رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو و الرئيس الأميركي دونالد ترامب

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، (الحليف المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب)، انتقادات شديدة بسبب تحالفه مع حزب سياسي من اليمين الإسرائيلي المتطرف المعروف بمعتقداته العنصرية التي لا يخجل من تبنيها.

وذكر موقع "بيزنس أنسايدر" الأميركي أن نتنياهو توسط يوم الأربعاء الماضي في اتفاق بين حزبه "الليكود"، وأحد أحزاب اليمين المتطرف، كجزء من الجهود الأوسع لتعزيز التأييد له قبل الانتخابات الرئاسية في 9 أبريل/ نيسان.

ويأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يضمن التحالف الجديد بين حزبه وحزب "القوة اليهودية" المتطرف المؤيد للاستيطان، في احتفاظ الأحزاب اليمينية المتطرفة بمقاعد كافية لنتنياهو كي يحتفظ بالسلطة بعد الانتخابات.

أقرأ أيضا: ألغاء لقاء قمة بين نتنياهو وقادة دول أوروبا الوسطى في القدس المحتلة

ولكي يتمكن الطرفان من الموافقة على الصفقة، وعد حزب "الليكود" بحجز 28 مقعداً في قائمته البرلمانية للمجموعات اليمينية المتشددة، بالإضافة إلى منصبين وزاريين ومقعدين في مجلس الوزراء الأمني. وباختصار، فقد فتح نتنياهو الباب أمام المتطرفين ليحظوا بحضور مهم في البرلمان الإسرائيلي. وتبعا لذلك، يواجه نتنياهو سلسلة من الانتقادات لسعيه الى خلق أي نوع من التحالف مع السلطة اليهودية.

ويُعد حزب"القوة اليهودية" أحد فروع "حزب كاخ"، وهو فصيل تم حظره في إسرائيل، وصنف كمنظمة متطرفة من قبل الحكومة الإسرائيلية ووزارة الخارجية الأميركية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي.

وكان حزب "كاخ" بقيادة الحاخام الأميركي المولد الراحل، مئير كهانا، وهو متطرف قومي دعم عزل غير اليهود من إسرائيل، وكذلك ناصر الفصل العنصري بين اليهود والعرب. ومن خلال إقامة شراكة مع هذه المجموعة، يقول الخبراء إن نتنياهو قد تعاون بشكل أساسي مع النسخة الإسرائيلية من جماعة "كو كلوكس كلان".

وقال حسين إيبش، وهو باحث كبير مقيم في معهد دول الخليج العربي في واشنطن:  "لا توجد طريقة أخرى لوصف شركاء نتنياهو الجدد، فهي مجموعة متطرفة جدا، عنيفة وعنصرية."

وقد ردت مجلة "فوروورد" الأميركية اليهودية على هذه الخطوة في مقال أوضحت فيه أن بنيامين نتنياهو دعا للتعاون مع النسخة الإسرائيلية من كو كلوكس كلان، وضمها إلى الحكومة، كما أن إيبش يوافق على هذا التشبيه.

وقال إيبش:" إن حزب القوة اليهودية يدعم علنا ارتكاب جرائم الحرب وانتهاك حقوق الإنسان، ليس كملجأ أخير خلال النزاع، ولكن كخيار سياسي مفضل ومدروس، كما أن سلوكه يتجه نحو الإبادة الجماعية بمعناها الأوسع."

وقد كتب آرون ديفيد ميلر، نائب الرئيس ومدير برنامج الشرق الأوسط في "مركز ويلسون"، يقول: إن التحالف الذي شكله نتنياهو ستعيش إسرائيل في حالة سيئة في سياساته.

 واضاف ميلر في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موقع "إنسايدر"، إن "نتنياهو من أجل البقاء في السلطة لا يعيد فقط روح مئير كاهانا الإسرائيلية، والذي ربما يكون أسوأ مفكر عنصري في تاريخ إسرائيل، ولكنه بفوزه في الانتخابات سيعيد أتباعه إلى الائتلاف الحكومي.

هذه الخطوة من نتنياهو لها أيضا تداعيات على ترامب، الذي يقع في مركز الانتخابات الإسرائيلية القادمة. وقام حزب الليكود بتعليق صور ضخمة لنتنياهو وترامب على بنايات في تل أبيب والقدس. وسعى الزعيم الإسرائيلي إلى التأكيد على علاقته الوثيقة مع الرئيس الأميركي في الوقت الذي يناضل من أجل إعادة انتخابه وربما يواجه اتهاما بقضايا الفساد.

وهناك دعوات من جماعات المناصرة مثل "جي ستريت"، التي تصف نفسها بأنها جماعة من الأميركيين "الموالين لإسرائيل والمؤمنين بالسلام"، للمسؤولين الأميركيين؛ لإدانة جهود نتنياهو لجلب هؤلاء العنصريين المتطرفين إلى الحكومة الإسرائيلية القادمة. ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب التعليق من الموقع.

ومع ذلك، قال إيبش إنه لا يرى أن هذه الخطوة من نتنياهو لها أي تأثير كبير على العلاقات الإسرائيلية الأميركية أو علاقة ترامب مع نتنياهو، حيث إن ترامب أقل رئيس أميركي ينزعج من تحالف نتنياهو مع مجموعة متطرفة، مضيفا:" ترامب مؤيد استثنائي لإسرائيل، ولا يبدو مهتما بحل الدولتين، فقد قطع عن الفلسطينيين كل التمويل الأميركي، وأغلق بعثتهم الدبلوماسية في واشنطن، ومن غير المرجح أن يتأثر بأي شيء يمكن أن يفعله نتنياهو للفلسطينيين."

وأوضح أن ترامب مؤيد أيضا للقومية العرقية والتمييز في جميع أنحاء العالم، وهو صديق للأشخاص الأقوياء، وهو شخص لا تزعجه العنصرية والتعصب المنهجي، وذلك سبب آخر يجعله غير منزعج من تحالف نتنياهو مع هذه المجموعة اليهودية.

وقال إيبش أيضا إن ظهور هامش يساري في الحزب الديمقراطي الذي ينتقد إسرائيل والاحتلال، لا يعني أيضا أننا سنشهد انتقادات كبيرة لنتنياهو من زعماء ديمقراطيين مثل السناتور تشاك شومر. ويرجع هذا إلى أن الدعم غير النقدي للحكومة الإسرائيلية في واشنطن مترسخ بشكل كبير للغاية.

قد يهمك أيضًا: موقع استخباراتي يوضح 3 أسباب وراء الهجوم الإسرائيلي الأخير على سوريا

بوتين يدعو الولايات المتحدة الى التخلي عن وهم تحقيق أي تفوق في الجانب العسكري