"طالبان" تستخدم شاحنة محمّلة بالمتفجرات لاستهداف القنصليّة الألمانيّة

أسفر هجوم "طالبان" في مدينة كندز عن مقتل ستة أشخاص، وإصابة ما لا يقل عن 120 آخرين، عقب انفجار شاحنة محمّلة بالمتفجرات، أمام مبنى القنصليّة الألمانيّة في أفغانستان.

وزعمت الجماعة المتطرفة أن الإنفجار الأخير، الذي أحدث حفرة عظيمة وتسبب في إنقلاب السيارات، كان بمثابة انتقام من الضربات الجويّة للولايات المتحدة في كندز، والتي تسببت في مقتل 30 مدنيًا، إلا أن الهجمات الأخيرة لطالبان، يوم الخميس الماضي، لم تسفر عن إصابة أيّ شخص من طاقم العمل في القنصليّة، وإنما توفي على إثرها ستة مواطنين أفغان.

وأوضح قائد الشرطة المحلي، سيد كمال سادات، أن المتطرف المنتحر، قد صدم سيارته المحمّلة بالمتفجرات بحائط القنصلية الألمانيّة، وتسبب الانفجار في إطلاق نار متقطع في المدينة الشماليّة الهادئة، كما تحطمت بعض شبابيك المحلات القريبة، وفرّ المواطنون يبحثون عن مأوى.

وقال نائب قائد الشرطة، عبد الرزاق قادري، أن الانفجار تسبّب في مقتل ستة أشخاص، من بينهم المعتدي، كما قتلت القوات الألمانيّة راكبي دراجتين بخاريتين، في تبادل إطلاق النار بالقرب من القنصلية، بعد رفضهما التوقف، علمًا أن سبعة أفغان، كانوا من بين الأشخاص الثمانية المقتولين.

وأضاف قادري "لقد تمكنت قوات الشرطة، صباح الجمعة، من القبض على مشتبه به بالقرب من البعثة الدبلوماسية".
وقال وزير الخارجيّة الألماني، فرانك-فالتر شتاينماير، في خطاب له "لقد تدمر مبنى القنصلية بصورة بالغة"، وأضاف "لقد أرسلنا بعض المتعاطفين الى المصابين وأسر الضحايا لمواساتهم"، وأكد مصدر دبلوماسيّ أن وزير الخارجية عقد اجتماعاً لحلّ الأزمة.

وأكد المتحدث باسم الوزارة أنه حدث تبادلًال إطلاق نار، داخل القنصليّة وخارجها، موضحًا أنه كانت كلّ من قوات الأمن الأفغانية وقوى الدعم التابعة للناتو من القاعدة الألمانية في مزار شريف في موقع الحداثة.

وعقب الانفجار، طوّقت القوات الأفغانيّة الخاصة مبنى القنصلية، المعروف سابقا بفندق مزار، وفي نفس الوقت، كانت تجوب طائرات الهليكوبتر في المنطقة، وتعلو أصوات الإنذار لسيارات الاسعاف المسرعة الى المكان.

يذكر أن الحادثة قد أكدت تفاقم أزمة الأمن في أفغانستان، حيث أن متمردي "طالبان" قد كثفوا من هجماتهم داخل البلاد، رغم محاولات الحكومة المتكررة بأن تعيد مفاوضات السلام المتوقفة.

من ناحية أخرى، بالغ المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، في وصف المعركة، فقد قال "لقد خلّف الهجوم على القنصلية العشرات من القتلى في صفوف "الغزاة"، ونشر أحد المقاتلين، صورة للقنصلية عبر تويتر مغردًا "كان الهجوم بغرض الانتقام من الضربات الجويّة الأميركيّة في كندز".

وكانت القوات الأميركية قد اعترفت الأسبوع الماضي، أن الضربات الجوية قد تسببت في إصابة مدنيين، وتعهدت بالتحقيق الكامل في القضية.
ويشار الى أن الضربات الجوية قد خلّفت العديد من الأطفال الموتى، وقد جاءت ردًا على هجوم طالبان، الذي تسبب في مقتل جنديين أميركيين وثلاثة جنود أفغان، من القوات الخاصة، بالقرب من مدينة كندز.

وبعد حادثة الضربات الجويّة، قامت أسر الضحايا باحتجاج ثائر، فقد حملوا جثث أطفالهم في سيارات مفتوحة، وساروا بها في الشوارع.
وتعدّ قضية قتل قوات الناتو  للمدنيين من أشرس القضايا التي تبنتها حركة طالبان في الأعوام الـ15 الأخيرة، حيث ثار عليها الشعب والحكومة.

وتأتي هذه الهجمات بعد يومين فقط، من ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يتخوف الشعب الأفغاني من أضرار تلك النتيجة، على الرغم من أن الرئيس الأميركي سيكون له قرار سريع بشأن تلك المسألة، حيث من المقرر أن يواصل ترامب الحرب الأميركية غير المنتهية في أفغانستان.