موجة الصقيع في كندا

تسببت موجة البرد غير المسبوقة التي تجتاح جزءاً كبيراً من كندا في إلغاء كثير من النشاطات الترفيهية المتصلة باحتفالات نهاية السنة، بينها حفلات في الهواء الطلق، فضلاً عن مغادرة المتزلجين محطات التزلج المعهودة. ويقول خبراء الأرصاد إن مئات الآلاف من المحتفلين، الذين يقصدون ميدان «تايمز سكوير» في نيويورك مساء اليوم، قد يشهدون ثاني أشد الليالي برودة على الإطلاق.

وأطبقت موجة قطبية على مناطق واسعة في الولايات المتحدة، مسجّلة معدلات هبوط قياسية في درجة الحرارة. وحذّر خبراء الطقس السكان، من ممفيس وحتى مين، من ليلة متجمّدة عشية العام الجديد. وامتدت موجة الصقيع جنوباً حتى تشارلستون في ولاية ساوث كارولاينا حيث تراكم الجليد على أبراج الكنائس التي تشتهر بها المدينة، وأعلنت سلطات أوتاوا حيث بلغت الحرارة 19 درجة تحت الصفر، إلغاء جزء من فعاليات الاحتفال في العاصمة في ختام سنة شكّلت الذكرى الخمسين بعد المئة لتأسيس الكونفيديرالية الكندية، وورد في بيان لوزارة الثقافة أنّه «بسبب التحذيرات من البرد القارس، ولأسباب خاصة بالصحة والسلامة العامة، فإن الفعاليات المبرمجة في الهواء الطلق في مدينة أوتاوا والعروض المخصصة لختام الاحتفالات بالذكرى المئة والخمسين» قد عُدّلت وكُيّفت، ولكن تم الإبقاء على عرض الألعاب النارية.

وحذرت خدمة الأرصاد الجوية الكندية من موجة البرد القارس التي تجتاح ست مقاطعات هي كولومبيا البريطانية وكيبيك وأونتاريو ومانيتوبا وساسكاتشوان وألبيرتا (بلغت الحرارة في مدينة فورت ماكموري التابعة للمقاطعة 46 تحت الصفر من دون التعرُّض الى الرياح)، فضلاً عن إقليم يوكون (شمال غرب). وانقطع التيار الكهربائي عن 9 آلاف أسرة في منطقة وادي فريزر الواقعة في كولومبيا البريطانية. وفي كيبيك، طلبت شركة الكهرباء من محطات التزلج تخفيف نشاطها بغية تعزيز التغذية الكهربائية المقدمة للسكان، ولليوم الثاني على التوالي، أصبحت ولاية نورث داكوتا وشمال ولاية مينيسوتا من بين أشد المواقع برودة في الولايات المتحدة، ما دفع الهيئة الوطنية للطقس إلى إصدار تحذير للسكان. وفي ممفيس، وهي مكان للاحتفالات الموسيقية المعروفة في رأس السنة، يتوقع أن تنخفض الحرارة إلى 9.4 درجة تحت الصفر، وهي تقل بكثير عن المعتاد.

وفي فرنسا تمت تعبئة كبيرة في صفوف قوات الأمن تحضيراً لليلة رأس السنة، وصلت إلى حوالى 140 ألف عنصر في مجمل الأراضي الفرنسية. وتتركّز الجهود في باريس التي تشهد عادة تجمُّعات أكبر من سواها، خصوصاً جادة الشانزيليزيه حيث يُتوقّع احتشاد حوالى 300 ألف شخص.