الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

تُسابق مصر الزمن من أجل وضع اتفاق تهدئة في  قطاع غزة موضع التنفيذ قبل المسيرة المليونية التي دعت إليها الفصائل الفلسطينية في الـ30 من الشهر الحالي على الحدود، وتريد مصر تجنب مواجهة كبيرة محتملة إذا خرجت الأمور عن السيطرة، وبخاصة في ظل الهدنة الهشة التي نجحت في تثبيتها قبل يومين وتخللتها خروقات.

وحسب المصادر فإن الوفد الأمني المصري الذي يرأسه مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية أحمد عبدالخالق، وصل إلى قطاع غزة أمس، عبر معبر بيت حانون «أيرز» شمال قطاع غزة، قادما من إسرائيل ولم تتسرب حتى كتابة التقرير معلومات عن التفاصيل.

وقالت مصادر فلسطينية إن مصر تريد فهم ما يجري في غزة ولماذا أطلقت صواريخ بشكل مفاجئ في الأسبوعين الأخيرين، كاد يجر القطاع إلى حرب، وإن المصريين مثل الإسرائيليين، ليسوا مقتنعين بروايات قادة "حماس" بأن الصواريخ أطلقت بسبب وجود خطأ تقني أو بسبب الأحوال الجوية، وأضافت المصادر: «يريد المصريون بشكل أهم تحويل الاتفاق الأخير إلى رسمي ودفع مباحثات التهدئة».

ورجح محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، أن تنجح مصر في جلب توقيع من حماس على وثيقة تفاهمات.

أقرأ أيضا:

ألمانيا تحقق في صفقة غواصات حولها شبهات فساد مع إسرائيل

 

وقال فيشمان إن وثيقة التفاهمات هذه يفترض أن تضمن الهدوء في الشهور القريبة، وتشتمل أيضا على إعادة الإعمار في قطاع غزة، ووقف الفعاليات قرب السياج الحدودي، ووقف إطلاق البالونات الحارقة. وبحسب الصحيفة، فإن وثيقة كهذه معدة منذ فترة وكانت على طاولة المباحثات قبل أن تطلق حماس صاروخا يهدف إلى تحسين شروط التفاوض، على اعتبار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يخوض حربا قبل الانتخابات التي تبقى عليها أسبوعان.
ونجحت مصر في نزع فتيل التوتر في اليومين الأخيرين ومنعت حربا وشيكة في القطاع بعدما أطلق ناشطون فلسطينيون صاروخا من غزة على تل أبيب الاثنين الماضي. وبعد سلسلة هجمات إسرائيلية وإطلاق صواريخ على غلاف القطاع دخلت هدنة غير رسمية حيز التنفيذ لكنها اخترقت عدة مرات.

وساد الهدوء المنطقة الحدودية معظم يوم الثلاثاء، لكن مساء، قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا انطلق من غزة ورد عليه بهجمات مركزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت عدة أهداف بينها مجمع عسكري ومنشأة لتصنيع الأسلحة تابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وتوقفت أمس الأربعاء الهجمات المتبادلة.

وفي مؤشر على انتهاء الجولة الحالية خرج رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إلى العلن، وتفقد حطام مكتبه الذي يعد مقر قيادة حركة حماس وقصفته إسرائيل ليل الاثنين. وقال هنية، معقبا على الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة: «المقاومة قالت كلمتها والاحتلال فهم الرسالة». وأضاف هنية الذي وقف فوق الركام ورفع شارة النصر بيده: «سيتم إعادة بناء المقر (قيادة الحركة) وبشكل أجمل. إنه رمز للصمود والتحدي».

وأكد هنية، على رفض حركته للقرار الأميركي بحق الجولان المحتل، مشددا على أن هذه القرارات الأميركية لا يمكن أن تمرر على الشعوب العربية والإسلامية. ودعا هنية، الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والضفة، للخروج في ذكرى يوم الأرض والمشاركة في مليونية العودة.

وأعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار عن مسيرة مليونية يوم السبت في ذكرى يوم الأرض. ودعت الهيئة للإضراب الشامل يوم السبت والحفاظ على سلمية الفعاليات. جاء في البيان: «تهيب الهيئة بأبناء شعبنا للمشاركة في الفعاليات السلمية لمليونية الأرض والعودة التي ستنطلق يوم السبت القادم الساعة الواحدة ظهرا من جميع مناطق قطاع غزة المحاصر».

وأكد البيان «ضرورة الحفاظ على الطابع الشعبي والسلمي لجميع الفعاليات والمسيرات، لقطع الطريق على مخططات العدو الذي يريد إراقة دماء المتظاهرين لإدخال هذا الدم الطاهر في بازار انتخابات الكنيست الصهيونية المقبلة». كما دعا البيان «لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من قناصة العدو المجرمين وعدم الابتعاد عن نقاط التجمع المخصصة والمحددة من قبل الهيئة ولجانها في مخيمات العودة».

وعلى الرغم من الدعوة لسلمية المسيرات، يرون في إسرائيل أن مسيرات السبت اختبار جدي لمستقبل الوضع في القطاع.

وقال رون بن يشاي المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجيش، سيحاولان تجنب التصعيد العسكري يوم السبت، لأن نتنياهو لا يريد الانجرار لأي حملة عسكرية ضد حماس قبل الانتخابات. وأخبر نتنياهو قادة جيشه، أنه غير مهتم الآن بالشروع في عملية واسعة النطاق

قد يهمك أيضًا:

273 شهيدًا من بينهم 51 طفلًا و5 سيدات في قطاع غزة

قوات "الاحتلال الإسرائيلي" تُصعدّ من اعتداءاتها في مختلف محافظات فلسطين