كابل ـ أعظم خان
أكد مسؤولون في “الجبهة الوطنية” الأفغانية بزعامة الرئيس السابق لمجلس المصالحة الوطنية الأفغانية، سيد أحمد الجيلاني، لقاء موفديها مع أعضاء في المكتب السياسي لـ “طالبان” في إسلام آباد الإثنين الماضي، بعد موافقة من زعيم الحركة الملا هبة الله اخوند زاده ونائبه الملا محمد يعقوب نجل مؤسس الحركة الملا محمد عمر، والتقى وفد “طالبان” الآتي من الدوحة مع وفد يرأسه سيد حامد جيلاني نجل زعيم الجبهة، من دون أن يعلن الجانبان موضوع البحث، وإن كان يعتقد على نطاق واسع أنه يتعلق بالتمهيد إلى محادثات لحل الصراع في أفغانستان.
ورأس وفد “طالبان” إلى إسلام آباد ملا شهاب الدين ديلاور المسؤول الشرعي والفقهي للمكتب السياسي للحركة الذي كان سفير “طالبان” سابقاً في إسلام آباد والرياض. وضم الوفد ملا جان محمد مدني سفير الحركة السابق في أبو ظبي عضو المكتب السياسي حالياً في الدوحة، إضافة إلى صهر الملا محمد يعقوب نجل الملا محمد عمر مؤسس طالبان، ويتولى ملا محمد يعقوب منصب نائب أمير طالبان المولوي هبة الله أخوند زادة.
وتشكل وفد “طالبان” من شخصيات قيادية مقبولة لدى إسلام آباد، على رغم الخلاف بين المكتب السياسي للحركة والمؤسسة الأمنية في باكستان المشرفة على الملف الأفغاني، وحددت الأجهزة الباكستانية الهدف من محادثات إسلام آباد، تقريب وجهات النظر بين “طالبان” وعدد من الفصائل المناهضة لها، واستمالة “الجبهة الوطنية” للعب دور فعال في الحوار، وكانت “الجبهة الوطنية” أبرز أحزاب المجاهدين التي رفضت الانخراط في الحرب الأهلية، وظلت على مسافة واحدة من كل الأطراف ما مكنها من لعب دور الوسيط.
وأتت لقاءات إسلام آباد بعد أيام من الحديث عن لقاءات مماثلة في تركيا بين مندوبين من حزب “الوحدة” الشيعي وجناح منشق من “الحزب الإسلامي” بزعامة قلب الدين حكمتيار، ومسؤولين سابقين في “طالبان”، علماً أن الحركة والحكومة الأفغانية حرصتا على نفي أي صلة لهما بالمحادثات، وأبلغت مصادر مطّلعة أن همايون جرير صهر حكمتيار المنشق عن “الحزب الإسلامي” منذ قرابة 20 عامًا، وعبد الكريم خليلي زعيم حزب “الوحدة” الشيعي، وكلاها محسوب على طهران ويتلقى دعماً مباشراً منها، كانا وراء اجتماع تركيا الذي حضره ملا رؤوف المنشق عن الحركة المنضوي حديثاً في مجلس المصالحة الأفغانية برعاية كابول.
وتوقف مراقبون عند قول الناطق باسم “طالبان” ذبيح الله مجاهد إن لقاء تركيا “لعبة استخبارات تهدف إلى تشويه عملية السلام الحقيقية في أفغانستان والإضرار بها”، فيما جدد بيان لقيادة الحركة تأكيد “استحالة إجراء مفاوضات حقيقية، إلا بعد رحيل كل القوات الأجنبية عن أفغانستان”، وأشار البيان إلى أن “الحركة دعت كل الفصائل الأفغانية للجلوس إلى طاولة الحوار والمشاركة في صناعة مستقبل الشعب الأفغاني، لكن الحكومة الأفغانية لم تستجب لهذا الطلب”، تجنباً لما قد يصدر عن اجتماع كهذا من دعوة إلى رحيل القوات الأجنبية، الأمر الذي يشكل إحراجاً لإدارة الرئيس أشرف غاني.