل إهدار المال اللازم لسكان غزة للتنفس".
وتكثفت جهود الجيش لتحديد وتحييد الأنفاق في الأشهر الستة الماضية، وتابع مانيليس مشيرًا إلى أن هذا هو النفق الرابع المدمَّر بعد اكتشافه للتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، كما دُمِّرت عدة أهداف أخرى تحت الأرض داخل القطاع.
ومن جانبه، شكر غادي ياركوني، رئيس المجلس الإقليمي لإشكول قوات الأمن لتأمين سكان المنطقة، وقائلًا " تلقينا مرة أخرى دليلًا على فعالية الجيش في إحباط تهديد النفق"، مضيفًا أن "النفق كان موجودًا ولم يشكل تهديدًا لمستوطناتنا، وفي الوقت نفسه، فإن وجوده يعيد إلى الأذهان الواقع الأمني الهش في إشكول، ويجب أن نكون مستعدين في أي وقت لحالة طوارئ ".
ودمَّر الجيش نفقا آخر في فبراير/ شباط، في المنطقة نفسها الذي عبر إلى معبر كيرم شالوم لقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء في مصر، ونفت إسرائيل مزاعم استخدام النفق لتهريب السلع، مؤكدة أن حماس كانت تنوي استخدامه لإدخال المتطرفين والأسلحة من مصر إلى قطاع غزة في هجوم مشترك مستقبلي محتمل على معبر كيرم شالوم من الجانب المصري.
وعلَّق وزير الدفاع ليبرمان على الحادث قائلا إن إسرائيل تدمر باستمرار أنفاق حماس واحد تلو الآخر بسبب الذكاء العالي والتكنولوجيا الرائدة، مضيفًا "هؤلاء ظنوا أنهم يمكنهم أن يؤذونا عن طريق حفر الأنفاق تحت الأرض، لقد استثمرت حماس الملايين في مشروع بناء الأنفاق، والآن تغرق الملايين في الرمال، وأوصي حماس باستثمار أموالها في لرفاهية مواطنيها، لأنه سيدمر مشروع الأنفاق ".
وقال منسق الأنشطة الحكومية الجنرال يوآف مردخاي، على صفحة الجيش على موقع فيسبوك "مع كل ذلك الأسمنت والصلب والكهرباء وغيرها من الموارد التي استثمرتها حماس في الأنفاق التي يدمرها الجيش بفعالية مع مرور الوقت، كان بإمكان حماس بناء هرم يعجب من العالم، فأنفاقهم تبنى بسبب الحماقة والعناد".وفي بيان يبدو أنه يحاول التقليل من شأن إنجاز جيش الاحتلال في تدمير النفق، كتب أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على تويتر الأحد" إعلان العدو فيما يتعلق باكتشاف نفق ينتمي إلى القسام في رفح محاولة جديدة للتضليل ونشر الأوهام وإظهار القوة في محاولة لتسجيل انتصارات وهمية في أعين الجماهير الصهيونية والعالم "
وأضاف "النفق الذي يتحدث عنه العدو هو نفق قديم وغير مستخدم منذ أن استعملته كتائب القسام في عام 2014".
وخلال حرب عام 2014 ، قتل العديد من الجنود على يد حركة حماس عندما خرجوا من أنفاق عديدة حفرت داخل إسرائيل، وفاجأوا الجيش، وبحلول موعد وقف إطلاق النار الأخير، قال الجيش إنه دمر 32 نفقًا عبروا الحدود.