عناصر من ميليشيا الحوثي

سقط عدد من الجرحى من عناصر ميليشيات الحوثي، الأربعاء، في اشتباكات مع رجال قبيلة "آل غليس"، بمدينة رداع في محافظة البيضاء وسط اليمن، الذين تصدوا لمحاولة قيادات حوثية نهب أراضي تابعة لأبناء القبيلة. وأفاد مصدر قبلي بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين رجال القبيلة في منطقة الخانق برداع، ومسلحين حوثيين تابعين للقيادي الميداني، خليل الريامي "أبو نصر". وأكد المصدر سقوط عدد من الانقلابيين جرحى خلال المواجهات، وتم إسعافهم إلى إحدى المستشفيات في رداع، فيما أصيب ثلاثة من قبائل آل غليس، لافتاً إلى تدخل وساطة قبلية لوقف الاشتباكات.

ويأتي هذا بعد أيام قليلة من اشتباكات مماثلة بين قبيلة آل عطيفة، في مديرية العرش برداع، ومسلحين تابعين للقيادي الحوثي أبو رعد الريامي، وشقيقه أبو يمن الريامي، في منطقة الخبار، على خلفية محاولة الحوثيين نهب أراضي تابعة لأبناء القبيلة.

وتمارس قيادات ميليشيات الحوثي، والتي تنتمي إلى قبيلة "ريام"، حملات سرقة ونهب لممتلكات المواطنين في مدينة رداع، وما جاورها بشكل مهول جداً، لاقت حالة استنكار واسعة ورفض كبير في أوساط ابناء القبائل من مختلف مديريات رداع. إلى ذلك، اقتحمت ميليشيات الحوثي، الأربعاء، مستشفى "دار الشفاء" الخاص بمدينة ذمار وسط اليمن، عقب رفض مالكه دفع خمسة ملايين ريال كـ"مجهود حربي".

وبحسب مصادر محلية، فإن الحوثيين داهموا المستشفى بأربعة أطقم مدرعة، بعد رفض مالكه أحمد شمر - البرلماني عن حزب الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، دفع المبلغ، وطلبوا منه تسليمهم المستشفى. وذكرت المصادر أن مالك المستشفى استدعى أبناء قبيلته (مغرب عنس بذمار)، لحماية حقوقه، ومواجهة ميليشيات الحوثي، التي تحاصر منزله وممتلكاته، بما فيها المستشفى الخاص التابع له.

ويسود توتر شديد مع انتشار عناصر الطرفين واستمرار الحوثيين في محاصرة المستشفى، ما يرجح انفجار الوضع في أي لحظة، ما لم تتدخل وساطات قبلية لحل الإشكال، وفق المصادر. وبادرت جماعة الحوثي الانقلابية، أمس، إلى عرض خطاب غير معتاد؛ إذ راحت تتوسّل التصالح مع أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقيادات حزبه الموجودين في مناطق سيطرتها، وذلك على وقع الخسائر الميدانية التي تواجهها في ظل تقدم الجيش اليمني في جبهات القتال.

واعترفت الجماعة في اجتماع حاشد لقادتها في صنعاء، بأن مقتل صالح سبّب لها "صدمة كبيرة"، داعية إلى إجراء مصالحة شاملة مع أنصاره في محاولة لاسترضائهم لتعزيز صفوفها المتهاوية. وأمر رئيس مجلس الانقلاب صالح الصماد في الاجتماع، بإطلاق سراح بقية المعتقلين من أنصار صالح وأعضاء حزب "المؤتمر الشعبي" في غضون ثلاثة أيام. وسبق أن أطلقت الجماعة سراح نحو 3 آلاف معتقل كانت اختطفتهم عقب المواجهات التي أفضت قبل نحو 10 أسابيع إلى تصفية الرئيس السابق مع العشرات من معاونيه وحراسه.

في غضون ذلك، اتخذت الحكومة اليمنية إجراءات فاعلة لتجفيف أهم مصادر الأموال التي يحصل عليها الحوثيون الانقلابيون جراء سيطرتهم في صنعاء على قطاعي الاتصالات وصناعة التبغ. ومنعت "الشرعية" وصول واردات التبغ الخام من ميناء عدن إلى مصانع السجائر التابعة لشركة "كمران" المختلطة بين القطاعين الحكومي والخاص؛ ما أجبر الشركة التي يديرها الحوثيون على مخاطبة الشرعية للسماح باستمرار نشاطها مقابل دفع الضريبة لخزينة الحكومة في عدن.

وأفشل التحالف العربي أمس، محاولة ميليشيات الحوثيين نقل صواريخ وأسلحة من مخزن في جبال النهدين في صنعاء، فيما أجبرت الخسائر الميدانية المتصاعدة الجماعة على الدعوة إلى "التعبئة العامة" في أوساط ميليشياتها، وإصدار أوامر إلى قادتها بإلغاء شروط التجنيد الطوعي واستدعاء عسكريين كانت أجبرتهم على ترك مواقعهم والمكوث في منازلهم بعد الانقلاب على الشرعية.

وشنت طائرات التحالف سلسلة غارات على مخازن أسلحة وثكنات عسكرية للميليشيات في صنعاء. وأكدت مصادر في العاصمة أن الغارات استهدفت مخازن أسلحة في جبل النهدين، ومعسكراً تدريبياً في منطقة عمد التابعة لمديرية سنحان (جنوب). واعترف رئيس ما يسمى "المجلس السياسي" للحوثيين صالح الصماد أول من أمس، بالهزائم الميدانية الأخيرة التي تعرضت لها الميليشيات. وخلال لقائه قادة الجماعة المسؤولين عن "التعبئة العامة"، داعياً إياهم إلى "إعادة النظر في شروط سبق أن طلب توافرها لدى الراغبين في الالتحاق بالتجنيد، وتبسيطها". وأشارت مصادر لموقع "العاصمة أونلاين" إلى أن الصماد "شدّد على تسهيل إجراءات انخراط الشباب في صفوف قواته".

وأفاد الموقع بأن "الميليشيات استحدثت أسلوباً جديداً لمعاقبة المختطفين في السجن المركزي في صنعاء، من طريق استخدام المختلين عقلياً من نزلاء المصحة النفسية في ضرب السجناء- ضرباً عنيفاً- لساعات أمام نظر المسؤولين الحوثيين". إلى ذلك، أكد محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني في تصريح إلى قناة "سكاي نيوز عربية" أمس، أن "قوات النخبة الحضرمية، وبدعم من التحالف، عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة في وادي المسيني، غرب مدينة المكلا"، مشيراً إلى أن "فرقاً هندسية تمكنت من نزع مئات الألغام التي زرعها مسلحو تنظيم القاعدة في الوادي مع بدء العملية العسكرية".

وأتلفت الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة، عشرات الألغام البحرية التي زرعتها الميليشيات في سواحل مديرية ميدي، فيما اندلعت اشتباكات بين قوات الجيش والحوثيين في الأحياء الغربية للمديرية شمال حجة، أسفرت عن خسائر في صفوف مسلحي الميليشيات.