عناصر من جماعة "الحوثيين"

أطلقت جماعة "الحوثيين" خلال احتفالية رسمية لكبار قادتها في صنعاء، سراح 600 عسكري، بينهم ضباط برتب رفيعة، كانت قد اعتقلتهم بعد أن تمكنت من تصفية الرئيس اليمني السابق، في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، ووأدت الانتفاضة التي كان قد أعلنها لفض الشراكة معها، وفتح صفحة جديدة مع دول تحالف دعم الشرعية باليمن، لتحقيق السلام في البلاد.

وأفادت مصادر رفيعة في حزب المؤتمر الشعبي، بأن الجماعة الموالية لإيران أفرجت عن المعتقلين العسكريين، تتويجاً لجولات تفاوضية مطولة خاضها كبار قيادات الحزب في صنعاء من الموالين للرئيس السابق مع قادة الجماعة، وأثمرت عن اتفاق تضمن التراجع عن إعدامهم بتهمة الخيانة العظمى، وإطلاق سراحهم مقابل التعهد بانخراطهم في صفوفها، وتمكين الجماعة من الاستيلاء على تركة صالح السياسية.

وقالت المصادر، التي رفضت ذكر أسمائها لاعتبارات أمنية، إن الاتفاق سعى إليه رئيس البرلمان القيادي البارز في المؤتمر يحيى الراعي، والقيادي الذي أوكلت إليه مهام رئاسة جناح صالح في الحزب صادق أمين أبو رأس، والقيادي والزعيم القبلي علي بن علي القيسي، وآخرون.

وكشفت المصادر أن القيادات المؤتمرية تعهدت للميليشيا الحوثية بإقناع المعتقلين العسكريين بالانخراط في صفوف الجماعة بعد الإفراج عنهم، للاستفادة من خبراتهم العسكرية في القتال، خصوصاً كبار الضباط، أمثال اللواء عبد الله ضبعان، القائد السابق في قوات الحرس الجمهوري، إلى جانب تعهدها بتمكين الجماعة من تركة صالح السياسية، خصوصاً كتلته البرلمانية والموالين له في الجهاز الحكومي والإداري، وفي مجلس الشورى.

وكشفت المصادر المؤتمرية أن الاتفاق استثنى عدداً من العسكريين من صفقة الإفراج، يقدرون بالعشرات، وهم الذين تحملهم الميليشيات الحوثية المسؤولية المباشرة عن قتل المئات من عناصرها في أثناء المواجهات التي دارت لاقتحام منازل الرئيس السابق وأقاربه الشهر الماضي، ومن بينهم عدد من الحراس وضباط القوات الخاصة.

وبحسب المصادر نفسها، رفض قادة الجماعة أن يشمل الاتفاق إطلاق سراح أقارب الرئيس السابق، وهم نجلاه صالح ومدين، وابن شقيقه محمد محمد صالح، وحفيد شقيقه الأكبر عفاش طارق، مع ثلاثة آخرين من أقاربه من الدرجة الثانية، واكتفوا بالموافقة على تحسين ظروف اعتقالهم. ويرجح مراقبون أن الميليشيات تحاول جعل أقارب الرئيس السابق المعتقلين ورقة سياسية للضغط على أقاربهم الطلقاء، لجهة عدم انخراطهم في الشأن السياسي أو العسكري المناهض للجماعة، خصوصاً نجل صالح الأكبر أحمد علي، وابن شقيقه وقائد حراسته الناجي من قبضة الحوثيين طارق صالح.