عناصر مكافحة الإرهاب الليبية

أقال وزير الداخلية التابع للحكومة الليبية المؤقتة، إبراهيم بوشناف، مدير إدارة جهاز مكافحة الإرهاب، العقيد عادل مرفوعة، الجمعة، على خلفيه التفجير الذي استهدف وسط المدينة ليلة الخميس، وأدان رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، الحادث الدموي، ودعا إلى توحيد الصفوف لمواجهة الإرهاب.

وأسفر الانفجار عن مقتل 6 أشخاص، بينهم 3 إخوة وطفلة، وإصابة أكثر من 24 شخصًا تم نقلهم إلى مستشفيات المدينة. وقال بوشناف، في تصريح لقناة "ليبيا الحدث"، إن المنطقة التي شهدت الانفجار سكنية "ومن الممكن أن تكون خلية إرهابية قد استغلت بعض الثغرات"، وأضاف "الخطأ قد يكون في تنفيذ الخطة الأمنية، وليس في الخطة نفسها"، مشيرًا إلى أن "مدينة بنغازي مستهدفة بعد حربها ضد الإرهابيين، وطردهم منها". وقال إن أجهزة الأمن تقوم بتفريغ كاميرات المراقبة التي صورت الحادثة، متابعًا "نتمنى أن يكون فيها ما يدل على الفاعلين".

وقالت سلطات الأمن، إن السيارة المفخخة انفجرت قرب فندق "تبستي"، أكبر فنادق المدينة في شارع جمال عبدالناصر، وهو شارع تجاري، غالبًا ما يكون مكتظًا بعد حلول موعد الإفطار، مشيرة إلى أن معظم الضحايا مدنيون. وأشارت إلى أنها سحبت تسجيلات كاميرات المراقبة الأمنية، وشكلت لجنة تحقيق في وقائع الحادث المأساوي لتتبع الجناة وتقديمهم للعدالة، معتبرة أن "الإرهابيين يودون من خلال هذا العدوان الغاشم أن يبعثوا برسالة، مفادها أن مدينة بنغازي ليست آمنة".

وتعهد بوشناف، الذي تفقد مكان الحادث، بسرعة اعتقال الجناة المتورطين، مشيرًا إلى أن الخروقات الأمنية قد تحدث بين الفنية والأخرى، حتى لدى أكثر الدول استقرارًا وأكثرها استعدادًا أمنيًا، ورأى مسؤول أمني أن "العمل إرهابي بامتياز"، ومن المبكر الكشف عن أي معلومات تتعلق بالهجوم، كون التحقيقات تحتاج إلى وقت للكشف عن خيوط هذه الجريمة.

ودعا عبدالرحمن العبار، عميد بلدية بنغازي، السكان، للتعاون مع أجهزة الأمن للتبليغ عن أي تحرك مشبوه، مؤكدًا أن الأمن في بنغازي يسير بصورة جيدة، وأن هذه الخروقات لن تثني الجميع عن مواصلة المشوار حتى اقتلاع الإرهاب من جذوره.

بدوره رأى مجلس النواب، في بيان، الجمعة، أن الضحايا سقطوا "بأيدي الجماعات الإرهابية المنهزمة التي لم يسلم من أعمالها الإرهابية حتى الأطفال في شهر رمضان المعظم"، قبل أن يطالب "وزارة الداخلية ومنتسبي الأجهزة الأمنية كافة، بأداء واجبهم الوطني بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة، لينالوا عقابهم بما اقترفته أياديهم الآثمة".

وتتعرض بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، لكثير من الهجمات الإرهابية عبر سيارات ملغومة أو انتحاريين بسترات ناسفة بشكل متكرر. ووقعت تفجيرات أصغر من حين لآخر في الشهور القليلة الماضية، استهدفت على ما يبدو حلفاء أو مؤيدين للجيش الوطني الليبي؛ لكن من النادر وقوع هجمات في وسط بنغازي.

إلى ذلك، لقي شخصان من سكان العاصمة الليبية طرابلس حتفهما، جراء إطلاق نار عليهما من طرف مسلحين ينتمون لإحدى الكتائب المسلحة بالعاصمة، وقال متحدث باسم "قوة الردع الخاصة" إن "اثنين من سكان حي رأس حسن بوسط طرابلس قتلا مساء الخميس، بعد نزاع مسلح مع عناصر كتيبة باب تاجوراء". كما لقي أحد جنود الجيش الوطني حتفه، وأصيب ثلاثة آخرون، خلال معارك جرت ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة الفتائح شرق المدينة.

وذكر الجيش إن قواته بسطت سيطرتها الكاملة على عدة مناطق قريبة من هذه الضاحية، باستثناء بعض الجيوب التي يتحصن بداخلها الإرهابيون، ورأت الأمم المتحدة أن احتدام القتال في مدينة درنة بشرق ليبيا، له تأثير مدمر على المدنيين، مع منع دخول موظفي الإغاثة الإنسانية لتوصيل مساعدات ضرورية.