دونالد ترامب و الرئيس الصيني شي جين بينغ

أثنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الرئيس الصيني شي جين بينغ، الخميس، ملقيا اللوم على أسلافه بسبب العجز التجاري الصيني المتصاعد مع الولايات المتحدة، قائلا إنه واثق من أن السيد شي قد ينزع فتيل التهديد مع كوريا الشمالية.

وكانت كلمات السيد ترامب حارة، في زيارته لدولة الصين، ولكنها لم تحقق نتائج ملموسة، حيث أظهرت أن الرئيس يتضاعف على رهانه من خلال تنمية علاقة شخصية مع السيد شي، وبالتالي يمكنه دفع الزعيم الصيني لاتخاذ خطوات ذات مغزى تجاه كوريا الشمالية والتجارة.

وكل ذلك يمكن أن يكون مجرد مقامرة تستند إلى قراءة خاطئة لتأثير بكين على كوريا الشمالية لا سيما لزعيمها الشاب كيم جونغ أون الذي تدهورت في عهده العلاقات بين الدولتين الحليفتين.

وتارة ما يشيد ترامب بالخطوات التي يتخذها شي ويحثه تارة أخرى على فرض عقوبات أكثر صرامة مع تأجيل وعوده الانتخابية باتخاذ موقف صارم في ما يتعلق بالتجارة مع الصين أملا في أن يواصل شي عمله حتى الإنجاز.

وأبدى الرئيس الصيني استعداده لاتخاذ خطوات تدريجية مع التوقف دوما عن اتخاذ مزيد من التدابير العقابية التي يعتقد البيت الأبيض أنها ستهدد حقا نظام كوريا الشمالية وتجبره على التخلص من ترسانته النووية.

وخلف الأبواب المغلقة، أصر المسؤولون الأميركيون، أن ترامب واجه بقوة السيد شي حول الاختلالات التجارية المزمنة بين البلدين.

وكانت لحظة رائعة بعد قرار الصين بالاستجابة الكاملة للولايات المتحدة، حيث يشير أداء ترامب إلى نقطة تحول في سياسات القوى العظمى، وخلص ترامب إلى أن واشنطن يمكنها أن تحقق أهدافها على نحو أفضل من خلال إغراء أحد القادة الصينيين، وذلك بتحديه ومراهنته على تنفيذ المتفق عليه، وبالتالي سيكون هناك انعكاس في الأدوار، حيث تحتاج الولايات المتحدة الآن إلى مساعدة الصين أكثر من غيرها.

وفي هذا السياق، قال ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركي "كان رئيسنا واضحا جدا مع الرئيس الصيني والذي أخذ وجهة نظر مفادها وجود جارة قوية جدا، وتمثل أكثر من 90% من النشاط الاقتصادي، وبالتالي أنت رئيس قوي، كما أكد ترامب له أنه رجل قوي يمكنه حل المشكلة مع كوريا الشمالية".

ورفض السيد تيلرسون ادّعاء ترامب بن العجز التجاري كان خطأ أميركيا، ولكن أكد روبرت ليثايزر، الممثل التجاري للولايات المتحدة أن ما حدث مع الصين في الماضي لن يستمر، واعتبر أن ترامب حقق مكسبا ملموسا خلال الرحلة، وهو 250 مليار دولار اتفاقات أعمال بين الشركات الأميركية والصينية، كما أن هذا أيضا يعد رمزا للنوايا الصينية الحسنة.

وسوف تستغرق الصفقات وقتا طويلا لتحقيقها، ولكن يعد هذا كسرا للجمود بين البلدين، ولكن لم يحقق كلاهما تقدما في التعاون التكنولوجي.
ومع ذلك، قال محللون صينيون إن الصفقات أكدت رغبة السيد شي في إعطاء السيد ترامب انتصارا، حيث قال شي يين هونغ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة رينمين، إن العلاقات مع ترامب مهمة جدا لشي ومجده واستراتيجيته.

ويرى العديد من الصينيين أن زيارة ترامب لبلادهم تأتي بهدف طلب المساعدة في بعض القضايا الحرجة، حيث لا يمكن لترامب أن يأمر الصين بفعل هذا أو ذلك، وفقا لما قاله وو شينبو، مدير مركز الدراسات الأميركية في جامعة فودان في شانغهاي.

وقام باراك أوباما، الرئيس الأميركي السابق، بأول زيارة إلى الصين في عام 2009، وحينها كانت الولايات المتحدة تعاني من أزمة مالية، وكان الاقتصاد الصيني في تصاعد مستمر.

ولم يلتفت ترامب لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في الصين، حيث قال فيل روبرتسون، نائب مدير هيومن رايتس ووتش في آسيا "فشل ترامب في لفت النظر إلى حقوق الإنسان وهذا سيؤثر سلبا على حياة المعارضين الصينيين، لأن الضغط الخارجي هو أفضل وسيلة لتعامل الحكومة الصينية المعارضين بشكل أفضل".​