الجيش الوطني اليمني

أفشل الجيش الوطني اليمني مسرحية حوثية أبطالها عناصر انقلابية استقلت دراجات نارية ويحمل كل منهم كاميرات لتصوير بعض المشاهد أثناء اقتحام «مفتعل» لمدينة الخوخة الساحلية جنوب الحديدة، في الوقت الذي سقطت فيه قيادات ومواقع للميليشيات إثر تشديد الجيش المسنود بالتحالف من عملياته العسكرية في البيضاء.

وأعلنت قوات الجيش الوطني، إفشالها لهجمات ميلشيات الحوثي على مواقعها في مختلف الجبهات بما فيها شرق مديرية الخوخة المحررة، التابعة لمحافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن، وشرق العاصمة صنعاء والبيضاء.

وقال أيمن جرمش، ركن التوجيه في لواء «صقور تهامة»، والقيادي الميداني في المقاومة الشعبية التهامية، إن «هجومًا واسعًا نفذه الحوثيون على مواقع تمركز المقاومة الشعبية شرق الخوخة، مستخدمين في هجومهم الدرجات النارية في استماتة منهم لاختراق مواقع المقاومة التهامية التي بدورها تصدت لهم وبإسناد طيران التحالف، وتم كسر الهجوم بقوه لا تتوقعها تلك الميليشيات الانقلابية».

وأضاف جرمش أن «آخر إحصائية بشأن عدد قتلى الانقلابيين فقد وصل إلى أكثر من 100 قتيل خلال الـ24 ساعة الماضية، إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى في ذلك الهجوم، إضافة إلى أسر 7 آخرين من صفوف الميليشيات الإيرانية»، ونفى «مزاعم الحوثيين وصولهم واستعادتهم مواقع في مديرية الخوخة المحررة»، مؤكدًا أن «الخوخة لا تزال بيد عناصر المقاومة التهامية والحياة طبيعية داخل مركز المديرية ولا صحة لما تتناوله وسائل إعلام الميليشيات الانقلابية بشأن إعادة احتلالهم على الخوخة»، وأن كل ما ينشرونه «عبارة عن مغالطة وإخفاء للهزيمة والخسائر البشرية والعتاد التي وقعت بهم».

وبالانتقال إلى البيضاء، قال مصدر عسكري يمني، إن «الجيش الوطني تمكن من السيطرة على عدد من المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، وذلك في إطار العملية العسكرية التي أعلنت عنها قوات الجيش من خلال شن هجوم واسع على مواقع الميليشيات بمديرية خب والشعف، مع القصف المدفعي العنيف على مواقع الحوثيين، وبإسناد جوي من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من الانقلابيين».

وأكد المصدر «إحكام قوات الجيش الوطني السيطرة على اليتمة، مركز مديرية خب والشعف، شمال الجوف، ومواقع المهاشمة ومنطقة العشة آل هضبات، ووصول القوات إلى الخط الإسفلتي الدولي الرابط بين اليمن والسعودية التي تربط بين البقع بصعدة والعقبة بالجوف، وذلك بعد السيطرة على منطقة المهاشمة الإستراتيجية، وسط فرار جماعي للانقلابيين من مواقعهم»، مشددًا تأكيده «قطع الجيش الوطني لخط إمداد الانقلابيين في جبهات صبرين والعقبة».

وتواصل قوات الجيش والمقاومة الشعبية إحرازها التقدم في عدد من المديريات، وسط تصعيد الميليشيات من قصفها العنيف على عدد من قرى المحافظة الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية في أوساط المواطنين، علاوة على دفعها لتعزيزات إلى مواقعها وزراعة الألغام الكثيفة على الطرقات الرئيسية والفرعية وعدد من القرى السكنية، وفقًا لما أفاد به مصدر في المقاومة الشعبية، مضيفًا أن عناصر الانقلاب «أطلقت النار على المواطن أحمد علي الحميقاني وهو من أهالي الحكيل بمديرية ذي ناعم، في نقطة بمفرق الحجلة التابع للحوثيين، يتزعمها المدعو أبو هاشم الريامي، عندما كان يقود سيارته وأردته قتيلا دون أي سبب يذكر».

وفي تعز، تشهد عدد من الجبهات مواجهات تبادل فيها الطرفان القصف المدفعي، وتواصل الميليشيات حصارها على قرى الحيمة في التعزية، شرق المحافظة، مع قصفها المدفعي المتواصل على منازل المواطنين.

ووفقًا للسكان، فإن «الحوثيين وسعوا من عمليات التنكيل بالمواطنين العُزَّل، في ظل نزوح أغلب المواطنين إثر الهجوم والقصف الحوثي المستمر منذ التاسع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري»، مضيفين أن «أهالي الحيمة يعيشون كارثة إنسانية حقيقية، ومستاءون من خذلان المنظمات الإغاثية».

وأطلقت اللجنة الفرعية للإغاثة في تعز نداء استغاثة عاجلة للمجتمع الدولي، حكومات ومنظمات، تطالبهم فيها بسرعة التحرك لإنقاذ محافظة تعز المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقالت في بيان لها إن سكان محافظة تعز وخصوصًا المدينة ومنطقة الحيمة، التي لا يعرف بعد مصير سكانها في هذه الأيام بسبب فرض الحصار عليها من قبل الحوثيين، وما تتعرض له من قصف عشوائي بمختلف الأسلحة، يعانون من أوضاع كارثية إنسانية.

وفي السياق ذاته، نفى مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية صحة ما نشرته «رويترز» بشأن حادثة سوق الحيمة، وطالب في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، باستيفاء المعلومات من المتحدث الرسمي للحكومة أو قيادة التحالف «بدلًا من نشر قصص غير حقيقية على لسان مجهولين ونسبها للشرعية»، مشيرًا إلى أن التحالف والشرعية يحققان في كل الادعاءات متى ما توفرت المعلومات الدقيقة عن ذلك.

وجدد المصدر إدانته «لما تقوم ميليشيات الحوثي الإيرانية من تمترس في الأحياء السكنية وتجمعات المدنيين واستمرار التنكيل بسكان المناطق الخاضعة لسيطرتهم وبالذات العاصمة صنعاء التي حولتها إلى سجن كبير واستمرارها في تصفية كوادر وقيادات المؤتمر الشعبي واعتقال وملاحقة آخرين».