الحكومة البريطانية

أكّدت مصادر أمنية ووايت هال أن الحكومة البريطانية تستعد لتقديم طلب تسليم إلى موسكو لاثنين من الروس يشتبه في تنفيذ هجوم وكيل الأعصاب في ساليسبري، والذي أسفر عن مقتل شخص واحد وثلاثة جرحى، وتأتي هذه الخطوة بعد شهور من التحقيقات المضنية التي قام بها مئات الضباط من الشرطة ووكالات الاستخبارات، حيث جمعوا معًا تحركات الشخصين، منذ دخولهما إلى المملكة المتحدة حتى مغادرتهما.

وقالت المصادر إن دائرة الإدعاء الملكية، التي أعدت طلب التسليم، قد أكملت هذه العملية ومستعدة لتقديمها.

وسيعيد الطلب الذي من المؤكد أن يرفضه الروس إشعال الخلاف الدبلوماسي مع موسكو، مما يدفع بجولة أخرى من الطرد الدبلوماسي المتبادل.

ووصلت العلاقات بين المملكة المتحدة وروسيا إلى أدنى مستوى لها منذ نهاية الحرب الباردة بعد هجوم عميل الأعصاب على سيرجي سكريبال، وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، وابنته يوليا، في ساليسبري في مارس/ آذار الماضي، وتم العثور عليهما فاقدا الوعي على مقعد في مركز للتسوق، وألقى رؤساء المخابرات البريطانية على وجه التحديد اللوم على روسيا في الهجوم، وتم بعد ذلك علاج شارلي رولي، وفغر ستورجيس، لتعرضهما لعامل الأعصاب، تعافى رولي ولكن ستورجيس ماتت.

ونفى الكرملين أي مسؤولية وشن حملة غاضبة من الاتهامات المضادة، و أدعى أن المملكة المتحدة احتجزت سكربال وابنته، ضد إرادتهم وحرمتهما من مساعدة قنصلية الروسية، ومن المرجح ترد موسكو بشكل مهين على الطلب البريطاني.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد اشتكى من رفض بريطانيا تسليم منتقدين بارزين، من بينهم الأوليغارشي الراحل بوريس بيريزوفسكي.

ويأتي قرار الضغط من أجل تسليم المجرمين في أعقاب نقاش مكثف داخل وايت هال، مقسمًا بين أولئك الذين يريدون زيادة الاستجابة لروسيا وأولئك الذين يرون هذا الطلب كإيماءة سياسية عقيمة.

ورفض بوتين طلب تسليم مشابه في العام 2007 لاثنين من الروس يشتبه في أنهم وراء اغتيال عام 2006 لضابط ساببق يدعى الكسندر ليتفينينكو، في لندن.

وقال مصدر في وايت هال "طلب من المسؤولين إعداد طلبات تسليم المجرمين، ولكن يبدو أنه نفس وضع ليتفينيكو يتكرر من جديد، إنه تقريبا إعادة للوضع، فقد تمكنت الشرطة من تحديد الأشخاص مرة أخرى".

وتعمل الشرطة على افتراض أن الزجاجة المستخدمة لرش الغاز قد أسقطت في مكان ما في المدينة، حيث التقاطتها لاحقاً رولي، أعطاها إلى ستورجيس، تم نقل الزوج إلى المستشفى في 30 يونيو/ حزيران.

وتلقت ستورجيس جرعة أعلى بكثير من الثلاثة الآخرين بعد تلطيخ المادة على معصميها، بعد رشها من الزجاجة،

وفحص مختبر بورتون داون للدفاع العسكري الواقع بالقرب من سالزبوري المادة الموجودة على مقبض الباب، لكن الشرطة لم تقل بعد ما إذا كانت من نفس العينة، وأرسلت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومقرها في لاهاي، والتي ساعدت في التحقيق في الجريمة، فريقا إلى المملكة المتحدة في يوليو / تموز لجمع عينات من الحادث الذي شمل ستورجيس ورولي، وأُرسلته إلى مختبرين تابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ورفض متحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تأكيد ما إذا كانت العينة مطابقة نفسها، وأكدت استمرار التعاون، وقال مصدر إن إثبات أن عامل الأعصاب من العينة نفسها أكثر تعقيدًا واستهلاكًا للوقت مما يفترض عموما.

وكان مستشار الأمن القومي البريطاني، السير مارك سيدويل، من بين المسؤولين في وايت هال الذين كانوا يضغطون بشدة من أجل استجابة أكثر قوة تجاه روسيا، وقام الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، بالإفصاح عن مواد استخبارية سبق تصنيفها تدعي أن روسيا قد اختبرت باستخدام عوامل الأعصاب على مقابض الأبواب واستهدفت رسائل البريد الإلكتروني لعائلة سكريبال منذ العام 2013.

وتصّر الحكومة الروسية على أنها لن تسلم أي مواطن روسي، على الرغم من أنها استثنت ذلك من حين لآخر، وفي مايو/ أيار 2007، قدمت وزارة الخارجية طلبا رسميًا لتسليم أندريه لوجوفوي، الذي كان مشتبه به رئيسي وهو الآن نائب روسي، ورفضت موسكو تسليمه وردت المملكة المتحدة بطرد أربعة دبلوماسيين روس.