مشاورات السويد

تختتم اليوم الخميس في السويد، مشاورات السلام اليمنية بعد عشرة أيام من اللقاءات المباشرة وغير المباشرة بين وفدي الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي الانقلابية برعاية أممية، من دون إحراز تقدم حول مواضيع مهمة أبرزها وقف اطلاق النار وتسليم ميناء الحديدة الى السلطة الشرعية. وستتوج هذه اللقاءات بلقاء يجمع اليوم طرفي النزاع بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي وصل الى ستوكهولم مساء أمس الأربعاء.

وكانت معلومات دبلوماسية أفادت بأن الأطراف المتنازعة في اليمن، توافقت على إعادة فتح مطار العاصمة صنعاء أمام الرحلات الداخلية، بهدف بناء الثقة في محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في السويد.  وذكرت مصادر مطلعة، أن وفدي جماعة "الحوثيين"، والحكومة الشرعية، توصلا إلى تفاهم على أن تهبط الرحلات الدولية في مطار تسيطر عليه الحكومة لتفتيشها قبل أن تهبط في مطار صنعاء أو تقلع منه، إلا أنهما لم يتفقا بعد، على كون التفتيش في مطار عدن أم مطار سيئون.

وإثر وصول الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى مقر مشاورات السلام اليمنية في السويد، أعلن أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز منه اتصالاً هاتفياً بحثا خلاله مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية والجهود المبذولة بشأنها. وأكد ولي العهد دعم المملكة جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، وتطلعها إلى تحقيق نتائج إيجابية في المشاورات المنعقدة حالياً في السويد.

من جانبها، قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة للصحافيين إن طرفي الصراع اليمني، المتحاورين في ستوكهولم، وإن بشكل غير مباشر، تسلما 4 مسودات اتفاق، ومن المتوقع أن يقدما الرد بحلول مساء اليوم الخميس. وتركز المسودات، بحسب المتحدثة، على إطار عمل سياسي، وإعادة فتح مطار صنعاء ووضع مدينة الحديدة الساحلية، إلى جانب الوضع الاقتصادي في البلاد.

وفي ما يتعلق بميناء الحديدة وفي ظل تضارب المواقف، أكد عضو وفد الميليشيات، غالب مطلق، الأربعاء، أن هناك تفاهمات تمت حول الميناء وإدارته، بينما جدد وزير الثقافة اليمني، مروان دماج، تمسك الحكومة الشرعية بضرورة انسحاب الميليشيات من الحديدة.

ولا يزال الغموض يكتنف ملف مطار صنعاء، حيث أكد مسؤول حكومي أن هناك مؤشرات على قبول الحوثيين لمقترح فتح المطار للرحلات الداخلية على أن يتم تفتيش الرحلات في مطار عدن، إلا أن مصادر أخرى تتحدث عن اشتراط الانقلابيين تولي الأمم المتحدة تفتيش الطائرات في عدن.

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، استعداد بلاده لاستضافة مراسم التوقيع على اتفاق ينهي الحرب في اليمن في حال توصل الفرقاء إلى تسوية. وقال الصباح، في مؤتمر صحفي مع نظيرته النمساوية كارين كنايس، إن "الكويت على أتم الاستعداد للوقوف مع أشقائنا في اليمن في أي وقت يرون أنه مناسب، للانتهاء من الحرب والوصول إلى سلم والتوقيع على الاتفاق الذي نأمل أن يكون في دولة الكويت".

ولم يتطرق الوزير الكويتي لإمكانية استضافة بلاده لجولة جديدة من المفاوضات أو المشاورات اليمنية بعد الجولة الحالية المنعقدة في السويد. وأكد الصباح أنه لا يوجد بديل عن "الحل السياسي" لإنهاء الأزمة في اليمن داعيا أطراف الصراع هناك لاستثمار المباحثات الحالية في السويد لإيجاد تسوية تنهي هذه "المأساة الدامية".