حفل زفاف حمزة بن لادن

ظهر حمزة بن لادن نجل زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن، المعروف بـ"ولي عهد الإرهاب"، للمرة الأولى شابًا بالغًا في لقطات نشرتها وكالة الاستخبارات الأميركية مؤخرًا ضمن شريط فيديو ظهر فيه حمزة في حفل زفافه كجزء من مجموعة من المواد التي تم العثور عليها خلال غارة في مايو/أيار 2011 والتي قتلت زعيم الجماعة الإرهابية في مخبأه في باكستان. وقبل هذه الصور، لم يطلع الجمهور إلا على صور طفولة حمزة، والتي استخدمها تنظيم "القاعدة" كأدوات دعائية. ويعتقد أن التنظيم لم يفرج عن صور له كشخص بالغ حفاظًا على سلامته.

وبدا حمزة بن لادن في ذلك الشريط المصور ومدته ساعة، بشارب مهذب وبدون لحية خلال حفل زفافه الذي يعتقد انه أقيم قبل عشرة أعوام بينما كان يعيش في إيران تحت الإقامة الجبرية لسنوات. ومن غير الواضح من هي العروس، حيث أن مقاتلي القاعدة - بما في ذلك والده - لديهم عدة زوجات، ولكن زواجه من ابنة الزعيم العسكري لـ"القاعدة" أبو محمد المصري موثق بشكل جيد.

وتًظهر اللقطات حفل زفافه حيث يجلس على سجادة مع رجال آخرين، بينما كان أحد الرجال يتلو آيات قرآنية ويمكن سماع ذلك في شريط الفيديو. كما يظهر وهو يرتدي غطاء الرأس الأبيض التقليدي، ويقبل لفظيا زواجه من عروسه "على كتاب الله وسنة النبي. صلى الله عليه وسلم"، في حين صاح آخرون بالقول: "تكبير! "، والبعض الآخر كانوا فرحين، بمناسبة زواجه. ولا يبدو أن هناك أي إجراء أمني واضح في محيط الحدث. ومن غير الواضح كيف حصل أسامة بن لادن على شريط زفاف ابنه، الذي التقط في إيران، في مجمع "أبوت آباد" السري.

وقالت صحيفة "لونغ وار جورنال" إن أحد الرجال على الأقل الذي كان بجانب حمزة في الحفل كان من كبار قادة تنظيم "القاعدة". أما محمد الإسلامبولي، الذي يظهر بغطاء الرأس الأحمر ويجلس بجوار حمزة في معظم الحفل، فهو شقيق الضابط المصري خالد اسلامبولي الذي اغتال الرئيس الراحل أنور السادات. وانضم الإسلامبولي رسميًا إلى تنظيم "القاعدة" في أغسطس/ آب 2006 ويبدو أنه كان له يد في عمليات التنظيم.

وفي وقت قريب من عام 2014، أفادت التقارير بأنه كان يوجه "مجموعة خراسان" التي تتخذ من سورية مقرا لها، وهي مجموعة على قائمة الإرهاب والتي غالبا ما يشار إليها فقط باسم القاعدة. كما كان الإسلامبولي موجودا في إيران لعدة سنوات، حيث انتقل حمزة وعدة أفراد آخرين من عائلة بن لادن بعد 11 أيلول / سبتمبر إليها. وفي أثناء وجوده، واصل حمزة البقاء على اتصال مع والده وفقا لرسالة كانت قد أصدرتها وكالة المخابرات المركزية سابقا.

وفي المذكرة المؤرخة في يوليو/تموز 2009، قال: "والدي الحبيب، لقد أبعدت عنك عندما كنت طفلا صغيرا، لم أبلغ 13، ولكن أنا أكبر سنا، وقد أصبحت رجلًا. قد لا تستطيع التعرف علي عندما تقابلني، فقد تغيرت ملامحي. الحمد لله، أنا أعيش حياة مستقرة، والله قد رزقني الزوجة التقية، ورزقني ابنا سميته على اسمك، أسامة، وابنة سميتها "خيرية".

وبعد سنوات قليلة، في عام 2015، عين حمزة مرشديه الذين كانوا جميعا من كبار الشخصيات في تنظيم "القاعدة" المحتجزين معه في إيران. في حين رحب بهم بن لادن في البداية بعد فرارهم إلى إيران بعد 11 سبتمبر 2011، وأصبحت إقامتهم تمثل مشكلة بالنسبة للإيرانيين وتم احتجازهم تحت الإقامة الجبرية.

وفي سبتمبر 2010، كتب أسامة بن لادن رسالة إلى ثلاثة من أبنائه، بما في ذلك حمزة، فضلا عن واحدة من زوجاته وأحفاده يحذرهم من أن "الإيرانيين لا يمكن الوثوق بهم" وأنه ينبغي ترك البلاد". وتظهر السجلات أن أعضاء القاعدة اختطفوا دبلوماسيا إيرانيا لإجبارهم على تسليم أفراد عائلة بن لادن.  وتم الإفراج عن حمزة في نهاية المطاف من الاحتجاز الإيراني في عام 2010 ونصحه والده للسفر إلى قطر.  وكان حمزة قد سلك طريقه إلى باكستان حيث دربه أعضاء "القاعدة" على القتال والمتفجرات والقيادة.
 وفي السنوات الأخيرة، برز كوريث لعرش والده وأصبح عضوا بارزا في المنظمة الإرهابية. ويطلق عليه اسم "ولي عهد الإرهاب"، بعد أن دعا إلى شن هجمات إرهابية على لندن وواشنطن وباريس في رسالة صوتية صادرة عن تنظيم "القاعدة".