جانب من مؤتمر السلام في تونس

حضر جيرمي كوربين، زعيم حزب العمل البريطاني، مؤتمر السلام في تونس، قبل الذهاب إلى حفل وضع إكليل الزهور لقتلة ميونيخ، شهد خطبًا لزعماء التطرف الذين وصفوا العنف بأنه "رائع" وقارنوا إسرائيل بتنظيم "داعش"، وقدم أحد قادة حركة "حماس" أسامة حمدان رؤيته من خلال أربع نقاط لمحاربة إسرائيل، وأثنى على نجاح حماس الكبير على المستوى العسكري والوطني، مضيفًا أن العنف كان أمرًا رائعًا، وكان قد أجرى للتو مقابلة مع وسائل الإعلام اللبنانية قال فيها إن الأسطورة المعادية للسامية بأن اليهود شربوا دماء مسيحية لم تكن نسج خيال أو شيء مأخوذ من فيلم، إنها حقيقة، كما ألقى عثمان الجنداني، وزير خارجية تونس السابق، كلمة في المؤتمر وقال "داعش وإسرائيل هما الشيء نفسه".

كوربين يؤكّد أن الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام هي جمع الناس

ومن بين الحاضرين الآخرين، كان الناشط زاهر البيراوي، المقرب من قيادة حماس، والمحامي صباغ المختار الذي ظهر كشاهد خبير لدعم رجل الدين المتطرف أبو حمزة قبل ترحيله من بريطانيا. ووصف كوربين هذا الحدث بأنه "مؤتمر يبحث عن السلام"، وقال "إن الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام هي جمع الناس والتحدث معهم". ولكن عنوان المؤتمر، الذي عقد في 30 سبتمبر/ أيلول 2014، كان "المؤتمر الدولي لمراقبة الوضع السياسي والقانوني الفلسطيني في ضوء العدوان الإسرائيلي".

ويأتي ذلك في الوقت الذي انتقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "كوربين" على تويتر، حيث كتب "إن وضع إكليلا من الزهور على قبور المتطرفين الذي ارتكبوا مجزرة ميونيخ، ومقارنة إسرائيل بالنازيين يستحق إدانة من الجميع".  وما فعله كوربين  يزيد من الضغوط على زعيم حزب العمل لأنه يواجه عددا متزايدا من الدعوات للاستقالة.

واعترف كوربين بأنه كان حاضرا في مراسم وضع إكليل الزهور في تونس لكنه قال إنه "لم يفكر" في أنه شارك بشكل مباشر، ونشرت صحيفة "ديلي ميل" صورًا فوتوغرافية له يحضر الاحتفال بالقرب من قبور المتطرفين المرتبطين بقتل 11 إسرائيليًا في مذبحة عام 1972. وطالبت البرلمانية العمالية لوسيانا بيرغر، وهي يهودية، عانت من اعتداء معادي للسامية، باعتذار من زعيم حزبها، وقالت على تويتر "الوجود" الحالي في مثل هذا الحدث يعد تورط، حيث يعد نوعا من الدعم، أين الأعتذار؟.

كوربين يؤكّد أنه لا يمكن تحقيق السلام من خلال العنف

وقال كوربين لشبكة "سكاي نيوز"، "لقد تم بالفعل وضع إكليل من قبل بعض أولئك الذين حضروا المؤتمر على قبر بعض الذين قتلوا في باريس عام 1992، كنت حاضرا عندما تم وضعه، لا أعتقد أنني كنت مشاركا في ذلك، كنت هناك لأنني أردت رؤية نصب تذكاري مناسب لكل من مات في كل حادث تطرف لأننا يجب أن نضع حدا لذلك، لا يمكنك تحقيق السلام من خلال  العنف، الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها السعي وراء السلام هي عن طريق الحوار".

ولكن تصريحاته قوبلت باستجابة لاذعة من نشطاء معاداة السامية، الذين قالوا إنه ما زال يراوغ الأسئلة، حيث قال إيوان فيليبس، الناطق باسم منظمة العمل ضد معاداة السامية، إنه يجب على السيد كوربين أن يكون صادقا وأن يعترف بالضرر الذي أحدثته الفضيحة الأخيرة لحزبه، وأضاف 'إدعاء جيرمي كوربين بأنه لم يشارك في مراسم وضع إكليل الزهور، وحسن ظهرت صورا تبين أنه وضع أكليل بنفسه، يمتد إلى حد السذاجة، يجب على السيد كوربين أولا أن يخاطب الذين تسببوا في وجود أرامل لضحايا ميونيخ بصدق حول ما حدث".

وأشار"يجب عليه أن يعترف علنا بالضرر الذي تلحقه قيادته بحزب العمل، ويتحمل المسؤولية عن أزمة معاداة السامية الجارية، ويستقيل".  ونأمل أن يظهر جميع أعضاء البرلمان، ووسائل الإعلام ، النزاهة التي تتطلبها هذه القضية وأن تستمر في احتجاز وانتقاد السيد كوربين ليحاسب على هذا الحادث المروع".