تحليق مكثف للطيران الحربي في عدن

شهدت العاصمة المؤقتة لليمن مدينة عدن، اشتباكات مسلحة، فجر الأحد، في مطار المدينة الذي يحمل ذات الاسم، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي التابع للتحالف العربي. ولم تعلن السلطات في عدن، عن تفاصيل واضحة عن طبيعة هذه الاشتباكات، لكن مصادر تحدثت أن وحدات من ألوية الحماية الرئاسية نفذّت في وقت متأخر من السبت، انتشارًا أمنيًا في محيط المطار، وسط توتر ينذّر بانفجار الوضع عسكريًا بين وحدات الحرس الرئاسي، وقوات عسكرية ترفض إخلاء المطار. 

وأوضح المصدر أن خلافات نشبت بين ناصر عبدربه منصور هادي، نجل الرئيس اليمني، والذي يقود الوية الحماية الرئاسية، وقائد القوة العسكرية المكلفة بحماية مطار عدن المقدم ركن صالح العميري. وأشار إلى أن قيادة ألوية الحماية الرئاسية، طلبت من العميري تسليم مهام حراسة المطار إلى ضابط آخر، لكنه رفض هذه التوجيهات.

وتطالب قوات الحرس الرئاسي العميري بتسليم مهام حراسة المطار لها، عقب قيام جنود يتبعونه بتوقيف العمل في المطار، الجمعة، للمطالبة بصرف مستحقاتهم الشهرية. وأعلن شهود عيان أَّن اشتباكات مسلحة شهدتها مدينة عدن بين الحرس الرئاسي وقوات العميري، أودت بحياة جندي وإصابة آخرين وإحراق عربتين عسكرية.  وانتشرت وحدات من الحرس الرئاسي وقوات عسكرية أخرى موالية للرئيس عبد ربه منصور، في محيط مطار عدن والطرق المؤدية.

وأعرب بيان صدر عن الأمم المتحدة، عن قلق المنظمة الدولية من الخطر المحدق باليمنيين، إذ أورد أن مسلحين مرتبطين بالحوثيين، استهدفوا عن عمد مدنيين في المخا، أثناء معركة السيطرة على الميناء. وأكد مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان عن القلق الشديد، إزاء القتال في الميناء الجنوبي الغربي من المخا، في محافظة تعز خلال الأسبوعين الماضيين، وتأثير ذلك على المدنيين.

وأشار الناطق الرسمي باسم المفوضية، روبرت كولفيل، إلى أن المدنيين حوصروا وتم استهدافهم خلال القتال في المخا، وهناك مخاوف حقيقية من أن الوضع سيعيد نفسه في ميناء الحديدة إلى الشمال من مدينة المخا. وأضاف "تفيد تقارير موثوق بها بأن المدنيين عالقون في وضع لا يطاق بين الأطراف المتحاربة، ويتم إعطاؤهم تعليمات متعارضة"، متابعًا أن "تقارير موثوقًا بها أعلنت أن قناصة تابعين للحوثيين قاموا بإطلاق النار على العائلات التي تحاول الفرار من منازلها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون". وقال المفوض السامي، الأمير زيد بن رعد، إن الوضع الإنساني الكارثي بالفعل في البلاد، يمكن أن يزداد سوءًا، إذا تم تدمير ميناء الحديدة، وهو نقطة رئيسية للواردات في اليمن.

وكشفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أنه نتيجة لاشتداد القتال في المناطق الساحلية والداخلية غرب محافظة تعز، فر أكثر من 34 ألف شخص من منازلهم، ثمانية وعشرون ألف شخص منهم نزحوا إلى مناطق أخرى في تعز، والباقي إلى محافظة الحديدة المجاورة. واشتد القتال في المناطق الساحلية المخا وذباب غرب محافظة تعز، وبدأ يتسرب إلى الداخل في مديريتي الوازعية وموزع، ونزح قليل من المدنيين إلى محافظتي لحج وإب.

وحسب الناطق الرسمي باسم المفوضية، ويليام سبيندلر فإنه وبسبب العمليات العسكرية المستمرة، لا يزال وصول المساعدات الإنسانية يشكل تحديًا رئيسيًا للمفوضية، ولكنها منخرطة في مفاوضات مكثفة مع الجهات ذات الصلة، لتقديم المساعدة في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وأضاف سبيندلر، أن المفوضية مستمرة في توزيع مواد الإغاثة لنحو ثلاثة آلاف وستمائة شخص من النازحين في الحديدة، ولمئات الأشخاص في إب شردوا من المخا وذباب.