الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أنه دعا نظيره الأميركي، دونالد ترامب، إلى زيارة موسكو، بعد يومين فقط من تأجيل البيت الأبيض خطط زيارته إلى البيت الأبيض في فصل الخريف المقبل.

بوتين يُشيد بترامب
وامتدح بوتين ترامب كونه زعيما يسعى إلى الوفاء بوعده لعقد اجتماع ثان لقمتهما، على الرغم من أن في أول ظهور له هذا الشهر، انتقد بشدة نظيره الأميركي، إذ قال السيد بوتين إنه مستعد للقاء إما في واشنطن أو موسكو، مضيفًا أنه أخبر ترامب بالفعل أنه كانت لديه دعوة لزيارة العاصمة الروسية.

وسرعان ما استجاب البيت الأبيض لهذه الفكرة، في هذا السياق قالت سارة هوكابي ساندرز، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، للصحافيين "يتطلع الرئيس ترامب إلى زيارة الرئيس بوتين إلى واشنطن بعد بداية العام، وهو مستعد لزيارة موسكو بعد تلقيه دعوة رسمية".

وأصدر الكرملين نسخة من تصريحات السيد بوتين، والتي أدلى بها في مؤتمر صحافي في جوهانسبرغ في نهاية زيارته إلى جنوب أفريقيا.

وفي الوقت الذي حذر فيه من ضرورة توفير شروط لمتابعة اجتماع قمة 16 يوليو/ تموز في هلسنكي، فنلندا، قال بوتين إن "الرئيس ترامب يرغب في عقد مزيد من الاجتماعات، وأنا مستعد لذلك".

بوتين يحصل على الثناء في بلاده
وعلى عكس الرئيس ترامب، الذي تعرض للانتقادات، في بلاده بسبب ما اعتبره الكثيرون سلوكه الممزق في هلسنكي، لم يكتسب بوتين سوى الثناء في روسيا على الاجتماع، حيث وصفه وزير الخارجية، سيرغي لافروف، بـ"أفضل من الأفضل".

وقال البيت الأبيض الأسبوع الماضي إن ترامب سيدعو بوتين إلى زيارة واشنطن في الخريف، وهو الخبر الذي فاجأ حتى بعض كبار مستشاريه، لكن الأربعاء قال مسؤولون أميركيون إن الخطة أرجئت إلى ما بعد انتهاء التحقيق مع المحامي الخاص روبرت مويلر.

وفي إشارة إلى رد الفعل العنيف ضد السيد ترامب في الولايات المتحدة بسبب أدائه في هلسنكي، قال بوتين إن الاضطراب السياسي في الولايات المتحدة لن يعرقل الاتصالات بين الزعيمين، مضيفًا "على الرغم من الصعوبات، في هذه الحالة بالذات، والصعوبات المرتبطة بالوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، تستمر الحياة وتستمر اتصالاتنا".

وأكدت ملاحظات بوتين مجددا على ما قيل منذ مدة طويلة من الإيمان بالنخبة السياسية الأميركية في روسيا، إذ إن ترامب حريص على الوفاء بوعده في الحملة بالتوافق مع روسيا، وأنه لم تتم إعاقته إلا من خلال مكائد سياسية، حيث الأعداء وشبكة من الجسور العميقة من الجواسيس من عهد أوباما، وقادة الحرب الباردة من روسيا.

الكرملين يؤكّد التزام ترامب بوعوده
لكن يبدو أن اجتماع القمة في هلسنكي أثار آمال الكرملين بأن يفي ترامب بتعهداته المتكررة بتحسين العلاقات مع موسكو، على الرغم من سلسلة من عمليات طرد الدبلوماسيين المتباعدين وجولة من العقوبات الجديدة المفروضة على روسيا منذ تولي السيد ترامب منصبه.

وقال بوتين "إنه لفضيلة عظيمة للرئيس ترامب أنه يسعى إلى الوفاء بوعوده، أولاً وقبل كل شيء للناخبين، بالنسبة إلى اجتماعاتنا، فهي مفيدة على ما أعتقد".

وأثار ترامب الغضب بين خصومه وأيضا بين بعض المشرعين الجمهوريين لاقتراحه في هلسنكي أنه يثق في نفي بوتين للتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 على استنتاجات مجتمع الاستخبارات الخاص به.

وفي ما فسره البعض بأنه فعل تحدي تجاه منتقديه، كشف ترامب بشكل غير متوقع أنه يعتزم دعوة بوتين إلى واشنطن لعقد اجتماع متابعة في الخريف، لكن بعد أقل من أسبوع، قال البيت الأبيض إنه أجل الخطة، وإن بوتين لن يزورها بينما يجري التحقيق الذي يجريه السيد مولر.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، في بيان الأربعاء إن ترامب قرر "أن الاجتماع الثنائي المقبل مع الرئيس بوتين يجب أن يتم بعد انتهاء مطاردة روسيا، لذا اتفقنا أنه سيكون بعد بداية العام المقبل".