الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح

نظَّم حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يترأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ضد شركائه "الحوثيين"، في صنعاء أمس الأربعاء، ندوة بعنوان "الأطماع الإيرانية ودورها في تأجيج الصراعات الداخلية في البلدان العربية- اليمن أنموذجاً" عن الجرائم التي ارتكبتها إيران في المنطقة واليمن على وجه التحديد. وتحدث محللون بأن الخطوة التي أجراها حزب صالح تعد تحولا في العلاقة بين الشركاء الأعداء الذين فرضت الضرورة تحالفهم، وهي قراءة متقدمة للرئيس السابق لتطورات الأحداث على المستويين الإقليمي والدولي ومحاولة النأي بنفسه عن أي مسؤولية.

وشارك في الندوة أعضاء من حزب المؤتمر الشعبي العام في مقدمتهم المحامي الخاص لصالح محمد المسوري، والإعلامي المحسوب على حزب المؤتمر كامل الخوداني، وعضو المؤتمر سهيل العبسي، وبعض الأكاديميين. وتأتي هذه الخطوة، بعد أيام قليلة على تصريحات وزير الخارجية اليمني الأسبق والقيادي في حزب صالح أبو بكر القربي لقناة "بي بي سي" العربية، التي تحدث فيها عن أهمية الوصول لحل للأزمة اليمنية يبدد المخاوف السعودية ويحفظ أمنها واستقرارها.

من جانبه، رأى العميد علي ناجي عبيد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في وزارة الدفاع اليمنية أن الخطوات التي يقوم بها صالح إما شخصياً أو عبر حزبه انعكاس للتحول في سير المعركة على الأرض، مبيناً في حديثه لـ"الشرق الأوسط" أن ما يحققه التحالف والشرعية عبر الجيش الوطني والمقاومة "جعل الأفق مغلقاً أمام التيار الإيراني أو تحالف الضرورة (المؤتمر الشعبي العام والحوثيون)، ولهذا بدأوا يبحثون عن منفذ". ورغم أنه دليل آخر على احتدام الخلافات بين الانقلابيين فإن تنظيم فعالية بهذا الحجم وبشكل علني أمام وسائل الإعلام تتحدث عن الأطماع الإيرانية يعني البحث عن حليف جديد بالنسبة لصالح.

وأضاف: "هي رسالة للتحالف بأن لديكم في صنعاء من يناصركم وخاصة بعد نتائج زيارة ترمب وصفقة الأسلحة مع السعودية، وسياسات الإدارة الأميركية الجديدة الواضحة تجاه الأطماع الإيرانية التي تعني أن هناك تحالفا دوليا وليس إقليميا فقط ضد العدوانية الفارسية، هذا الأمر فت في عضدهم وأعادهم إلى رشدهم. وأشارت وسائل إعلام يمنية إلى أن هذه الندوة التي تعد الأولى من نوعها منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول) 2014، تمثل كسراً للقبضة الحوثية على صنعاء، حاملة في طياتها رسائل كبيرة للحوثيين المتحالفين مع إيران علناً.ويؤكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بوزارة الدفاع اليمنية أن تحول هذه الإشارات التي يبعثها صالح للتحالف ومدى جديته من عدمها، يظهر من خلال الخطوات الفعلية على الأرض خلال الأيام المقبلة.